جديد المدونة
Loading...
الاثنين، 3 فبراير 2014

Info Post

بقلم دكتور
 مؤيد حمزة 
حملت القدس عبر تطورها التاريخي، وصولاً إلى عصرنا الحاضر، عدة أسماء منها: أورشليم (وتعني مدينة السلام)، ويبوس نسبة إلى سكانها اليبوسيين الأوائل، والمدينة، وإيليا كابيتولينا، وإيليا، وبيت المقدس، والقدس الشريف، ودار السلام، والقدس. ففي مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ورد اسمها في نصوص "اللعنات المصرية" (Execration Text) باسم روشاليموم (Rushalimum)] وورد اسمها في مراسلات تل العمارنة، التي عثر عليها في مصر إبان التنقيبات الأثرية، والتي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد باسم: أورشاليم (Urusalim)]. ونجدها في كتابات الملك الآشوري سنحاريب في القرن السابع قبل الميلاد ترد باسم أورشاليمو (Ursalimmu). وتأخذ في كتابات المؤرخين العرب المتأخرين عدة أسماء منها: يروسالم يروشالايم، ويبوس، وصهيون موريا، وإيليا، وبيت المقدس، والقدس، والقدس الشريف، والبلاط .

أسس العموريون (أول القادمين من العرب القدماء إلى بلاد الشام) واليبوسيُّون الذين هم فرع من العموريين ـ الكنعانيين، وسادت ثقافتهم وديانتهم ولغتهم وأشكال حياتهم. وحينذاك لم يكن للإسرائيليين وجود إلا في الروايات التوراتية التي تتحدث في وقت متأخر، في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، عن تاريخ القدس حيث تزعم أن داوود الملك أخذ المدينة عنوة من اليبوسيين؛ والثابت أن المدينة استعصت على المهاجمين ولم يتمكنوا إلا من أخذ الحصن الذي كان يعرف بحصن صهيون فقط. وظلت المدينة بسكانها ومؤسساتها يبوسية، ولم يصلنا أي علم بهجرهم المدنية.

أمدتنا التنقيبات الأثرية بنص أثري ورد فيه ذكر لبعض أسماء حكام مدينة القدس الأوائل، وهو من نصوص اللغات المصرية من بداية الألف الثاني قبل الميلاد، حيث ورد فيه اسمان لأميرين هما: ياقر عمو وساز عنو، وقام عالم الآثار واللغات القديمة الأستاذ أولبرايت بتحقيق هوية الاسمين فقال إنهما اسمان عموريان.
ويعتبر ذلك متوافقاً مع الأحداث التاريخية التي كانت سائدة؛ فقد كان سكان سوريا فلسطين في تلك الفترة من العموريين (العرب القدماء)، أي من سكان الجزيرة العربية القدماء.
وهناك اسم »ملكي صادق« الذي تربطه الروايات التاريخية بالقدس وإبراهيم، ويعني هذا أن»ملكي صادق« كان يعاصر إبراهيم، وهو دون شك اسم عموري.
واسم »عبدي حيبا« ملك القدس في فترة العمارنة (نصوص تل العمارنة) الذي كان ظاهرياً مخلصاً لفرعون مصر ورجلاً له في القدس. وهذا ما جعله ينجح في قتاله مع جيرانه في الجنوب اعتماداً على الدعم المصري له، هذه النجاحات جعلت عبدي حيبا في واجهة الأحداث. فنجد سوار داتا« من كيلتي (حربة كيلا في جنوب القدس)، يكتب إلى فرعون مصر شاكياً »لابايا من شكيم: »استولى على المدن. لقد مات الآن لابايا، ولكن هناك عبدي حيبا آخر وهو يأخذ مدننا

وفي "الكتاب المقدس" ورد اسمان لملكين هما »أدوني بازق«، ويعني سيدي هو بازق؛ و»أدوني صادق«، ويعني سيدي هو صادق. وهما ولاشك اسمان عموريان. وعليه، فإن الشعوب التي سكنت القدس في بداية عهدها كانت من العموريين.
ونحن نعرف أن العموريين ظهروا على مسرح الأحداث التاريخية في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد في سوريا وبلاد ما بين النهرين، خاصة في نصوص سلالة أور الثالثة. وقد أطلق عليهم السومريون اسم »مارتو«؛ أما الأكاديون، فقد أطلقوا عليهم »عمورو«، وتعني بلاد الغرب أو الغربيون.

وتتحدث عالمة الآثار الإنجليزية السيدة كينيون أن شعباً جاء إلى فلسطين ابتداء من عام 2300 ق. م هو العموريون، وكان شعباً بدوياً سرعان ما دخل المدن واستوطن فيها، تبعه شعب آخر من الأرومة نفسها هو الشعب الكنعاني نحو عام 1900 ق م وساعد على إنعاش وتطوير الحياة في المدن الفلسطينية وتحدث باللغة العمورية ـ الكنعانية. بعد ذلك بزمن طويل، أي في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، جاءت أقوام بدوية عرفت بالعبرانيين توطنت على هامش المدن الفلسطينية وفي الريف وعاشت عمّالاً في تلك المدن، ولم تكن لديهم صناعة أو حضارة فاستعاروا عناصر الحضارة من سكان المدن الفلسطينية، أي من العموريين والكنعانيين. ومع الزمن ومن خلال التسلل الطويل، توصلوا إلى إقامة تنظيم شبه عشائري تحكمه التقاليد ببعض مناطق فلسطين، لم يستمر ذلك طويلاً وتلاشى واندثر ثم جاء الفرس والهلينسيون (الاسكندر والسلوقيون) والرومان ثم البيزنطيون، وأخيراً العرب المسلمون.


المصادر والمراجع:

أولاً: المراجع العربية والمعربة

أبو طالب، محمود، آثار الأردن وفلسطين في العصور القديمة. أضواء جديدة، عمان، 1978.
العابدي، محمود، الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن، 1973.
العسلي، كامل (محرر)، القدس في التاريخ، عمان، 1973.
طومسون، توماس، التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي، تعريب صالح علي سوداح، بيروت، 1995.
حتي، فيليب، تاريخ سوريا وفلسطين ولبنان، ج 1: العموريون، مؤسسة فرانكلين ودار الطليعة، بيروت.
شعث شوقي، أضواء على الأبحاث الأثرية بفلسطين، الندوة العالمية الأولى للآثار الفلسطينية، المجلد 2، جامعة حلب، 1983.
الموسوعة الفلسطينية، القسم الأول مادة »آثار« ومادة »علماء الآثار« (شوقي شعث). القسم الثاني، قسم التاريخ، »القدس« (كامل العسلي).
هاليدار، ألفرد، العموريُّون من هم؟ وما هي مواطنهم؟، تعريب د. شوقي شعث، دمشق، 1993.
ثانياً: المصادر والمراجع الأجنبية

Kenyon, K. M., Archaeology in the Holyland, 1979.
- - , Digging up Jerusalem.
- - , Jerusalem Excavation, 3000 Years of History, London, 1967.
Yadin, Y. (ed) Jerusalem revealed.
Encyclopedia of Excavation, Vols. 1-4.
Moorey, Roger, Excavations in Palestine, 1981.
Warren, Memoirs of the Survey of Western Palestine (1867-1884).
- - , Underground Jerusalem.
Bliss, F. S. and Dickie, A. C., Excavations of Jerusalem (1894-1897).
Mazar. B., The Excavation in the Old Jerusalem Near the Temple Mount,
Jerusalem, 1971.
Ben Dou, M., The Area of the Temple Mount in the Islamic Period. The Omayyed Structures Near Al Haram Al-Sharif, 1971, I-I.
Encyclopedia of Excavation the Holyland, Oxford, 1975.
Excavations and Surveys, Vol. 1, 1982.

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة