جديد المدونة
Loading...
السبت، 15 فبراير 2014


  

معبد أمون رع الكبير:

أعظم المعابد التى شيدها ملوك مصر ، ولا يزال ما تبقى منها من إطلاله يقـف شاهدا على إبداعات الحضارة المصرية ؛ تعتبر معابد الكرنك بمثابة سجل تاريخي حافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداء من الدولة الوسطى حتى حكم البطالمة لمصر.فقد قام ملوكهم بتشييد المقاصير والبوابات فى حرم الكرنك وذلك تمشياً مع سياستهم المعهودة لإرضاء آلهة وكهنة مصر.
فآثار الكرنك تعطينا صورة واضحة لتاريخ مصر فى نهضتها وفى كبوتها لفترة تصل الى ألفى عام تبدأ من الدولة الوسطى.
 
                                                                                                                                               مجسم لمعبد الكرنك وملحقاته

 وتعتبر معابد الكرنك من اكبر وأعظم ما شيد من مباني ضخمه خصصت لعبادة الآلهة فى تاريخ العالم كله.على أن دراسة هذه المعابد دراسة تفصيلية متكاملة ليست بالدراسة السهلة بل هي معقدة إلى حد كبير ولعل السبب فى هذا هو اختفاء أجزاء كثيرة من معابد وهدم أجزاء أخرى ؛ بل واستعمالها كأساسات لأبنية جديدة . ولا شك بأن الصروح العشرة لمعبد أمون رع بالكرنك كانت مليئة ولا تزال بأعداد كبيرة من القطع الحجرية التي استعملت كحشو لها والتى أخذت اغلب الظن من مبانى أخرى ودليلنا على هذا ما عثر عليه شفريه داخل الصرح الثالث الذى أقامه أمنحوتب الثالث بمعبد أمون رع بالكرنك فقد وجد بداخله ما يأتي :-

1-الأحجار الكاملة لمقصورة الملك سنوسرت الأول والتى كانت مشيدة فى مكان ما بالمعبد من الحجر الأبيض وقد تمكن المهندس الأثري شفريه من أن يقيم منها معبدا (كشك –جوسق-مقصورة )صغيرا وهو الموجود الآن فى المنطقة المعروفة اصطلاحا بالمتحف شمال الفناء بالمعبد.

2-- قاعدة من الجرانيت الوردى عليها اسم أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع.

3-
بقايا نقوش على أحجار جيرية ترجع لعهد الملك أحمس والملكة أحمس نفرتارى .

4- بقايا لوحة حجرية من عهد الملك أحمـــــس .

5- مقصورة استراحة للمركب المقدس من الأبستر خاصة بالملك أمنحوتب الأول وهى مقامه الآن بالكرنك .

6-بقايا آثار من الحجر الجيري نقـش علــــــــيها اسم أمنحوتب الأول .

7- بقايا أحجار لمدخل من الحجر الجيري ترجع لعهد تحتمس الثانى .

8- عتب من الحجر الرملى يرجع لعهد تحتمس الثانى .

9- كتل من حجر الكوارتز الأحمر من مقصورة استراحة للمركب المقدس ترجع لعهد حتشبسوت.

10- بقايا كتل من الحجر الجيرى لمدخل من عهد حتشبسوت .

11- بقايا مقصورة استراحة للمركب المقدس من المرمر وترجع لعهد تحتمس الثالث .

12- كتلة من الجرانيت الأحمر تمثل أمنحوتب الثانى يرمى السهام من قوس بيديه .

13- بقايا سقف من المرمر ترجع لعهد أمنحوتب الثانى .

14-قاعدة لمركب من المرمر ترجع لعهد تحتمس الرابع .

15-بقايا عمود من الحجر الرملى ويرجع لعهد تحتمس الرابع

16- بقايا كتل من الحجر الجيرى لمدخل فى عهد أمنحوتب الثالث نفسه مشيد الصرح الثالث .

كما عثرت البعثة المصرية الفرنسية التي تقوم بترميم الكرنك عند ترميمها للصرح التاسع الذي شيده الملك حور محب على أعداد كبيرة من الأحجار المعروفة باسم التلاتات والتي كانت قد استعملت كحشو للصرح التاسع والتى كانت أساسا جزءا من معبد أمنحوتب الرابع (اخناتون) فى الكرنك .

                                        معبد خنسو

وفى الواقع كانت ارض الكرنك المقدسة تشمل بجانب المعبد الكبير للإله آمون رع عدة معابد لآلهة مختلفة نذكر منها ما يوجد فى الجنوب مثل معبد خنسو ومعبد الإلهة ابت ومنها ما يوجد فى الشمال مثل معبد بتاح ومنها ما يوجد فى الشرق ثم هدم مثل معبد اتـــون.

                                         معبد امون

 معنى هذا أن ارض الكرنك المقدسة لم تكن مخصصه فقط للإله آمون رع بل كانت أيضا لآلهة أخرى كما أوضحنا وقد أحيطت كل هذه المعابد والمقاصير بسور كبير من الطوب اللبن يصل سمكه 12 متر ويصل طوله الى 550 متر وعرضه الى 480 متر وارتفاعه 20 متر .


                                        المدخل الجنوبى

 ويضم مساحة تزيد عن ستين فدانا و به ثماني مداخل في الشمال يوصل معابد آمون رع بمعبد منتو وهو خالي تماما من النقوش  


                                          معبد مونتو

 ومدخلان فى الجنوب الشرقى منهما حيث يوجد الصرح العاشر يوصل معبد الإلهة موت والغربى منها حيث معبد خنسو وبوابة بطليموس الثالث (يورجتيس الأول) يوصل الى معبد الأقـصر ومدخلان فى الشرق وثلاثة مداخل فى الغرب. المدخل الأوسط حيث يوجد الصرح الأول وهو المدخل الرئيسي للمعبد

                                         الصرح الأول

                                          معبد خنسو

ويعتقد البعض أن هذا السور يرجع الى عصر الملك (نختنبو) من ملوك الأسرة الثلاثين وربما شيد فى الفترة مابين الأسرة السادسة والعشرين والأسرة الثلاثين. ويلفت النظر فى بناء هذا السور أن اللبن الذي به ليس أفقيا بل مائلا فيعطى السور مظهر مقوس أو مموج والتعليل على هذه الظاهرة فى رأى (بارجيه) أن تلك الطريقة فى البناء قد يمنعه من التساقط هذا بجانب تعليل آخر يرجعه بارجيه وهو لسبب ديني هو أن تموجات السور تشبه المياه الأزلية التي تحيط بالتل المقدس الذي خرج من المحيط الأزلي( نون )بمعنى آخر أن السور بني بهذه الطريقة على اعتبار انه ما في داخله من معابد يمثل التل المقدس الذي يحيط به المياه الأزلية من كل جانب.

لاشك أن مراحل تطور هذا المعبد الضخم للإله أمـــــــون رع قام بأغلبها ملوك الدولة الحديثة ولعل السبب فى هذا هو أن ملوك الأسرة الثامنة عشرة على وجه الخصوص اتخذوا آمون رع إلها للحرب بمعنى آخر لقد كانت الوسيلة الوحيدة للتقرب للإله آمون واهب النصر أن يقيم له الملك الحاكم صرح أو مسلة أو يضيف صالة أعمدة أو ما شابه مما جعل هذا المعبد بهذه الضخام فالمعبد كان يمثل معبداً واحداً أضيفت إليه عناصر متباينة من عصور مختلفة واجتمعت كلها حول المعبد الأصلي. ومعبد الكرنك ليس له تخطيط منظم والسبب فى ذلك أولئك الملوك العظام الذين أرادوا الإسهام فى تكبيره فأضافوا إليه زيادات فى أكثر من جانب من جوانبه.

كان أمنحوتب الأول من ملوك الأسرة الثامنة عشر هو أول من فكر فى تشييد معبد للإله أمون رع في الكرنك وقد اختار نفس البقعة المقدسة التي كان فيها المعبد القديم الذي يرجع للدولة الوسطى وقد أخذ تحتمس الأول بعد موت أمنحوتب الأول على عاتـقه أقامه المعبد في نفس المنطقة المقدسة أو حولها فأقام فناء مهدم الآن الى الناحية الشمالية الغربية من مبنى الدولة الوسطى ثم أقام غرباً منه صرح هو المعروف بالصرح الخامس ثم أقام أمامه شرقاً صالة ذات أعمدة أزورية ثم بعد ذلك شيد صرح أخر غرباً وهو المعروف بالصرح الرابع وأقام أمامه مسلتين من الجرانيت الأحمر لا تزال الجنوبية منهما قائمة حتى الآن ويصل ارتفاعها الى 19,20 متر.

                                       مسلة تحتمس الأول

ثم جاءت حتشبسوت وقامت ببعض التغيرات فى أبنية المعبد فقد أقامت بين الصرحين الخامس والرابع مسلتين لاتزال الشمالية منهما قائمة حتى الآن ويصل ارتفاعها الى 29,25 متر وقد اضطرها هذا الى إزالة سقف القاعة ذات الأساطين والأعمدة الأزوريه التى أقامها تحتمس الأول وان كنا لا نعرف حتى الآن الأسباب التى دعت حتشبسوت لإقامة هاتين المسلتين فى هذا المكان الضيق بالذات فازدحم المكان وخاصة أنهما كانا يرتفعان فوق الأساطين.

                                    مسلة حتشبسوت الراقدة

كما قامت حتشبسوت بتشييد بعض المقاصير الموجودة الآن على جانبي حجرة الزورق المقدس.كما أضافت فى المنطقة الجنوبـيـة من معبد أمون بالكرنك صرح جديد هو المعروف بالصرح الثامن.
   

                                             الأعمدة الأزورية

ونصل الى عهد تحتمس الثالث الذى أقام بعض المقاصير فى فناء تحتمس الأول وأحاط مسلتي حتشبسوت بالمباني حتى سقف الصالة ذات الأساطين حتى تخفى ما سجل على المسلتين من أعمال ثم أضاف صرحين جديدين احدهما غربا وهو المعروف بالصرح السادس وهو اصغر الصروح جميعا والثانى جنوباً وهو المعروف بالصرح السابع كما شيد صالتين للحوليات خلف الصرح السادس


                                       الصرح السادس

 ويميز الصالة الغربية عمودين من حجر الجرانيت الوردى احدهما يمثل الشمال ويرمز له بزهرة اللوتس كما أضاف الملك فى النهاية الشرقية للمعبد صالة "الأخ منو" وهى التى يطلق عليها اصطلاحا "صالة الاحتفالات" .

ثم جاء أمنحوتب الثالث فأضاف صرح هو المعروف بالصرح الثالث وهو مهدم الآن وقد تكلمنا عما وجد بداخلة من آثار استخدمت كحشو له كما يعتقد أيضا بأن أمنحوتب الثالث هو الذى أقام صفى الأساطين الضخمة التى تتوسط الآن صالة الأساطين


                              أمنحوتب الثالث وصالة الأعمدة وطريق الكباش

ونقارنها بأساطين الممر العظيم بمعبد الأقصر) وخاصة أن قواعد هذه الأساطين ليس بها أحجار التلاتات وهى أحجار معبد أتون الذى شيده اخناتون التى وجدت فى بعض قواعد الأساطين الأخرى التى شيدت بعد ذلك كما يحتمل أيضا أن أمنحوتب الثالث هو الذي بدأ بإقامة طريق الكباش أمام صفى الأساطين التى أقامها

.ثم حدثت الهزة الكبرى والنضال العنيف بين كهنة الإله آمون وبين الملك أمنحوتب الرابع (اخناتون) الذى اتخذ آتون ربا له فأقام له المعابد شرق معبد آمون.وظل النزاع والنضال مستمرا حتى جاء حور محب الذى اضطر أن يسترضى كهنة أمـــــــــون فقام ببعض الترميمات فى المعبد وشيد صرح جديد غرباً هو المعروف بالصرح الثاني


                                                                      الصرح الثانى

 كما أضاف صرحين آخرين هما التاسع والعاشر جنوبا.ولهذا نجد انه لكى يرضى كهنة آمون أمر بهدم معبد أتون الذى شيده اخناتون وأتخذ من أحجاره حشوا لصروحه الثلاثة التى أقامها.

بدأ رمسيس الأول فى الأسرة التاسعة عشرة بتشييد صالة الأساطين لم يشهد تاريخ العمارة المصرية اكبر ولا أفخم منها وهى الصالة التى تقع بين الصرحين الثالث والثانى ولكن المنية وافته فلم يتمكن من أن يتم هذا المشروع الضخم.فقام سيتى الأول من بعده الجزء الأعظم من هذا العمل فأقام كل أساطين الجناح الشرقي وأغلب أساطين الجناح الجنوبي ثم أتى رمسيس الثانى فأكمل الصالة وسجل نفسه عليها بالنص والصورة.
   

                                        بهو الأعمدة

اعتقد سيتى الثانى من ملوك الأسرة التاسعة عشرة ومن بعده رمسيس الثالث من ملوك الأسرة العشرين بأن معبد أمون رع قد انتهى تخطيطه ولهذا أقام ستى الثانى ثلاثة مقاصير صغيرة لثالوث طيبة وهى المقامة على يسار الداخل فى الفناء الكبير بعد الصرح الأول مباشرة كما أقام رمسيس الثالث فى نفس الفناء معبد صغير على يمين الداخل وهو المعبد الصغير الذى يعتبر كنموذج ممتاز لطراز معابد الآلهة فى الدولة الحديثة.

                                    معبد رمسيس الثالث

ترك معبد آمون رع بدون إضافات حتى الأسرة الثانية والعشرين وهى المعروفة بالأسرة الليبية فأقاموا صف الأساطين الضخم المفتوح أمام الصرح الثانى.ولما جاء طهرقا احد ملوك الأسرة الخامسة والعشرين أقام ممر من الأساطين وسط هذا الفناء لم يبقى منه الآن غير الأسطون المعروف باسمه.


                                                                   عمود طهرقا


وأخيرا أقام نختنبو الأول احد ملوك الأسرة الثلاثين أضخم صروح الكرنك وهو القائم حاليا بالواجهة الغربية للمعبد الكبير. قام ملوك البطالمة بترميمات فى المعبد وأقام فيليب اريديوس (من323 الى305 ق.م وهو اخ غير شقيق للإسكندر الأكبر) مقصورة من الجرانيت الوردى للمركب المقدس داخل حجرة قدس الأقداس كما أقاموا أيضا فى المنطقة الجنوبية أمام معبد خنسو بوابة تعرف باسم بوابة يوارجتيس وهو الملك بطليموس الثالث (الذى حكم من 247_222 ق.م).

أسماء معبد الكرنك :

أطلق المصريون على معبد الكرنك ابتداء من عهد سنوسرت الأول على الأقل اسم "آبت سوت".فقد ذكر هذا الاسم على مقصورته البيضاء المقابلة داخل حرم الكرنك و "آبت سوت قد تعنى البقعة المختارة لعروش الآلهة". والواقع أن هذه التسمية تقتصر على جزء من المعبد فقط وهو الذي يمتد من الصرح الرابع حتى صالة "الأخ منو"وهى المنطقة المقدسة منذ بداية الأسرة الثامنة عشرة حتى عهد أمنحوتب الرابع. أما الاسم الذى كان يطلق على معبد الكرنك قبل عهد سنوسرت الأول فكان اغلب الظن "بر آمون" اى منزل آمون وقد ذكر على لوحة ترجع الى ما قبل عهد انتف الثانى من ملوك الأسرة الحادية عشرة. أما فى فترة حكم البطالمة لمصر فقد أطلق على معبد الكرنك اسم "بت حر سا تا" اى السماء فوق الأرض.

اختلفت الآراء بخصوص الاسم العربى للمعبد وهو الكرنك ؛ فيرى البعض أن كلمة الكرنك عربية لم تعد تستخدم الآن فى الصعيد ولكنها مازالت تستخدم فى السودان ويعنى "قرية محصنة" وقد ينطبق هذا على معبد الكرنك فهو يبدو للناظر بسوره الضخم "كقرية محصنة" ....والبعض يرى أن كلمة الكرنك أتت من كلمة "الخورنق" (وهو مكان بالعراق قرب النجف كان النعمان بن المنذر كان قد شيد فيه قصراً) وصرفت الكلمة بعد ذلك فى كتب العلماء الأوربيين الى "كرنك"...
وهناك رأى الدكتور أحمد فخري يرى فيه اسم الكرنك يرجع الى اسم القرية القريبة من المعبد والمعروفة بنفس الاسم.

وصـــــــف المعبد :

يبدأ المعبد بمرسى عمل خصيصا للإله آمون وكان يستخدمه عندما كان يخرج من معبده فى الكرنك لزيارة معبد الأقصر أو الحريم الجنوبي وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد"الأوبت"وكان يبحر من المرسى العام أمام المعبد فى مركبه المقدس "اوسرحات" المصنوعة من خشب الأرز المطعم بالذهب فى موكب ضخم بين ابتهالات الشعب حتى يصل الى معبد الأقصر.


طريق الكباش:
وهو طريق بين صفين من التماثيل يتكون كل منهما من رأس كبش وجسم اسد وطوله 52 مترا وعرضه 13,1 مترا ويبتعد عن الصرح الاول بمسافة 20 مترا وكان يطلق عليه باللغة المصرية القديمة "تا ميت رهنت" اى طريق الكباش وكان المصرى القديم يعتقد أن الكباش تحمى المعبد ومداخلة وقد شكلت تماثيله على هيئة الكباش لأن الكبش اعتبر مظهر من مظاهر الإله آمون رع وهى موضوعة على قاعدة مرتفعه تحت رأس كل كبش تمثال ملكى على اعتبار أن الإله أمون فى صورة كبش يحمى الملك. وكانت الكباش فى الأصل تحمل اسم رمسيس الثانى التى نحتت فى عهده ثم سجل بانجم ابن بعنخى احد ملوك الأسرة الحادية والعشرين اسمه على بعض هذه التماثيل.

              



طريق الكباش

ومن المرجح أن هذا الطريق كان يمتد حتى الصرح الثانى بدليل وجود بقايا تماثيل الكباش هذه فى صف طويل على جانبى أعمدة الفناء الكبير المفتوح بعد الصرح الأول مباشرة.
نصل الآن الى الصرح الأول ويبلغ طوله113 متر وارتفاعه 40 متر وسمكه 15 مترا وهو يرجع الى عهد الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين ولم يتم بناءه حتى الآن وممكن الصعود الى سطح الصرح من سلم فى البرج الشمالي ويتميز الصرح الأول الذي يكون الواجهة الغربية للمعبد بوجود المنحدرات الطينية التى كانت تستعمل لنقل الأحجار عليها للبناء وقد أزيلت هذه المنحدرات فى البرج الشمالى وفى الجانب الغربى من البرج الجنوبى وقد تركت هيئة الآثار المنحدر الموجود فى الجانب الشرقى للبرج الجنوبى كمثل واضح للمنحدرات الطينية.
  

ندخل من باب الفناء الكبير المفتوح الذى يرجع للأسرة الثانية والعشرين طوله 80 متر وعرضه 100 متر وقد أقيم على جانبي الفناء صف واحد من الأساطين البردية الضخمة ذات التيجان المبرعمه وترجع الى عهد الملك شاشنق الأول.كما نرى أيضا على الجانبين بالقرب من صف الأساطين مجموعه من الكباش التى أقامها رمسيس الثانى وهى اغلب الظن بقايا طريق الكباش الذى كان يصل الى الصرح الثانى الذى كان وقـتـئذ يمثل الواجهة الغربية للمعبد غير أن تماثيل الكباش هذه نقلت من مكانها عندما أقيم الفناء الجديد فى الأسرة الثانية والعشرين وقد أطلق المصريون على هذا الفناء أكثر من اسم نعرف منها "وبا" بمعنى الفناء الأمامي وسخت خفت حر" بمعنى الصالة الأمامية ثم "وسخت حبـيت" بمعنى صالة الاحتفالات .


يوجد على شمال الداخل من الصرح الأول مباشرة ثلاث مقاصير شيدها الملك سيتى الثانى لثالوث طيبه المقدس وهى عبارة عن مبنى صغير من الحجر الرملى به ثلاثة مقاصير : الوسطى مخصصه لاستراحة مركب آمون رع واليسرى لاستراحة مركب موت واليمنى لاستراحة مركب خنسو وذلك طبقا للمناظر الموجودة على الجدران الداخلية لكل مقصورة. وقد أطلق الملك سيتى الثانى على هذه المقاصير "المعبد العظيم لملايين السنين " المقام أمام معبد الابت سوت .

معبد رمسيس الثالث :

اعتقد رمسيس الثالث ان معبد أمون رع قد انتهى تخطيطه بإقامة الصرح الثاني وطريق الكباش إمامه وخاصة أن سيتى الثانى كان قد قام من قبله بتشييد مقاصيرة الثلاثة للثالوث المقدس على اليسار "أمام معبد ابت سوت " ففضل رمسيس الثالث ان يقيم معبده جنوبا (على يمين الداخل ) أمام معبد ابت سوت أيضا.


                                       معبد رمسيس الثالث
 فأقامه "فى مكان عظيم مقدس على ارض مقدسه أمام ابت سوت". ولم يكن يعلم أن معبده كان مقدرا له أن يندمج فى إضافات متوالية للمعبد الكبــــــــــير ومع ذلك فهو يؤلف وحده معمارية واضحة المعالم.

ويعتبر معبد رمسيس الثالث النموذج الحى لمعابد الآلهة فى الدولة الحديثة وكان مخصصا أيضا لاستراحت المراكب المقدسة لثالوث طيبه فى عهد رمسيس الثالث يبدأ بصرح أصابه الكثير من التخريب نرى علية المناظر التقليدية التي اغلبها ما توجد على الصروح فالملك مصورا ومعه قرينه (الكا) يذبح أسراه وهو ماسك بشعورهم أمام آمون الذين يقدمون إليه ثلاث صفوف من المدن المستولى عليها يمثل كل منها شخصا يبرز من خرطوش بداخله اسم المدينة المستولى عليها. يتقدم الصرح تمثالين للملك رمسيس الثالث ونحتت من الحجر الرملي.

ندخل الآن الى فناء مكشوف على جانبية صفان من ستة عشر  عموداً ثمانية فى كل جانب وقد وقف أمام كل عمود تمثال للملك فى صورته الأوزيرية وقد أصاب التشويه اغلبها وتمثل المناظر التى على الجدار الخلفي للصرح الملك فى علاقاته بأمـون الذى يعطيه علامة "الحب ست" مما قد تشير بأنه وعد الملك بحكم طويل أما على الجدار الشرقى فهناك مناظر يمثل موكب الثالوث المقدس حيث يتقدم الملك الكهنة الذين يحملون الزوارق المقدسة لأمون وموت وخنسو.
  
                                                               ثالوث طيبة المقدسة 

 اما على الجدار الغربى فهناك منظر يمثل موكب الأله مين رب الخصوبة حيث يقوم الملك بإطلاق البخور على تمثال الإله مين –أمون المحمول بواسطة الكهنة نصل الى الجدار الجنوبي للفناء المفتوح بواسطة احدور صاعد. ويتقدم هذا الجدار صفة يعتمد سقفها على أربعة أعمدة يتقدمها تماثيل اوزيرية للملك. وتمثل مناظر هذا الجدار الملك فى علاقاته المختلفة بالآلهة والإلهات وخاصة ثالوث طيبة.



 وخلف هذا الجدار نجد صالة مستعرضه ؛ حمل سقفها على أربعة أساطين بردية ذات تيجان مبرعمة يمكن اعتبارها ردهة لبهو الأساطين.
ونصل من مدخل فى جدارها الجنوبى الى بهو الأساطين ويعتمد سقفه على ثمانية أساطين فى صفين ذات تيجان على شكل براعم.وتمثل مناظر بهو الأساطين المناظر التقليدية التى تمثل الملك فى حضرة الآلهة والإلهات وهو يقوم بالتطهير وإطلاق البخور وتقديم القربان بالإضافة إلى طقوس دينية محتفلة.

أخيراً نصل إلى مقاصير قدس الأقداس الثلاثة ، الوسطى خاصة بمركب أمون واليمنى خاصة بمركب خنسو واليسر خاصة بمركب الإلهة موت وذلك طبقا للمناظر المسجلة على جدران الداخلية لهذه المقاصير هذا بالإضافة إلى بعض الحجرات الجانبية الخاصة بمستلزمات تقدمه الطقوس كما يوجد بجوار مقصورة موت حجرة بها سلم يوصل الى سطح المعبد.

طول هذا المعبد 52 متر ويمتد محوره من الشمال الى الجنوب بجانب الجدار الشرقى لمعبد رمسيس الثالث توجد صالة صغيرة تعرف بصالة البوبسطيين ويتقدمها أسطونين يكونان المدخل المعروف بمدخل شاشانق. المناظر هنا تمثل الملك شاشانق وتكلوت الأول وابنة اوسركون من ملوك الأسرة الثانية والعشرين فى حضرة الآلهة المختلفة.

نتجه الآن إلى وسط الفناء الكبير المفتوح فنجد اسطون طرقا الشهير احد ملوك الأسرة الخامسة والعشرين وهو بقايا صالة للأساطين الضخمة قام بتشييدها هذا الملك الاثيوبى فى القرن السابع قبل الميلاد وقد قامت مصلحة الآثار فى عامي 1928 ، 1929 بإعادة بناء هذا الأسطون فاكتشفت أسماء كل من بسماتيك الثانى من ملوك الأسرة السادسة والعشرين وبطليموس الرابع المعروف باسم فيلوماتور على أحجار هذا الأسطون البردى الذى يصل ارتفاعه الى 21 متر وله تاج على شكل زهرة البردى اليانعة وكانت هذه الصالة تتكون من صفين من الأساطين على قاعدة فى وسطها المركب المقدس للإله آمون أبان الاحتفالات.

نصل الى الصرح الثانى أو إلى بقايا الصرح الثانى فهو مهدم الى حد كبير وقد بدأ بناءه الملك حور محب وأكمله رمسيس الأول وسجل عليه اسمه رمسيس الثانى وأضيف إليه إضافات من عهد يورجتيس الثانى وهو بطليموس الثامن وكان طوله 98 متر وارتفاعه 29,5 متر وسمكه 14 وقد عثر عام 1954 بالقرب منه على تمثال ضخم للملك بانجم ابن بعنخى من ملوك الأسرة الحادية والعشرين وهناك اعتقاد بان الملك بانجم قد اغتصبه من الملك رمسيس الثانى وخاصة أن التمثال الصغير الواقف فوق قدميه اقرب ما يكون الى تماثيل نفرتارى زوجة رمسيس الثانى والتمثال مقام الآن على يسار الداخل للصرح الثانى.وكان يتقدم الصرح الثانى طـنف (او سقفية) ترجع الى عهد الملك طهرقا وجددها بسماتيك الثانى.

نصل الآن الى بهو الاساطين العظيم وهو اكبر بهو ذى أساطين بنى فى العالم ومن أفخم ما شُيد من مبانى لغرض دينى وطوله 52 متر وعرضه 103 متر ويحمل سقفه 134 اسطون مشيده من الحجر الرملى وله ستة عشرة صفا ويعتقد أن الملك أمنحوتب الثالث هو الذى أقام الممرين الرئيسيين ويشملان على اثني عشرة أسطونا بساق اسطوانية فى أسفلها وتاج على شكل زهرة بردى يانعة ويبلغ ارتاع الأسطون (بدون اركيزه 19,25 متر) وقطره يصل الى ثلاثة أمتار ومحيطة أكثر من عشرة أمتار .





 وأقام سيتى الأول باقى الأساطين وعددها 122 أسطوناً ذا 14 صفاً سبعة صفوف فى كل جانب ويبلغ ارتفاع الأسطون 14,74 متر واتخذت تيجانها شكل براعم البردى وبذلك يكون سقف البهو على مستويين بحيث يعلو وسطه سقفى جانبية واستغلوا الفرق بين سقف الأروقة الثلاثة وسقفى الأروقة الجانبية بعمل شبابيك فخمة من الحجر تسمح بتسرب الضوء منها لتـنير الطريق الى البهو وهو طريق موكب الإله
أطلق سيتى الأول على هذه الصالة اسم "معبد الإله( المسمى) سيتى محبوب بتاح المفيد فى معبد أمــون" ويبدو أن العمل فى نقوش هذه الصالة ومناظرها لم ينتهى فى عهد سيتى الأول فأكمله الملك رمسيس الثانى إذ نلاحظ أن مناظر ونقوش النصف الشمالى لهذه الصالة ينتمى أغلبها الى الملك سيتى الأول أما مناظر ونقوش النصف الجنوبى لهذه الصالة فيرجع إلى عهد رمسيس الثانى . كما أضاف بعض الملوك أمثال رمسيس الثالث والرابع والسادس والملك حرى حور أسمائهم على أساطين وجدران هذه الصالة.
تشير بقايا الألوان الموجودة على تيجان الأساطين والسقف إلى مناظر هذه الصالة ونقوشها كانت مزينة بالألوان المختلفة ومن أجمل المناظر التى على الجدار الشمالى والخاصة بالملك سيتى الأول وتمثله وهو يقوم بتأدية طقوس دينية مختلفة ولعل من أهمها المنظر الذى يمثل الملك سيتى راكعاً تحت الشجرة المقدسة والإله جحوتى يكتب اسمه على أوراقها.
وعلى نفس هذا الجدار ولكن من الخارج نجد مناظر سيتى الأول فى قتال مع الأسيويين وانتصاره عليهم أما المناظر الداخلية التى على الجدار الجنوبى لبهو الأساطين فتمثل الملك رمسيس الثانى فى علاقاته المختلفة مع الآلهة والإلهات ولعل مما يجد مشاهدته المنظر الذى يمثل رمسيس الثانى فى لباس الكهنة يقوم بإطلاق البخور أمام موكب آمون المقدسة التى يحملها الكهنة وهم يلبسون أقنعة كل من أرواح بوتو (برؤوس الصقور) وأرواح نخن(برؤوس أبناء آوى)ثم يتبعها على أكتاف الكهنة أيضا كل من مركب خنسو ومركب موت أما المناظر الخارجية لهذا الجدار فتمثل حروب رمسيس الثانى فى سوريا وعلى نفس الجدار الجنوبى ولكن من الخارج يوجد حائط بارز نقش عليه النص الشعرى لمعركة قادش وهو المعروف باسم شعر "بنتاؤور" إشارة إلى اسم الكاتب الذى نظمه.
         
   
 وقد سجل رمسيس الثانى اسمه على كل من المدخلين الشمالى والجنوبى لبهو الأساطين فأطلق على المدخل الجنوبى اسم "الباب العظيم لملك مصر العليا والسفلى وسر ماعت رع ستب ان رع ابن رع رمسيس الثانى محبوب أمون (المسمى) عظيم الآثار فى معبد آمون"...وأطلق على المدخل الشمالى اسم "الباب العظيم لملك مصر العليا والسفلى سيد الأرضيين وسر ماعت رع ستب ان رع ابن رع رمسيس محبوب آمون  (المسمى) المضيء فى بيت آمون" .

نصل إلى الصرح الثالث وتاريخ بناء هذا الصرح وما يتبعه من الصروح امثال الرابع والخامس والسادس ..الى أخره . له صعوبته الخاصة ولعل السبب فى ذلك هو تعاقب الملوك بل وهدمهم ما شيده من سبقوهم من ملوك وبناءهم من جديد عمائر تهمهم ثم بعد ذلك ياتى الدور عليهم فيعدل فيهم مـــا عملوه فيمن ســـــبقوهم وهلم جرا.
 فعلى سبيل المثال الصرح الثالث الذى شيده وامر ببناءة أمنحوتب الثالث لا شك أنه أمر بهدم كل المبانى التى استخدمت كحشو له من عصور سابقة لعهده وقد ذكرناها من قبل بالتفصيل....ومن الصعب الآن أن يتصور الإنسان جمال هذا الصرح الذى كان يمثل الواجهة الغربية للمعبد فى عهده والسبب فى ذلك انه مـــهدم إلى حد كبير ولكن نستطيع من خلال النص الذى تركه الملك أمنحوتب الثالث على لوحة عثر عليها فى معبد تخليد ذكراه بالبر الغربى لطيبه ان نعرف الوصــــــف الكامل لهذا الصرح(اللوحة الآن بالمتحف المصرى وقد اغتصبها مرنبتاح) ونقش على ظهرها فهو"باب (مدخل)عظيم جداً أمام آمون رع سيد عروش الأرضيين مـــــــصفح سطحه كله بالذهب وصورة الإله فى هيئة كبش مرصعة بالأزود حقيقى ومطعمة بذهب وأحجار ثمينة عديدة وليس له مثيل وأرضه محلاة بالفضة ويصل صــــــــرحه للسماء مثل أعمدة السماء الأربعة وتلمع ساريات أعلامه المصفحة بالذهب أكثر من السماء".
الصرح الثالث مهدم الآن وقد تكلمنا عما وجد بداخله من آثار واستخدمت كحشو له ولعل أهما : الأحجار الكاملة لمقصورة سنوسرت الأول البيضاء والأحجار المرمرية لمقصورة أمنحوتب الأول والأحجار الخاصة باستراحة الزورق المقدس للملكة حتشبسوت والمعروفة اصطلاحاً بالمقصورة الحمراء.

نخرج الآن من المدخل الشمالى للفناء الكبير لنصل الى ما يعرف اصطلاحا ًبالمتحف فنشاهد على اليسار (غربا) أحجار مقصورة حتشبسوت وأغلب مناظرها تمثل علاقة الملكة بالآلهة والإلهات. ثم نصل بعد ذلك إلى مقصورة سنوسرت الأول.

جوسق يوبيل الملك سنوسرت الأول :

وجدت الأحجار الكاملة لهذا الجوسق ضمن الآثار التى عثرت عليها داخل الصرح الثالث الذى شيده الملك أمنحوتب الثالث من ملوك الأسرة الثامنة عشرة فى منطقة معابد الكرنك. وقد قام بإعادة بناءه المهندس الفرنسى شفريه عام 1936 وهو مقام الآن فى المنطقه المعروفه بأسم "المتحف" على شمال الداخل بعد الصرح الاول للمعبد.
         

                                     جوسق سنوسرت الأول

والجوسق وهو من الحجر الجيرى الأبيض الجيد عبارة عن قاعدة صغيرة مرتفعة نسبيا أقيم فوقها قاعة تتميز بواجهتين على محور واحد وتتميز كل واجهة بوجود درج بسيط يتوسط أحدور يوصل للمدخل ويتميز كل درج بوجود "درابزين" ذو قمة مستديرة كما أن كل واجهه تتميز بوجود أربعة أعمده يتوسط المدخل العمودين الثانى والثالث أما الجانبان الآخران للمعبد فيتشابهان فى نظامهما مع نظام الواجهة غير أنهما أكثر طولا وليس بهما مدخل. ويميز المدخل ذاته عتب علوى تزينه الشمس المجنحة ومن فوقها نشاهد الكورنيش المصرى الذى يحيط بأطراف المعبد العليا.

يتوسط المعبد قاعة مربعه من الجرانيت يحيط بها أربعة أعمدة قسمت على صفين ويلاحظ ان المناظر والنصوص التى نقشت على جدران وأعمدة هذا المعبد قد بلغت حدا من الروعة والكمال يدلان على مقدرة الفنان المصرى فى ذلك العصر. المناظر اغلبها يمثل الملك مع علاقاته المختلفة مع الآلهة.أما النصوص فلعل أهما ما يذكر أقاليم مصر المختلفة فى هذه الفترة وما له صله بعيد السد الخاص بالملك سنوسرت الأول وقد اختلف الآراء فى الهدف من هذا المعبد. ويعتقد شفريه بأن المعبد كان معبد استراحة للمركب المقدس الخاص بالإله آمون رع الذى كان يوضع تمثاله داخل الناووس المقدس أثناء الاحتفالات الدينية ويرى ان الدليل على ذلك هو القاعدة الجرانيتية ووجود المدخلان الصاعدان للمعبد.

مقصورة أمنحوتب الأول:

بجانب مقصورة سنوسرت الأول (شمالا)نجد مقصورة صغيره أخرى وجدت أحجارها المرمرية كلها داخل الصرح الثالث وقد أعيد بناءها فى هذا المكان وهى مقصورة أمنحوتب الأول وقد أضاف إلى نقوشها الملك تحتمس الأول وهى عبارة عن قاعة مستطيله مفتوحة من طرفيها يزينها من الخارج الكورنيش المصرى.

تمثل المناظر الخارجية على الجدار الشمالي أمنحوتب الأول فى علاقاته الدينية المختلفة مع الإله آمون فنراه يقدم القرابين كذلك منظر الطقس المعروف باسم "الجرى" "بآنيه "الحس" أما المناظر الخارجية على الجدار الجنوبي فتمثل تحتمس الأول فى علاقاته الدينية مع آمون ونلاحظ هنا أيضا الطقس المعروف "بالجرى بالدفة والمجداف " والمنظر الخاص بإقامة مقصورة "سخنت"

مناظر المقصورة الداخلية كلها تمثل أمنحوتب الأول فى مناظر دينيه مختلفة أمام آمون رع .وقد أطلق على هذه المقصورة باللغة المصرية القديمة اسم"حت نثر من منو آمون"بمعنى معبد الأثر الخالد لآمون .

بعد ذلك نعود ثانية الى الفناء الكبير المفتوح لتكملة زيارة معبد آمون رع.

يلى الصرح الثالث فناء مستعرض أقام فيه الملك تحتمس الأول مسلتين وهما المسلتان اللتان كانتا مقامتان أمام الصرح الرابع الذى كان اغلب الظن يمثل مدخل المعبد فى عهده. كما أقام تحتمس الثالث بعد ذلك مسلتين فى نفس هذا الفناء ولم يبقى من هذه المسلات الأربع غير واحدة فقط فى مكانها بمعبد الكرنك أما الباقي فقد نقل خارج البلاد. والمسلة الباقية تنتمي للملك تحتمس الأول ويصل ارتفاعها إلى 21,3 متر ويصل وزنها إلى 143 طن وعليها ثلاثة صفوف عموديه من النصوص ينتمي الأوسط منهم لصاحب المسلة تحتمس الأول ثم اضاف الملك رمسيس الرابع الصفان الجانبيان .وهناك مـــــــناظر تمثل رمسيس الثانى على القاعدة. كما نلاحظ ان الجدار الجنوبي بعد الصرح الثالث والمدخل الذي به أضافه تمت فى عهد رمسيس التاسع.

أقام تحتمس الأول الصرح الرابع وهو مهدم إلى حد كبير وكان يمثل واجهة المعبد فى عهده.كما أقام أيضا صالة الأساطين التى تلى الصرح الرابع مباشرة وان كان هناك اعتقاد بأن خشب الأرز كان هو المادة التى استخدمت فى صناعة سقف هذه الصالة وأساطينها كما أقيمت فى مشكوات فى جدران صالة الأساطين تماثيل كبيره تمثل الملك تحتمس الأول فى رداء "الحب سد" مره لباس التاج الأبيض وذلك فى النصف الجنوبي من صالة الأساطين ومرة لباس التاج الأحمر وذلك فى النصف الشمالى من بهو الأساطين.

عندما تسلمت حتشبسوت مقاليد الحكم أمرت بإقامة مسلتين فى هذه الصالة المستعرضة ويحتمل نتيجة لذلك أنها أزالت الأساطين الخشبية ونزعت الجزء الأكبر من السقف.ولا زالت للآن المسلة اليسرى منها قائمه فى مكانها ويبلغ ارتفاعها 29,50 متر وهى من الحجر الجرانيت الوردى ويصل وزنها إلى 323 طن وأقيمت على قاعدة مربعة؛ طول الضلع فيها 2,65 مترا.وقد سجل على قاعدة المسلة قصة هاتين المسلتين اللتين أمرت بتشييدهما والوقت الذى تم فيه قطعهما والسبب الذى أقيمتا من اجله. ولا نعرف للآن الأسباب التى دعت حتشبسوت لإقامة هاتين المسلتين فى هذه الصالة بالذات هو انه قد تحقق فيها نبوءة تتويج عدوها تحتمس الثالث وقد أطلق على هذه الصالة أكثر من اسم فى اللغة المصرية القديمة وكلها مرادفات لمعنى واحد هو" صالة الأساطين البردية" فقد أطلق عليها فى عهد تحتمس الأول اسم "اونت شبست ام واجو" بمعنى "صالة الأساطين العظيمة البردية" وفى عهد حتشبسوت عرفت باسم "واجيت شبست "بنفس المعنى ..وعندما جاء تحتمس الثالث الذى كان يكره حتشبسوت بقسوة عمل على إخفاء هاتين المسلتين وذلك بإقامة جدران حولهما فلم يبق منهما إلا نهايتهما. وبهذه الطريقة حرم على حتشبسوت فى عهده على الأقل المجد التى كانت ستكتسبه من أقامة هاتين المسلتين.

نصل الآن الى بقايا الصرح الخامس المهدم وقد أقامه تحتمس الأول أيضا وأطلق على مدخله اسم "آمون ورشفت"بمعنى "آمون كبير العظمة" ومنه إلى صالة الأساطين التى أقامها تحتمس الأول أيضا وأطلق عليها"اونت شبست" بمعنى "الصالة العظيمة" وكانت أساطينها ذات ستة عشرة ضلعا بالإضافة إلى الأعمدة الجانبية الأوزيرية وأضاف تحتمس الثالث حجرتين صغيرتين على جانبى مدخل الصرح الخامس.

بعد ذلك نصل إلى بقايا الصرح السادس الصغير شيده تحتمس الثالث من الحجر الرملى وأطلق عليه "الصرح العظيم الداخلى"وأطلق على مدخله المصنوع من حجر الجرانيت اسم "البوابة العظيمة (المسماة) من خبر رع (اسم التتويج للملك تحتمس الثالث)محبوب آمون كبير فى عظمته أو مكانته". وقد أقام تحتمس الثالث صالتي الحوليات بعد الصرح السادس مباشرة نجد على جانبى الصالة الأولى فناءين شمالا وجنوبا بهما بقايا المقاصير التى أقامها أمنحوتب الأول وجددها تحتمس الثالث .تتميز الصالة الأولى بوجود عمودين أقامهما تحتمس الثالث من الجرانيت الوردى يزين الشمالى منها زهرة البردى رمز الدلتا ويزين الجنوبى منهما زهرة اللوتس رمز الصعيد. ويوجد فى الصالة الأولى أيضا تمثالان على يسار الداخل أحداهما يمثل الإله آمون والآخر يمثل الإلهة أمونت وقد أمر بإقامتها الملك توت عنخ آمون من الحجر الرملى ولهذا يلاحظ الشبه الكبير بينها وبين ملامح توت عنخ آمون الشهير وقد اغتصب حور محب التمثالين ونسبهما لنفسه.

بعد ذلك نصل إلى صالة الحوليات الثانية ويعتقد جون ولسن أن اختيار تحتمس الثالث لهذا المكان بالذات "هو أثبات أن الملك قد أقام بأداء ما عليه من حق نحو الإله وقد كان آمون شريكا للملك بل الشريك الأهم". كانت توجد مقصورة قدس الأقداس التى أقامها تحتمس الثالث اغلب الظن وسط الحوليات الثانية وذلك بعد أن نزع تحتمس الثالث المقصورة التى كانت موجودة من عهد حتشبسوت والتى أقامتها بعد أن نزعت اغلب الظن مقصورة كانت مقامه فى عهد الدولة الوسطى.
وقد وصفت النصوص المصرية مقصورة قدس الأقداس التى أقامها تحتمس الثالث كما يلى :

"
لقد أقام جلالته مقصورة مقدسه فى مكان آمون المحبب (وأطلق عليها )العرش العظيم الذى يشبه أفق السماء(وصنعت) من حجر الجبل الأحمر الرملى وكان داخلها مطعما بالذهب". وتتميز صالتى حوليات تحتمس الثالث بخمس مداخل غير مدخل الصرح نفسه مدخلان فى الصالة الأولى شمالا وجنوبا وثلاثة فى الصالة الثانية شمالا وشرقا. أما الحجرات التى على جانبى صالة الحوليات الثانية فأغلبها يرجع لعهد تحتمس الثالث ؛ عدا حجرة هامه واحده أقامتها حتشبسوت ويمكن الوصول إليها من المدخل الشمالى المصنوع من حجر الجرانيت الأسود الموجود فى الصالة الثانية للحوليات وذلك لمشاهدة ما كان بها من مناظر جميلة لازال البعض منها محتفظا بألوانه ثم نرى قسوة الانتقام إذ أمر تحتمس الثالث بإزالة كل أشكال حتشبسوت من هذه الحجرة.
أقام فيليب اريديوس مقصورة قدس الأقداس الحالية وهى مصنوعة من حجر الجرانيت الوردي وخصصت للمركب المقدسة للإله آمون ولا زال بها للآن القاعدة التى كان يوضع عليها قارب آمون المقدس ويحتمل أن فيليب اريديوس قد أمر ببناء هذه المقصورة مكان مقصورة قديمة ترجع إلى عهد تحتمس الثالث ومقصورة فيليب اريديوس عبارة عن حجرتين مستطيلتين يبلغ طول الأولى 6 أمتار والثانية 8 أمتار وقد غطت جدران هذه المقصورة الداخلية والخارجية بمناظر دينية أهمها المناظر الموجودة على الجدار الجنوبى(الايمن) وعليه مناظر تمثل تتويج الملك وتقديمه للآلة ثم موكب مركب آمون المقدس.ولا زالت المناظر محتفظة بألوانها.
 ثم نصل بعد ذلك إلى فناء كبير ليس به إلا بعض الأحجار وهو المكان الذى يعتقد أنه المعبد الذى يرجع إلى عهد الدولة الوسطى كان مشيدا فيــــــــه .

معبد بهو الاحتفالات :

نجد فى نهاية فناء الدولة الوسطى معبد بهو الاحتفالات الذى أقامه تحتمس الثالث فى العام الرابع أو الخامس والعشرين من حكمه بعد وفاة حتشبسوت ويحتمل انه احتفل فية بعيد "السد الأول" او "اليوبيل الأول" وقد اطلق علية اسم "أخ منو" بمعنى "الأثر المفيد او المضىء" وان كان يقصد هنا المبانى الخالدة المضيئة أو المفيدة . ويشمل هذا المعبد على ثلاثة أجزاء أساسية هى كالآتي :

1- الحجرات الجانبية الجنوبية والشمالية وكانت مخصصة لحفظ مستلزمات المعبد من طعام وشراب وعطور ولباس وعقود . بهو كبير للأساطين وللأعمدة يطلق عليه اصطلاحا بهو الأعياد .

2-حجرات فى الشرق يتوسطها قدس الأقداس وبجانبه شمالا صالة ذات أربعة أساطين تعرف اصطلاحا بحديقة النباتات وذلك لما يزين جدرانها من المناظر شائقة لنباتات وطيور وحيوانات جلبها تحتمس الثالث من سوريا فى السنة الخامسة والعشرين من حكمه إلى حديقة المعبد وبهذا يمكن اعتبار تحتمس الثالث أول مؤسس لحديقة حيوان فى العالم .وسنتكلم الآن عن بهو الأعياد :

نصل إليه عن طريق المدخل الموجود فى جانبه الجنوبي الغربي ؛ وهو كبير مستطيل طوله 43,2 مترا وعرضه 15,6 وهو فريد فى تخطيطه وأسلوبه المعمارى فقد حاول فيه المهندس المصرى تقليد الخيمة الملكية التى كانت تنصب فى الحروب فهو يبدو كسرداق ضخم من الحجر يتوسطه صفان من اساطين عالية فى كل صف عشرة أساطين من الطراز الذى اصطلح على تسميته باسطون الخيمة وقد يبدو تاج هذا الأسطون مقلوباً فهو يشبه ناقوس فتحته من أسفل ومدور فى أعلاه حيث تستقر علية ركيزة من فوقها عتب ولعل السبب فى هذا أن أعمدة الخيمة الخشبية يجب تدق من أعلى وليس مثل الأساطين النباتية التى تنمو (تبنى)من أسفل إلى أعلى. وقد أقيم فى جوانب هذا البهو الأربعة صف من الأعمدة عددها 32 عمود وهى اقل ارتفاعا من الأساطين التى فى الوسط وبذلك يستوى السقف على مسطحين بينهما فتحات تسمح بدخول الضوء ويلاحظ ان قواعد الأساطين قد قطعت عن عمد ربما لكى لا تعرقل سير المركب وقد عثر فى الحجرة الصغيرة الموجودة فى الزاوية الجنوبية الغربية على قائمة حجرية بها أسماء الملوك الذين اهتموا اغلب الظن بمعبد الكرنك وقد أقامها تحتمس الثالث هناك ولهذا تعرف بقائمة الكرنك وقد نقلها بريس دافن عام 1844 إلى متحف اللوفر حيث تعرض الآن.
 ويعتقد المهندس الأثرى (هينى) أن بهو احتفالات تحتمس الثالث يمثل من الناحية الهندسية المرحلة الأولى للبازلكا التى شاعت فى معبد الرعامسة ثم وجدت سبـيلها بعد ذلك إلى خارج مصر.

المبانى الجنوبية لمعبد أمـــــــــون رع بالكرنك :

نعود الآن إلى فناء الأوسط بين الصرحين الثالث والرابع ومنه نتجه جنوبا لزيارة الجزء الجنوبى من معبد آمون رع فنجد أمامناً فناء مخرباً له شهرته وهو الفناء الذى يسبق الصرح السابع وقد أقامه تحتمس الثالث فقد عثر فيه (ليجرا) فى الفترة مابين 1902 و 1909 على مجموعة ضخمه من التماثيل المختلفة (799 من الحجر و 17000 من البرنز اغلبهم فى متحف القاهرة الآن) ولا شك ان هذه التماثيل كانت مقامة يوماً ما داخل المعبد وذلك قبل لجوء الكهنة إلى إخفائها حفاظاً عليها اغلب الظن قبل الغزو الآشورى ولهذا يطلق على هذا الفناء اسم "فناء الخبيئة" .
 على الجدار الغربى لهذا الفناء نجد مناظر تمثل رمسيس الثانى فى علاقاته المختلفة مع الإلهة والإلهات وعلى نفس الجدار ولكن من الخارج نرى (من الشمال إلى الجنوب)منظر يمثل الملك رمسيس الثانى فى عربته الحربية أمام قلعة ثم الملك على قدميه يهاجم القلعة والعربات الحربية فى الانتظار بعد ذلك نجد نص معاهدة السلام التى عقدها رمسيس الثانى من الحيثيين فى العام الحادى والعشرين من حكمة.

أقام تحتمس الثالث الصرح السابع وهو مخرب وقد سجل على وجهى الصرح الشمالى والجنوبى المناظر التقليدية لقمع الأعداء فنرى الملك مره وهو يقمع الأسيويين ومره وهو يقمع النوبيين أمام الإله آمون .وقد أطلق تحتمس الثالث على مدخل هذا الصرح المصنوع من الجرانيت اسم " الباب (مدخل)(المسمى)تحتمس الثالث وآمون رع عظيمي التجلي" . وقد أقام تحتمس الثالث أيضا أربعة تماثيل مختلفة له أمام الواجهة الشمالية للصرح اثنان على كل جانب كما يوجد أيضا ثلاثة تماثيل من عصور مختلفة يصعب معرفة أصحابها.

نمر الآن من مدخل الصرح السابع لنصل الى الفناء الذى أمامه لمشاهدة الواجهة الجنوبية للصرح. فنجد أمامه تمثالين الغربى لرمسيس الثالث والشرقى لتحتمس الثالث. نجد فى هذا الفناء الذى يسبق الصرح الثامن ويتقدم الصرح السابع على اليسار بقايا بناء صغير كان مخصصا لاستراحة المركب المقدس ويرجع إلى عهد تحتمس الثالث.

                                             البحيرة المقدسة                                      

نتجه شرقاً الآن حيث نجد البحيرة المقدسة التى كانت تستخدم فى التطهير والتنظيف ويحتمل فى الاحتفالات أيضا. ونجد بجوار البحيرة جعران ضخم من الجرانيت يرجع الى عهد أمنحوتب الثالث يمثل الإله "خبر" وهو يرتكز على قاعدة ضخمه نقش عليها منظر يمثل أمنحوتب الثالث راكعا ومقدما قربان النبيذ للإله أتوم اله هليوبوليس ليمنحه الخلود ويحتمل أن هذا الجعران كان مقاما فى معبد تخليد ذكراه فى البر الغربى لطيبه ثم نقل إلى مكانه الحالى بعد أن تهدم المعبد

                                         المعبود خبر

نصل الآن إلى الصرح الثامن وهو فى رأى بارجيه طبقاً لما عليه من مناظر ونقوش ويرجع إلى فترة الاشتراك فى الحكم بين تحتمس الثالث وحتشبسوت وقد رسمه سيتى الأول بعد ذلك. مناظر الواجهة الشمالية لهذا الصرح هى مناظر دينية للملكة حتشبسوت وعدد من الملوك الذين ساهموا فى بناء وترميم اغتصاب هذا الصرح أمثال تحتمس الثالث والثانى وسيتى الأول ورمسيس الثالث وهى مناظر تظهر علاقات التعبد المحتفلة مع الآلهة والإلهات


قام بإعداد 
التنسيق والصور
محمود مندراوى 
مفتش آثار المنيا 

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

28 التعليقات:

  1. تفاصيل اكتر عن المقصوره الحمراء للملكه حتشبسوت

    ردحذف

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة