الاثار القبطية فى مدينة القوصية(دير المحرق)

بقلم الآثارى |
محمد نور
مفتش آثار القوصية
تذكر العديد من المصادر الكنسية والتاريخية ان العائلة المقدسة اقامت فى جبل قسقام حيث يقوم الدير المحرق الان مدة حوالى ستة اشهر ونحو عشرة ايام والبعض من تلك المصادر لا يذكر الايام ولكنه يذكر انها ستة اشهر فقط .. اذن نحن بصدد دراسة ميدانية ليست للدير ولكن للاثار التى يحتويها الدير المحرق وذلك لانه احتوى على العديد من المبانى الحديثة . ويقع الدير فى سفح الجبل الغربى المعروف بجبل قسقام نسبة لمدينة خربت وكلمة قسقام تعنى مدفن الحلفاء والكثير من اهالى تلك المنطقة كانو يلقنون موتاهم بالحلفاء والير على بعد 12 كم غرب مدينة القوصية . تعددت اسماء الدير ومنها دير السيدة العذراء او دير قسقام او دير المحرق وهناك اكثر من نظرية تعلل استخدام هذا الاسم ولعل اشهرهم تقول ان حربا نشبت بين حاكم مقاطعة الاشمونين وحاكم مقاطعة القوصية او قسقام فانتصر الاول وقام باحراق قسقام فصارت المنطقة كلها تعرف بالمحرقة وصار الدير يعرف بالمحرق . كنيسة السيدة العذراء الاثرية وتوجد الان فى الجهة اللغربية من الدير وهيكلها هو نفس الغرفة او المغارة التى سكنها العائلة المقدسة وتتمتع هذه الكنيسة ببعض المميزات لعل امها ان السيد المسيح هو الذى دشنها بنفسه ورش فى اركانها الماء المبارك بيده .. ومن المعروف ان الكنيسة اقدم بكثير من الدير نفسه وانها اول كنيسة اقيمت فى مصر كلها ويروى ان مذبح هذه الكنيسة يقع فى وسط ارض مصر .

والكنيسة صغير الحجم جدا وهيكلها فى وسط المغارة التى سكنها العائلة المقدسة وينقسم الهيكل الى ثلاثة اقسام يؤدى الواحد منها الى الاخر عن طريق باب صغير والقسمين الايمن والايسر يستخدا كملحقين للهيكل واما الهيكل نفسه او القسم الاوسط من المغارة فيوجد به المذبح وهو من الحجر وبالنسبة للحجاب الخشبى والذى يحتوى على طاقتا المنولة فقد فقد اثريته لانه مستبدل باخر حديث . وصحن الكنيسة مقسم لثلاث خوارس ( المفرد خورس والكلمة يونانية بمعنى قسم او صف ) يفصل بين كل منهم حجاب خشبي اقل ارتفاعا من حجاب الهيكل ويقوم صحن الكنيسة على اربعة اعمدة كبيرة اسطوانية الشكل تقوم عليها القباب وعددها سبعة ويتدلى امام حجاب الهيكل عدد من بيض النعام وقناديل الذيت وللكنيسة بابان احدهما هو المدخل الرئيسي يفتح فى الجهة البحرية فى الخورس الاخير وارضية الكنيسة تنخفض عن مستوى ارضية الدير وامام الكنيسة رواق مسقوف فيه من الجهة الغربية سلم يؤدى لسطح الكنيسة ..

فى الجانب الايمن للهيكل وجدت صورة غير مؤرخة ولا يوجد ما نستطيع من خلاله الاستدلال على التاريخ فهى للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح على يسراها واخرى على نفس الحائط تمثل صعود السيد المسيح .

الحصن
وقصة البناء تروى انه لما ترهبنت ايلارية ابنة الامبراطور زينون (474-491م) بوادى النطرون وتحقق من ذلك قام بزيارة لتلك البرية فى عام 481م وهناك علم بغارات البربر وبدو الصحراء على الاديرة ورهبانها فامر ببناء هذا الحصن او البرج داخل الدير الذي تقيم فيه ابنته ونزولا على رغبة ابنته بنى حصونا مماثلة فى سائر الاديرة وكان منها الدير المحرق وتجددت معالم هذا الحصن فى (1074-1149م) ارتفاعه 16م ومساحته مربع طول ضلعه 9م ويتوصل اليه عن طريق معبر متحرك من الخشب مثبت طرفه فى البرج والاخر يستند لمبنى صغير وطول المعبر 5م . وفتحة مدحل البرج التى ينفذ منها الداخل الى جسم البرج تفتح فى دهليز صغير سقفه من الصخر ينفاح على 3 قلايات صغيرة لاقامة الرهبان بها الاولى والثانية الى يسار

الداخل اما الثالثة فالى يمين الداخل وبارضيتها مخبأ عميق وعند مدخل البرج فى داخل الدهليز فى جداره القبلى فتحة تقود الى ممر صغير يؤدى بدوره فى الاتجاه الغربي الى الدرج العلوى وفى الاتجاه القبلى الى درج سفلى ويؤدى الى دهليز سقفه مقبى يفتح على حجرتين من الجهة البحرية تستخدمان لخزن الترمس وحجرة من الجهة القبلية بها فتحة تؤدى الى الحوض الذى كانوا يبلون فيه الترمس وبها ايضا مكان البئر بجوار الحوض اما سطح الحصن او البرج فيوجد بارضيته فتحتين لمخبئين عميقين كانا يستخدمان لدفن من يموت داخل الحصن من الرهبان ولا يلفت النظر من خارج البرج غير الفتحات التى تاخذ شكلا مائلا اذ كان الرهبان يستغلونها لا للاضاءة والتهوية فقط بل كانوا ايضا ليسكبوا منها الماء على جدران الحصن اذا ماشبت فيه نيران البربر وفى الجدار القبلى من الحصن وفى متناول رؤية العين يجد الناظر من الخارج مزولة او ساعة شمسية تثبت فى وسطها مسمار فى وضع خاص وتبعا لظلهعلى الدائرة المنحوتة يمكن للناظر ان يعرف الوقت ..