جديد المدونة
Loading...
الجمعة، 14 مارس 2014


              
    
                    
بقلم الآثارى
محمود محمد مندراوى
مفتش آثار المنيا

مقدمة:
لم نرث من أجدادنا الفراعنة ألا العادات والتقليد ، وهى ما أظنها خيراً من كنوز الذهب والفضة ، مع العلم أن هناك عادات وتقليد مصرية قديمة افتقدنها الآن ، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر النظافة فقد تعجب هيرودوت  من المصريين عندما زار مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد قائلاً:
عجبت لنظافة المصريين .
وهذه لما رآه فى الشوارع والبيوت المصرية القديمة من نظافة وترتيب سواء كان البيت او الشارع يسكنه الأغنياء أو الفقراء .
وأيضا احترام الكبير وهو ما فقدناه فى أيامنا تلك وخاصتا بعد الثورة والحديث باسم الحريات والتى جعلت الصغير يتطاول على الكبير باسم الحرية فنجد قديما الحكيم أنى عندما كان ينصح أبنه ويعلم كيف يحترم الكبير وكيف يصمت عندما يتحدث وكيف يجيب عليه فى أدب .  
على العموم وعلى الرغم من كل تلك السلبيات إلا إننا أيضا ورثناً كنزاً كبيرأ جداً من العادات والتقليد والتى أظن أنها لم تختفي أبدا مهما طالت السنين ومهما دخلت علينا حضارات وتكنولوجيا حديثة .
فالمصري القديم والمصري الحديث هما شخص واحد مهما أختلف الزمان او تغيرت العقيدة  ،فلا يزال المصري القديم يحمل عن أجداده الكثير وهو لا يعلم ، من عادات وتقاليد وحب للخير وكرم وحسن الضيافة، وحتى فى لغتنا العربية الجميلة  أدخلنا إليها ألفاظ فرعونية وأصبغنها بالصبغة العربية الكاملة ، حتى ظن البعض أنها عربية خالصة لا تمت الى المصرية القديمة بصلة ،وسوف نتحدث عنها بالتفصيل فى البحث .
ولكن ما الذى جعل تلك الموروثات الثقافية والاجتماعية الفرعونية تظل معنا الى الآن فى حياتنا اليومية ،مع العلم بان الإسلام والمسيحية فى مصر حرموا الكثير من تلك العادات واعتبروها وثنية ؟
 والسبب  من وجهة نظرى الخاصة هو حب المصرى القديم والحديث بالتمسك بالعادات والتقاليد والمحافظة عليها ، فكم من بلاد غزت مصر واحتلتها بدأ من الهكسوس ومرور بالنوبيين والليبيين و الفرس والبطالمة والرومان قديما إلا أن تلك الحضارات القديمة أخذت كثيرا من المجتمع والفنون المصرية بل ومنهم من عبدوا معبودات مصرية خالصة أو أصبغوها بالصبغة القريبة الى   معبود بلادهم ،مثل المعبودة ايزيس التى عبدها اليونان والرومان فى شكل آفروديت وفينوس  ، وحتى عند دخول الإسلام والمسيحية إلى مصر عمل المصريين على صبغ عاداتهم وتقاليده بالصبغة الدينية الجديدة والتى تتفق مع شرائع الديانات السماوية بحيث أنهم لا يخالفوا عاداتهم ولا شرائعهم الجديدة ، وحتى ما فعل الفاطميون عندما استمالوا الشعب المصري بالحلوى والعادات الشيعية لكي يتركوا أهل السنة ويدخلوا المذهب الشيعى إلا أن المسلمين المصريين رفضوا رفضاً تاماً  ولم يدخل المذهب الشيعى آنذاك أي مصرى ،بل والجدير هنا بالذكر أن الأزهر الشريف ،هو مسجد أسسه الشيعة لتعليم المذهب الشيعى،أصبح منارة أهل السنة فى مصر والعالم أجمع ،وحديثا الاحتلال   والفرنسى والأنجليزى والذى دام أكثر من 70 عام  ، إلا أننا نرى أن عُقدة التلميذ المصرى الأولى فى الدراسة هى اللغة الانجليزية، مع العلم أن بلدان بالكامل فى المنطقة قدر فرنست عن بكرت أبيها ، وتم محوا عروبتها  .

وأقول وأكد أن الشعب المصرى المتمسك بمبادئه وعاداته وتقليده سيظل محتفظا بتلك الموروثات جيلا بعد جيلا مهما أختلف الزمان واختلفت الثقافات ،وفى السطور القادمة سوف نتناول بعض تلك العادات والموروثات التى تركها المصري القديم ،وخلد ذكرها المصري الحديث جيلا بعد جيلا الى أن تقوم الساعة .

 العادات الجنائزية :
هناك عده أشياء من العادات الجنائزية لا تزال موجودة الى الآن فى المجتمع المصرى القديم لها صلة بالفراعنة ، وللعلم تلك الأشياء موجودة عند الغنى والفقير ،وفى الشمال والجنوب ،وعند المسلم والمسيحى  ، سواء كان المتوفى صغيرا أو كبيرا رجلا أو سيدة فأنها عادات تؤدى بشكل واحد لا يختلف مهما أختلف البيئة من حوله  ،وسنذكر منها على سبيل العرض وليس الحصر ما يلى:
أولا كتاب الموتى:
كان أصحاب الميت قديما فى مصر الفرعونية، وأهله يحملون التابوت على أكتافهم من منزل المتوفى الى المعبد الجنائزى الى مقبرته فى الحياة الآخرى ،وهذا ما يزال فى مجتمعنا المصرى الخالص الى الآن، وخصوصا فى الصعيد وقرى الدلتا ،والمجتمعات الشعبية فى المدن الكبرى  .
وكانت توضع مع الميت كتاب الموتى، وهو كتاب يضم أدعية للمتوفى لكى يعرف طريقة الى جنة الخلد (آيارو) ،   لكى يستطيع الميت من خلالها اجتياز العقبات فى الحياة الآخر وتبرئه فى محكمه العدل فى يوم الحساب أمام الآلهة ايزيس وماعت وتحوت، وكان يوضع الكتاب الى جوار قدم الميت .
وهذا ما يزل موجود فى عادات المسلمين خاصتا ،فيقرأ عن الميت شئ يسمى العاتقة  لتعتق رقبته من النار، قبل خروجه من المنزل ،وأيضا يصلى عنه لكى تسقط الصلاة التي لما يؤدها فى حياته، وأيضا تقراء له صوره الإخلاص بعدد معين من المرات، وهذا كله واضح ومعروف عند الصعايدة والفلاحين وموجود حتى الآن ،وهو فى اغلب الأحيان عندهم جزء من عادتهم،  لم يرد عنها فى سنه النبى محمد عليه الصلاة والسلام ،ولم يرد عنه  فى الإسلام شئ .
 فمن اين اتى بها المصرى ؟وكيف عرفها وحورها بما يناسب مع عقيدته الجديده ؟
لا شئ إلا أن هذا المصري يحافظ على عادته وتقاليده من قديم الأزل الى الآن ، ويحورها بما يناسب مع عاداته بما لا يخالف شريعته الجديدة ، مع العلم أن معظم تلك العادات منهي عنها شرعيا فى الإسلام .

ثانيا كسر اناء من الفخار:

كان المصرى القديم حين تخرج جثة المتوفى له ، يكسر ورائها آناء من الفخار ويأخذ الإناء معه ويدفنه بجوار قبره ،وهذا ما لوحظ فى المقابر الفرعونية بوجود آنية مكسورة بجوار القبور،وهذا الفخار من الأدلة الأثرية على أن المكان آثري عند متخصصين الآثار ، وكان يفعل هذا لسبب عقائدي بحت ألا وهو أن  لا تعود الكا (الروح)مره اخرى الى منزل المتوفى وتوذى الموجودين بالمنزل  .
وهذه العادة موجودة إلى الآن في مجتمعاتنا ،وحتى إننا نقولها فى حياتنا اليومية بكثرة دون أن نأخذ بالنا ألا وهى
(اكــــــــــــسر وراه قـــــــــــله)
 وهذا القول نقوله فى الأشخاص الغير مرغوب فيهم ولا   فى عودتهم .
عرفنا الآن معنى أكثر ورآه قله فهي عاده فرعونية جنائزيه بحته ، توارثها المصريين جيلاً بعد جيل إلى ان وصلت إلينا بنفس المعنى والمدلول تقريبا الذى أرادة المصرى القديم .

ثالثا القرابين:
كان المصري القديم يهتم جدا بالقرابين، وكانت توزع على مقبرة المتوفى فإذا كان المتوفى غنيا فان القربين توزع كل يوم، إما إذا كان فقيراً فكانت توزع فى الأعياد الخاصة بالمصري القديم   .
وهذا نراه وضحا وظاهر فى كل مصر الآن وهى ما تسمى (بالرحمة)  او بمسمى آخر عندنا فى الصعيد(قرص الرحمة )ويعرفه الغنى والفقير وجميع طبقات المجتمع ، بتنوعها وتنوع ثقافتها وهى الى الآن توزع فى المقابر فى عصرنا الحديث  فى الأعيات والمناسبات الدينية .
بل وأكثر من ذالك فقد عرف عن المصري القديم انه إذا أكل من قربان شخص قد أطال الله فى عمره وعافيته، سوف يكون مثله فى طول العمر وفى عافيته ولازال هذا الاعتقاد سائدا فى قرى الصعيد الى الآن .
وكان القربان يصنع من أجود أنواع الدقيق والزيوت وهذا لا يزال منتشرا فى مصرنا الحديثة ، حيث لا أخفيكم سراً أن قرص الرحمة فى الصعيد تصنع من أغلى المواد وأفخر أنواع الدقيق ،ولا يوضع فيها إلا السمن البلدي تكريماً للمتوفى .

ونستكمل أيضا فى عادات زيارة الموتى يومي الخميس والجمعة حيث يقول الدكتور سليم حسن:
 (كنت استعجب من السيدات الأرامل التي تزور قبر زوجها يوم الخميس والجمعة إلى  ان وجدت نصوص وقرأت من العصر الفرعونى تبين لنا أن المعبودة ايزيس كانت تزور قبر زوجها المعبود  اوزوريس فى كل أسبوع فى جزيرة باجا بالقرب من أسوان فكانت تصب الماء على قبره وتجلس فى ظل الشجرة التى تمثل الإله نفسه )
رابعا البكاء والعويل :
وكذالك النواح والبكاء على الميت هو عاده فرعونية للأسف لن نتخلص منها حتى وبعد دخول الديانات السماوية إلى مصر، وكذالك عادت الأربعين فهى عاده فرعونية كان يفتح على المؤمياء للاستكمال عمليه التحنيط، وفى تلك المناسبات كانت النساء تجدد الحزن بالبكاء والعويل وذلك عن طريق الأقارب أو الجيران أو حتى النائحات  بالأجر  ، فقد كانت هناك مهنة فرعونية تسمى النوحات
وهذه المهنة خاصة بالنساء فقط
أما بالنسبة لمهنة النائحات   فهي المهنة التي كانت وربما ما زالت تمارَس في كثير من القرى في الريف المصري ، وهي عملية إظهار الكثير من مظاهر الحزن والألم لوفاة شخص ما،وذلك عندما يكون هذا الشخص من غير الأقرباء أو الأحباء ومن أهم مظاهر الندب الصراخ والعويل، ولطم الخدود، وتلطيخ الرأس بالتراب أو الطين، وشق الملابس، والارتماء على الأرض. ولذلك فإن معظم ملابس الندابات تميل إلى اللون الرمادي أو الأزرق من أثر التراب والأوساخ، وهذا ما ترتديه النساء فى مصر عند الجنازات وهو اللوان الأسود أو الأزرق الكاتم الى الآن ، وقد تعددت مشاهد النائحات  فى المقابر الفرعونية وعبر التاريخ المصرى القديم  إلا انه  لا يوجد غير منظرين فقط للندابات من عصر الدولة الوسطى



السيدات النائحات من مقبرة رع موزا.الشيخ عبد القرنه. الأقصر

أما فى عصر الدولة الحديثة فهنا أكثر من 70 منظرا وتعبر مقبرة(رع – مس)أو (عموزا)فى الأقصر من أهم المقابر التى تمثل هذه المناظر وتصورها ولذلك أطلق عليها مقبرة الندهات ومن الواضح أنه تيم تمثيل الزوجة وهى تندب زوجها ولا يتم العكس ابد فكما قلنا انها مهنة النساء وهذا يرجع الى سببين أما أن يكون الزوج لا يحب الزوجة أو انه مشغول فى البحث عن زوجة آخرى والسبب الثانى أنه فى أغلب الأحيان يكون موت الزوج قبل الزوجة فلا توجد فرصة للإظهار حزنه عليها بل أن الثابت والراجح عندنا ان مهنة الندابات كانت قاصرة على النساء فقط ولا يشارك الرجل الندب مهما كان حزيناً على من     مات من زواجه أو غيرهن                                                     
  

                        منظر النائحات. مقبرة رعموزا، الشيخ عبد القرنه.
   
وكانت تتكون مجموعة منهن تقدر بحوالى 200الى 300أمراه، يطوفون المدينة وينشدون الأناشيد الحسنة فالكلام الطيب فى حسن خلق الملك او الحاكم ثم يهيلون التراب على رؤؤسهن  ، وللأسف الشديد هذا لا يزال موجودا أيضا عندنا فى الصعيد إلى الآن وبعض مناطق الدلتا .    




الطعام وأنواع المأكولات الباقي إلى الآن:
 كان عند المصرى القديم على  مائدته اليومية وفى كل وجبه لابد أن يتوفر شيئين الأول وهو الخبز
 والثانى وهو الجعة
 والتى تعرف الآن باسم (البيرة) أو مشروب الشعير  .
وهو ما زال باقيا الى اليوم فى مصر الحديثة، حيث لا يخلوا طعام للمصرى الحديث من الخبز ، أما الجعة فقد أستبدلها المصرى المتدين الآن الى الكولا والمشروبات الغازية والعصائر والماء  .
اللحوم
وأيضا من أهم وأشهى المأكولات البط والإوز ولحوم الثور، وهى أيضا لا تزال باقية الى الآن فى مصر الحديثة ، حيث نجد أن أهم المأكولات المصرية الحديثة والتى يحرص عليها الفقير فى الأعياد والمناسبات لكى يستمتع بها هى تلك الأكلات ، وكما قيل أن:
 (لحم الضائن يشد العصب)
أو
(أبدأ بسيد الطعام)
وهى اللحوم
وهذا سبب قوة المصري القديم والى الآن .

الخضروات:
البصل والثوم والفجل والخس والذى كان يعتبر من النباتات المقدسة عند المعبود( مين ) والخيار و الكرات أيضا ما زالت هذه الخضروات تزرع الى الآن فى مصر كما لا تزال تزرع الحبوب التي كانت تزرع عند المصري القديم مثل القمح والشعير والعدس والسمسم .
وكذالك الفاكهة مثل الجميز والتين والرمان وهما أيضا فاكهة مقدسة  والعنب   والبطيخ والبرقوق ،حيث أن كل هذه الأنواع أول من زرعها هو المصري القديم ، وهى تزرع إلى الآن فى مصر لان التربة واحده لم تختلف وكذلك الجو .

كلمات لها علاقة بالأكل:
ومن الكلمات التى لها علاقة بالأكل فى اللغة المصرية القديمة كلمة يقلى  ،وكما يقال فى المثل ( يا مستنى من النملة سمنة حرمت عليك التقلية ) وهى مأخوذة من الكلمة المصرية القديمة (مقل) وهى بنفس المعنى .
 وكلمة نبق مأخوذة من الكلمة المصرية (نبس) بمعنى شجرة النبق .
 وأيضا كلمة فول  مأخوذة من الكلمة المصرية (بول ) والتى تحولت فى القبطية الى فول، وأيضا كلمة مدمس والتى تعنى بالمصرية القديمة مطهي  على النار وهو ما نعرفه الآن باسم الفول المدمس وأصلها (متمس )  .
 وكلمة طبخ مأخوذا أيضا من الكلمة المصرية( دبخ) .
وكلمة زيت والتى أصلها بالمصرية (جيت ).
وكلمة بيض والتى تنطق فى الصعيد داحية مأخوذة من الكلمة المصرية (سوحت) وكلمة داحية والتى تعنى ايضا باللهجة الصعيدية دوحريج مكونة من مقطعين دوحر والتى هى ذاتها سوحت ولكن بدلت  السين الى دال والنصف الاخر (ارج) فهى تعنى بالقبطية دجاجة ، فيكون المعنى كاملا بيض دجاجة ،وكلمة خس مأخوذة من الكلمة (خسن) وقد تركت النون فى العربية للتخفيف فأصبحت خس ( قلبه قلب خساية)، وكلمة برسيم مأخوذة من الكلمة المصرية( سيم ).
وقد أكل المصريون الفراعنة علي موائد صغيرة وهو ما يعرف الان باسم (الطبلية) وكانت وجباتهم ثلاث لابد من أحداهما ان تتجمع فيها العائلة على مائده واحده ،وهو ما باقي إلى الآن وخاصتا فى رمضان فى صعيد مصر ودلتاها .

طقوس تناول الملوخية

المصري يعشق تناول الملوخية ، التى تعد من أكثر المأكولات المصرية شيوعا ويتميز بها المطبخ المصري ، ولكن مع طعمها اللذيذ لا تستوقفنا طريقة الطهي التي تشترك بها معظم النساء ، وهي "شهقة" طشة الثوم ،
عند إضافة التقلية إلى الملوخية "الطشه" وهى من العادات التى لم يعرف لها أصل حتى الآن ، وتعتد ربة المنزل أن لا تكون لذيذة إلا بعد هذه "الشهقة"
 
والملوخية تحتاج مهارة خاصة تختلف من امرأة إلى أخرى ، وعندما تفشل السيدة المصرية في صنع الملوخية فتقول إنها "اتنظرت" أي أصابتها عين الحسود .
وهناك عدة روايات تتعلق بنشأة الملوخية ومعرفة الناس بها ، الرواية الأولى فقد أوردها (بلينوس) الذي عاش في القرن الأول بعد الميلاد أن الملوخية كانت تؤكل في زمانه في الإسكندرية ، ويقول البعض انها منذ عهد الفراعنة (الاسر القديمة) حيث كان الفراعنة يظنون انها نبات سام وعندما احتلت مصر من قبل الهكسوس اجبروا المصرين على تناولها لاخفاتهم واذلالهم وعندما تناولوها أعجبهم طعمها و ظلت حتى الآن وقد منعها الفاطميون على أساس أنها كانت أكلة مفضلة بالنسبة لمعاوية
أما الرواية الثانية وهى عكس الأولى تماما فقد ورد فيها كما تذكر لنا كتب التاريخ هو أن الخليفة الحاكم بأمر الله اصدر أمرا بمنع أكل الملوخية على عامة الناس وجعلها حكرا على الأمراء والملوك فسميت (الملوكية) ثم حرف هذا الاسم إلى اسم الملوخية.
فى حين أن هناك رواية ثالثة تقول أن أول معرفة العرب لها هو في زمن المعتز لدين الله الفاطمي حيث أصيب بمغص حاد في أمعائه فأشار أطباؤه بإطعامه الملوخية وبعد أن أكلها شفى من المرض فقرر احتكار أكلها لنفسه والمقربين منه وأطلق عليها من شدة إعجابه بها اسم ( الملوكية) أي طعام الملوك وبمرور الزمن حرفت التسمية إلى الملوخية.

 ونجد أيضا بعض الكلمات بأسماء الحبوب والغلال لها أصل مصري قديم .
فمثلا كلمة قمح مأخوذة من الكلمة المصرية القديمة كامح .
وكذلك كلمة شعير والتى كانت تنطق بالمصرية سعير ،




العادات الاجتماعية :

كان المصرى القديم يتزوج فى سن مبكر جداً، وهذا موجود فى الصعيد الى الآن ، فلا يكاد الطفل يبلغ سن الحلم والنضوج الجسدي حتى يقوم الوالدين بتزويجه ،وتكون الزوجة من أحد الأقارب فى أغلب الأحيان وهذا أيضا متوارث من المصرى القديم .
القايــــمة :
ومن الموروثات الاجتماعية فى الزواج أيضا القــــأيــمة ( قائمة المنقولات للعروسة) فهى عادات فرعونية لم ترد فى الشرائع ع الإسلامية أو المسيحية  ،وقد وصلت إلينا عدة برديات تتحدث عن منقولات العروسة وكشفاً مطولاً بأدوات العروسة من أوانى ومعالق وصناديق وأثاث وملابس وغيرة  .
وكذالك تناول الطعام على الأرض في الريف والصعيد حيث انه للفلاح المصرى منذ قديم الأزل والى الآن لابد ان يأخذ إحدى وجباته ،وغالبا ما تكون وجبه الغداء الى الحقل لأنه يقضى يومه كاملاً تقريباً فى الحقل مع الزوجة والأطفال والذي كلا منهم له دور فى الحقل سواء بإطعام الحيوانات أو سقيها  .  

البخـــــور:
وكذالك حرق البخور فهو عاده فرعونية،وهى  لا تزال موجودة فى بيوتنا المصرية وخاصتا يوم الجمعة عند المسلمين ، والأحد عند المسيحيين ،وفى الأعياد والمناسبات الخاصة أيضا يقوموا بإشعال البخور.

 كعك العيد:
 وهذه عاده فرعونية أصيله، لم يعرفها العرب ،بل إن العرب والمسلمين اخذوا هذه العادة من المصريين بعد الفتح الإسلامي لمصر والاندماج مع المصريين ونقلوها إلى بلادهم العربية وقتها.

الحــــلاقة:
 في الهواء الطلق (في الأسواق والأفراح وغيره) وهو ما يعرف باسم المزين عند الفلاحين والصعايدة .
  



القلم الرصاص خلف الأذن:
وضع القلم خلف الأذن لدى الحرفيين وخاصتا النجار ،لسهوله الكتابة على الخشب ووضع العلامات لتحديد عملية القطع بالمنشار .

العلاج بالأعشاب :
وأيضا العلاج بالأعشاب ،وهى عادة منتشرة فى الريف المصرى والصعيد بل والمدن الكبرى ،فما إن أشتكى أحد أفراد الأسرة من وجع فى بطنة ألا وقلنا له عليك بالينسون  وهو نبات ذكر عنه فى البرديات الفرعونية أنه يزيل الآلم ويشفى أوجاع البطن وأنتفاخها كذلك النعناع .

 تسمين الطيور :
 وتسمين الطيور للمناسبات والأعياد هى عادة مصرية قديمة توارثنها عنهم ، وقد ظهرت الطيور الداجنة على رسوم المقابر وكذلك رسمت على أوراق البردى كإوز ميدوم المعروفة باسم الإوزات الستة .

شم النسيم :
 وشم النسيم والخروج الى المتنزهات ،هى عادة فرعونية ،وهو عيد الربيع عند المصرى القديم حيث كان يحتفل بانتهاء فصل الشتاء ودخول فصل الصيف  ، ويقال انه يوم الزينة الذى ذكرى فى القرأن الكريم  فى قصة نبى الله موسى عليه السلام مع فرعون مصر .
  ولا ننسى أكل الفسيخ والبصل  فهو عاده فرعونية بحته، لا يعرفها احد من سكان المعمورة إلا المصريين توارثوها من أجدادهم الفراعنة .

الموالــــــــد وزيارة الأضرحة :
وكذالك الاحتفال بالقديسين والمشايخ وهو ما يعرف حاليا بالموالد،وما فيه من مظاهر أحتفال معظمها عادات فرعونية أخذناها عنهم ، وهى فى الأصل لا تمت بالإسلام بصلة ، بل على العكس تماما فقد نهى عنها الإسلام وشدد على عدم فعلها  ،وهى ما يعرفها علماء الشرع باسم البدعة .

 الرياضة واللعب :
المبارزة بالعصي فى الأفراح والموالد وهو ما يعرف فى الصعيد بالتحطيب ،فهو عاده لا تزال باقية فى صعيد مصر الى الآن ، حيث كان ولا زال فى قرى الصعيد لا يخلوا فرح أو مناسبة سعيدة من لعبة التحطيب ،وهى لعبة خاصة بالرجال ، يمارسها الصغار فى اللعابها تقليدا للآباء ، وتصوير هذه الألعاب جميعا موجودة فى مقابر بنى حسن .


وكذالك لعبه السيجة  وبعض  الألعاب الأخرى المنتشرة فى الصعيد أصلها فرعونى قديم  .

غسيل الملابس فى الترع والنيل :
وغسل الملابس والآوانى فى الترع ونهر النيل وهذا باقياً الى الآن فى قرى مصر وصعيدها ، حيث لا ترى مجرى مائى صالح للشرب ألا وقد تزاحمت علية النساء والبنات لغسل الملابس وغسل الأوانى ، وكذلك الأستحمام فى النيل والترع بالنسبة للصغار من الأطفال الذكور .
التعاويذ والرقى :
الرقى التعاويذ والتمائم هى عاده فرعونية قديمة لا تزال باقية الى الآن ، فنجد من أهل مصر من يلبس الخرزة الزرقاء وقد عرفت انها تستخدم فى الحسد وطرد الأرواح الشريرة، وكذالك وضع الأحذية على البيوت  والبصل والثوم فى موسم الخريف كلها عادات مصرية قديمة.
كانوا يستعينون بالتعاويذ المكتوبة والأحجبة، كذلك اعتقدوا بقدرة حجر الشب على درء مخاطر العين فكانوا يحرقونه مع البخور قبل أذان المغرب ويرددون بعض العبارات مثل
 (رقيتك من العين الغارزة مثل المسمار)
 وأيضا  
(رقيتك من كل عين شافتك ولا صلتش على النبى )
 وكما قلنا حتى تتوافق مع الشرائع السماوية ،مع القيام بقص عروسة من الورق على هيئة الشخص المحسود، والتي يثقب كل جزء فيها بإبرة ثم تحرق العروسة بالشيح والملح مع وضع بعض الشابة .
وقد حازت التعاويذ ثقة الناس فاعتادوا الذهاب إلى المشعوذين للحصول على الأحجبة لمنع الحسد ووقايتهم من الأمراض أو لجلب المحبة ودفع الكراهية، كما علق الفلاحين هذه التمائم على رءوس الأبقار لاعتقادهم أنها تساعد على در الكثير من اللبن،وهذا أيضا موروث من الفراعنة حيث لم يقتصر الرقى والتعاويذ على الإنسان فقط بل أيضا حيواناتهم والتى كانت بالنسبة لهم كل شئ فهى مصدر الأكل والشراب والدخل .
 
وكذالك الختان سواء فى الذكور او الإناث ،وقيل أن هذه العادة انتقلت من مصر القديمة الى جزيرة العرب عن طريق التجار الذين كانوا يمرون من قناة سيزوستريس ، التى كانت تربط النيل بالبحر الأحمر فحمل التجار هذه العادة الى بلاد العرب والتى تتميز بالحرارة الشديدة ،والتى تعمل  على النضج المبكر للأطفال ذكور أو إناثاً ،ووصلت تلك العادة وانتشرت أيضا من الفتوحات المصرية القديمة لدول حوض البحر المتوسط لبلاد الشام .
   


  
سبوع المولود:
أحد العادات "يوم السبوع" في مصر وهو اليوم السابع لميلاد الطفل، وتقضي العادات المصرية، بأن يقام احتفالاً كبيرا في هذا اليوم ،أما الأصل التاريخي للاحتفال فيعود إلى اعتقاد المصريين القدماء بأن حاسة السمع تبدأ عند الطفل في اليوم السابع لميلاده ، فيقومون باصطناع الصخب بجوار أذنيه، حتى تعمل هذه الحاسة جيداً، ويقومون بتعليق "حلقة ذهب" في أذنه ، وهى حلقة الآلهة "إيزيس" أم الإله "حورس"ويطلبون منه طاعة الإله ليكون ذلك أول ما تسمعه أذناه ، ثم يدعون للإله بأن يحفظ المولود ويمنحه العمر المديد ، هذا الاحتفال عمره آلاف السنوات ، ولا يزال يقام في كل بيت مصري
ففي اليوم السابع يتم إقامة حفل كبير يحضره كل الأقارب والجيران والمعارف ، ويتم "زف "المولود إلى خارج البيت تحمله أمه في "منخل " لتنقية الطحين ، مزين بالورورد ،وتزداد الزينة إذا كان المولود أنثى ، وقبلها بليلة يتم وضع "قلة" بها ماء في إناء واسع يوضع فيه ماء ويبذر فيه 7 حبات من الفول والأرز ،من المساء حتى موعد الاحتفال في اليوم التالي ، وذلك تيمناً بالعمر المديد والخير الوفير ، وفي الاحتفال توزع حلوى خاصة بالسبوع ، ويحمل الأطفال الشموع ، وتقوم جدة الطفل بـ"دق الهون "وهو عبارة عن إناء من النحاس تطحن فيه الحبوب ويتسبب دقه فى ضجيج بجوار أذن المولود وتطلب منه أن يطيعها ويطيع أمه (بديلا عن طاعة اوزوريس أم الإله في العادات الفرعونية القديمة ) ثم تقوم بإلباس المولود ـ لو كان أنثى ـ قرط من الذهب، ثم يوضع الطفل على الأرض وتعبر أمه فوقه سبع مرات 
لحمايته من الشر طوال عمره ويعنون له.
ليلة الحنة :
 وكذلك ليلة الحنة والاحتفال بالعرائس فى وروث فرعونى بحت ،ووضع الحنة فى يد العروسين للأحتفال بالعرس هو أيضا عادة فرعونية تنقالناها جيلاً بعد جيل  ،وهى لا تزال إلى الآن فى الصعيد والريف المصرى .


وكلمة شوبش والتى كانت تستخدم فى الأفراح
 فيقال مثلاً
 شوبش للعريس او شوبش للعروسة
 هى كلمة قبطية تنطق شوباش وهى مكونة من مقطعين المقطع الأول (شو) بمعني  مئة  (باش ) بمعنى سعادة  أي مائة سعادة على العروسين .
 وكلمة
 ليلى يا عينى
 وهى كلمة كثيراً ما تقال فى الأغانى العربية والمصرية وأغانى الفلكلور المصرى ،
وهى بنفس النطق القبطى ليلى بمعنى انشرح أو فرح وابتهاج الصدر .




كل هذه العادات لم تتأثر بدخول المسيحية أو  الإسلام إلى مصر  ، سوى في (الرقى) الذي يقال عند قيام ، الأم بالمرور فوق طفلها سبع مرات، حيث يرقى الطفل باسم الله والصلاة على رسوله .
 أما في النوبة :
  فمن العادات أيضاً فى هذا اليوم، أن يحمل الطفل إلى النيل، وتبلل جدته يدها بماء النيل وتضعها على رأسه ،وترمى ما تبقى من حبله السري في النيل ، وأصل هذه العادة يعود إلى النوبيين الذي اعتقدوا بأن النهر سيقوم بحماية المولود طوال حياته،ويعمل على طول عمره وعافيته .

أسماء المدن:
بعد أن عرضنا كل هذه العادات والتقليد الباقية من مصر القديمة والمستمرة  فى مصر الحديثة لا عجب فى أن نجد كلمات مصريه قديمة لا تزال فى حياتنا اليومية ونتحدث بها ، فهذه الكلمات كشف عنها فى المعجم العربي فلم يجدوا لها أصل فى العربية ،وقد تبين لنا من النصوص المصرية القديمة  بعد فك رمزها فى القرن التاسع عشر الميلادى ،عرفنا أنها كلمات مصريه قديمه توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل ،حتى بعد دخول العرب مصر وأصبحت مصر تتحدث العربية .
وسوف نستعرض فيما يلى أسماء المدن التى لا تزال تحتفظ باسمها المصري القديم إلى الآن ولنبدأ من الجنوب الى الشمال .
أسوان
وهى تعنى السوق وقد كانت تنطق سونو وتحول فى العصر القبطى الى أسوان.
كوم امبو
وهو يعنى الذهبية
ادفو
وهو يعنى العرش
اسنا
ويعنى ارض العبور

ارمنت
وهى اون مدينه المعبود مونتو رب الحرب
قوص
وهى تساوى كلمه جوص بالمصريه القديمه
أخميم
وهى تعنى وجهه المعبود (مين ) اله الخصوبه عند المصريين القدماء وهو رب للمدينه ولمدينه قفط وهو ايضا رب السيول فى الصحرتاء الشرقيه
جرجا
بمعنى العزبه
أسيوط
بمعنى المحروسه
الاشمونين
وهى شمون بمعنى البلد
تونة الجبل :
عرفت فى النصوص المصرية القديمة باسم (تاحنت) والتى تعنى البركة ، ثم فى العصر الرومانى باسم تا-ونس بنفس المعنى ، والتى اشتقت منها كلمة تونة فى العربية
 وهناك تفسيرا أخر لنفس الاسم ويقول هذا التفسير أن تونة كان يطلق عليها ونة
وهى بمعنى ارض الأرنبة   وكان إقليمها يسمى ونه بمعنى الأرنب وأضيف إليها التاء فأصبح تونه وبعد أضيف لها كلمه الجبل فى اللغة العربية للتمييز .
المنيا
بمعنى المراعى أو الأرض أو المرسى وقد تطور اسمها من كلمه منعت خوفو أو مرضعة خوفو ثم حرف فى القبطية إلى مونى ثم فى العربية إلى منيه ابن خصيب نسبه للإمام ابن خصيب الذي ذع صيته فى العالم الإسلامي فى ذالك الوقت وكان يسكن المنيا.
الفيوم
بمعنى البحيرة أو اليم
سقارة
نسبتا الى المعبود سكر وكان ربا للزراعة
أطفيح :
 عرفت بالمصرية القديمة تب احو وتغيرت فى القبطية الى با اتبح ثم أصبحت أطفيح كما يقول المهندس سامح مقار فى كتابة أصل الألفاظ العامية من اللغة المصرية القديمة ص 177.
بولاق
تعنى الجزيرة الأخيرة

منوف
وهى تنطق مانوفه بمعنى المقام الأخير
صفط
نسبه الى كلمه سبتى بمعنى سور
أبو صير
نسبه الى المعبود أوزير وبمعنى دار المعبود كما ذكرها الدكتور عبد الحليم نور الدين فى كتابة اللغة المصرية القديمة بمعنى بر أوزير أو بيت أوزير
دمنهور
نسبه الى المعبود حور ويرمز إليه بالصقر.
مشتول
وتعنى قديما الحصن
تل بسطا  :
 نسبتا الى العبودة باست ، وبوباستا كانت عاصمة الأسرة ال22 ، كما كانت عاصمة للإقليم 18 من مصر السفلى .

وهناك مدن كثيرة وقرى تحمل نفس الاسم الفرعوني تنتشر فى أرجاء مصر ولكن أخذنا هذه المدن على سبيل أنها من أشهر المدن المصرية والمعروف عند معظم  المصريين.

كلمات عامية لا زالت فى حياتنا اليومية :
وهناك أيضا كلمات عاديه ننطقها أو نصف بها شئ هى كلمات مصرية قديمة وعلى سبيل المثال :
كركر
بمعنى ضحك عاليا او قهقه بالعامية
بح
بمعنى انتهى
ست
بمعنى سيده
ذنه
بمعنى طفل صغير
خمه
بمعنى جاهل
ورور
بمعنى اخضر
طاش
بمعنى حد(الحدود الفاصلة فى الحقول) وهى كلمه منتشرة فى الأرياف والصعيد
 
رخى رخى

وأصل كلمة ( رخى ) وكما يقال (يا مطرة رخى رخى) فى العامية المصرية هو ( رخ ) فى الهيروغليفية معناها ( نزل ) .
 
 شبشب:
( الخف ) والتى أصلها قبطية ( سب سويب ) ومعناها مقياس القدم
صهد
وهى كلمه قبطية تعنى النار
كحكح
وهى مرحله الشيب فى الإنسان
مأأ :
 يدقق النظر
ادى:
يعطى
بُرش:
بقعة
كسوة :
 مأخوذة من الكلمة  كاثات بمعنى لباس
همهم:
وتعنى  تكلم بصوت خافت
زعنف:
وهى زعنفة السمك
مزمز :
يقال( أقعد امزمز فى الحاجات ده ) والكلمة أصلها مصرى قديم وتنطق بنفس النطق مزمز وقد ورد هذا اللفظ فى كتاب الموتى لبدج ص 133بمعنى يحصى او يعد .
كرسى :
ماخوذة من الكلمة المصرية قرسو بمعنى  تابوت وتحولت فى القبطية الى كرسو بمعنى كرسى او مقعد
سك:
(سك الباب ) وهى بنفس النطق وتعنى أغلق أو اقفل
عف:
 ذباب وهى كلمة منتشرة فى بعض قرى  الصعيد والدلتا إلى الآن
فنخ:
 فسد أو تلف أو انتهت صلاحيته
عكم :
يقال ( انا عكمة 80 جنية) مأخوذة من الكلمة المصرية (عخمو) بمعنى يعطى أو منح وقد تحولت الخاء الى كاف فأصبحت عكمو
فتفت:
مأخوذة من بتبت بمعنى يحطم والتى تحولت فى القبطية الى يفتت وهى بنفس المعنى
عقص:
 يقال فى الريف المصرى ( عقص الفرخة يا ولد) وهى مأخوذة من الكلمة المصرية عقص بمعنى مسك ويردفها البعض فى العامية يقفش .
عتبة :
من الكلمة (تب) ومعنها المقدمة او البداية وقد تحورت فى القبطية الى أتبا ثم الى عتبة فى العربية وهى بنفس المعنى.
طين :
مأخوذة من كلمة (سين) بمعنى طين
طقش:
 يقال (طقش دماغه فى الحيط ) وهى مأخوذة من الكلمة الصرية القديمة (تكس )وقد احتار السير الن جاردنر فى ترجمتها فترجمها بمعنى يطعن او يوخز
صيرا:
 وهى من الكلمة القبطية ثيرا بمعنى صيد ، وتعنى عندنا فى الصعيد السمكة الصغيرة
شوية : م
أخوذة من الكلمة (شوا) بمعنى قليل او فقير
مأأ :
 يرى وهى مأأ عينه اى قرأ كثيراً ، وهى نفسها الكلمة يمقق فى الصعيد

مأهور : حزين وهى نفسها الكلمة (مقهور) عندنا فى الصعيد)

تيت :
التزمير المفاجئ وهى معروفى عند أطفال مصر كلها فقيرا وغنيا شمالاً وجنوباً فلا يخلو بيت به أطفال من تلك الكلمة المصرية الجميلة .

أمشير :
هو شهر العواصف وتحريف لكلمة محزمشير وهو اسم احد الشهور الزراعية فى مصر القديم ويقال عندنا فى الصعيد تعبيراً عن هذا الشهر
أمشير أبو البرد والزعبير
 ومعنى زعابير أي عواصف ورياح محملة بالأتربة والتى أظن أيضا أن لها معنى مصرى  قديم وسف أبحث عنها هى ومجموعة كلمات أخرى منتشرة عندنا فى الصعيد وخاصتا قرى الصعيد ونجوعه .
وهكذا معظم الشهور القبطية فهى فى الأصل شهور مصرية قديمة لها معنى مصرى قديم .
وحى يا وحوى :
وهى كلمة بمجرد ما تقال حتى نتذكر الأيام الجميلة وهو شهر رمضان المعظم ونتذكر طفولتنا وكيف كانت ونتذكر شكل الفنوس والزينة المعدة خصيصا لشهر رمضان الكريم ، نعم أنها كلمة جميلة وتوحى على شهر جميل .
ولكن ما قصتها ؟ وما معنها ؟ والمناسبة التى قيلت فيها ؟

ونقول  وحوى يا وحوى جملة  لها حكاية طويلة من  مئات بل ألوف   السنين  نستعرضها  باختصار:
الحكاية انه بعد انتصار أحمس على الهكسوس خرج الشعب يحي الملكة اياح حتب أم الملك المظفر أحمس طارد الهكسوس فكانوا يقولون   واح واح إياح = تعيش تعيش إياح .. مع الزمن الكلمة صارت وحوى يا وحوى إياحه وصرنا نقولها احتفالاً برمضان .. وأيضا كانوا ينادون بها الهلال بعد ذلك بعد الفتح الإسلامى لمصر حين استطلاع الهلال فى الأشهر العربية والتى تتم بها مواقيت العبادة فى العقيدة الإسلامية وتحدد بها الأعياد .
الدح :
 وهى كلمة فرعونية وتعنى الملابس
مصطبه
 لا يخلو بيت فى قرى الصعيد والدلتا الا وأمامة المصطبة والغرض منها التجمع للحديث والتسلية ، ولكن معنها بالمصرى القديم  لا يدل على وظيفتها الحالية فهى  تعنى التابوت بالمصرية القديمة ،ولكن الموت للمصرى القديم يعنى له الخلود فهى كلمة بالنسبة له جميلة لان التابوت سوف يعطى له الخلود وصحبة المعبودات فى الجنة او حقول النعيم .
 شقشق
بمعنى طلع النور أو الفجر

وهناك من الكلمات كثيرا مثل فأس ، شادوف ، شونة ، جرن ، ماجور ، زير ، مشنة   ، سلة ، بشكير ، فوطة، تخت، ششم، بتاو، ختم ، طوبة كلها كلمات مصرية لها معنى جميل .
 أسماء الأعلام :
أما أسماء الأعلام فنأخذ على سبيل العرض :
موسى:
وهى كلمه مكونه من شقين مو-شا اى بين الشجر والماء وهذا لان السيدة آسيا (رضى الله عنها) زوجت فرعون وجدت موسى بين الشجر والماء فأطلقت  عليه  هذا الاسم بعد أن تربى فى حجرها فى القصر الملكى .
بيومى
بمعنى البحري أو النيلى
اوسه
نسبتا الى المعبود اوسه
بشاى
بمعنى العيد او الحظ
شنودة
بمعنى حى هو الرب

وأيضا بعض الأسماء كما هى مثل مينا ورمسيس وغيره من الأسماء، وهذا إلى جانب الكثير من الكلمات التى لا تعد ولا تحصى سائدة فى عصرنا الحديث الى الآن  ويتناقلها عنا الآجيال وسوف تظل باقية إلى ابد الآبدين لان وكما قولنا أن المصري القديم والحديث يتمتع بالحفاظ على التقاليد والعادات المتوارثة من الأجداد لا يغيرها اي عامل ،سواء كان عامل خارجي كالاحتلال، فقد عرف عن المصريين انهم هم من يؤثرون على من يحتلهما وينقلوا عادات مصر إلى أصل الدول المحتلة، كما حدث فى بلاد الهكسوس الرومان وملوكهم الذين احذوا الطابع المصرى فى مراسم استلام الحكم أو المراسم الجنائزية من أول التحنيط مرورا بالعقيدة والإله.

وأيضا نجد ذالك واضحا فى مصرنا الحديث ،حيث احتلت انجلترا مصر أكثر من 70 عام ،ولا تزال اللغة الانجليزية عقده التلميذ المصري إلى الآن ، فى حين أن دول عربيه شقيقه فرنست عن بكره أبيها، على العكس من مصر التى نقلت عاداتها الى انجلترا ، وكل الدولة التى أحتلتها .


ا 
 


كلمات لها معنى بالمصرية القديمة :
هناك كلمات كثيرة لها معنى بالغة المصرية القديمة ونظن فى حياتنا اليومية أنها لغة عربية فصحة  ومن هذه الكلمات :
كلمة عبير:
والتى تعنى بالمصرية القديمة رائحة وتنطق كما هى عبير .
 كلمة البرية:
 والتي تعنى بالمصري القديم ساحة المعركة ، وقد أخذها العرب وجمعوها فى كلمة براري .
الصحراء :
وقد دعى الفراعنة الصحراء باسم دشرت الى الأرض الحمراء وهى باللغة الانجليزية desdrt (ديزرت) وتعنى الأرض الغير مأهولة .
مآتة   :
وأيضا كلمة مآتة ( خيال المآتة ) وتعنى باليونانية القديمة الفلاح ، وترادفها فى العربية خيال الحقل .
حقل :
   لفظ حقل غير عربية ، فكلمة (حقل) باللعة المصرية القديمة وهكذا تنطق أيضا، تعنى الحقل او الغيط عند المصريين الآن.
غيط:
وكلمة غيط أيضا هى كلمة مصرية قديمة تنطق (غات) أي الأرض المبلولة، وهى كلمة سائدة إلى الآن .

رحب:
 وكلمة رحب العربية ( على الرحب والسعة ) كما يقال فى المثل ، تنطق بالمصرية القديمة رحبو بمعنى واسع او فسيح .
عميق:
 وكلمة عميق والتى تنطق أيضا عميق باللغة المصرية القديمة ، وقد أخذها العرب واشتقوا منها الفعل يتعمق وجمعوها بكلمة اعماق ، وهى بنفس النطق والمعنى فى اللغة المصرية القديمة .
قطف وكأس:
 وكلمة قطف ( قطوف من الأدب الجاهلى ) مثلا فيقول الدكتور عبد الحليم نور الدين فى كتاب اللغة المصرية القديمة ص 247قد أخذها العربة من الكلمة المصرية (قدف) وتعنى يجمع ، ويذكر أيضا الدكتور عبد الحليم نور الدين أن كلمة كأس لم تكن معروفة فى اللغة العربية وإنها استمدت من الكلمة المصرية القديمة (كاثا)بمعنى كأس أو آنية للشراب.
منحة  :
وكلمة منحة مثل (منحة لا ترد ) مأخوذة من الكلمة المصرية القديمة (منحت) بمعنى هبة أو عطية .
ميناء:
وأيضا كلمة ميناء والتى كانت بالمصرية القديمة تنطق (منيت) وحورت فى القبطية الى مونى ، والجدير بالذكر هنا انه نفس الاسم القديم لمحافظة المنيا-كما ذكرناً سابقاً- فكانت كانت تدعى قديما منعت خوفو وفى العصر القبطى مونى وفى الاسلامى منية ابن خصيب، وكلها ألفاظ أخذت من الكلمة المصرية منيت بمعنى ميناء .
آباى (كلمة صعيدية):
وكلمت آباى ( آباى عليك عاد) باللهجة الصعيدية وتقال للشخص المعاند أو كثير الجدل والغلط وتقال للتعجب من فعل الإنسان ، وهى مأخوذة من الكلمة القبطية (أباى) بمعنى( اية  ده ).
أح:
 وكلمة أح فمثلا يقال( اللى يلعب الدح ما يقولش اح ) مأخوذة من المصرية وتنطق ( دا) وتحولت فى القبطية الى أح وتعنى فى الاثنين ساخن .
دح :
  كلمة دح والتى تنطق أيضا بالمصرية القديمة (دح) وتعنى عيب أو أسفل.
مع (حرف الجر):
 وكلمه مع فمثلا يقال ( الكتاب مع فلان ) فكانت تنطق أيضا (مع) بمعنى              ( فى يد ) ونحن نعلم أن الكاف كانت للضمير أنت فكانت تنطق (معك ) اى فى يدك انت، فالكلمة مركبة من (م) بمعنى( فى ) و (ع) بمعنى يد وهى ترسم بالهيروغليفية بشكل اليد .
كوع :
 وكلمة كوع أخذت من قعح المصرية وهى بنفس المعنى كوع اليد
ده:
وكلمة (ده) فيقال ( اية ده) فمخوذة من الكلمة المصرية القدسمة (تا) بمعنى هذا .
يا :
 وليضا كلمه (يا) وهو حرف نداء كان ينطق بالمصرية (يى) بمعنى مع أن او إذن وعلى ذلك كثيرا من الكمات التى نتحدثها فى حياتنا اليومية له أصل مصرى قديم فو ورثنا من قدماء المصريين أجدادنا .

أسماء الملابس :
جبة :
 مأخوذة من القبطية (كوبى) بمعنى ثوب.
جلابية :
من الكلمة المصرية جاربو بمعنى جلابية أيضا.
حلق :
من المصرية القديمة( هلكا ) والتى حورت فى القبطية الى (هلق ) ثم الى حلق بالعربية .
لواية: 
يقال (شايف الراجل أبو لواية ) وهى العمة (غطاء الرأس) عند الصعيدى ،وتعنى بالقبطية مظلة او خيمة وكانت تنطق (لاوو) بالقبطية والبعض يسميها تلفيحة .

لغة الأطفال :
هناك كثيراً من لغة أو كلام  الأطفال   فى مصر كلمات لها أصل مصري قديم، و هذه الكلمات لازلنا نستعملها نحن الكبار فى لغة الأطفال وعند الحديث اليهم الى الان مهما كانت المستويات الاجتماعية او الطبقات المختلفة.
 ومنها على سبيل المثال
امبو:
 فمثلا نقول  عندما نعرض الشرب او الماء على الطفل الصغير الآن (امبو) وهى كلمة مأخوذة من المصرية القديمة تنطق (مو) بمعنى ماء ، وقيل أيضا أنها من الكلمة المصرية (ابمو) بمعنى عطشان او (أب-مو فاب تعنى عطشان ومو كما قلنا تعنى ماء  .
كخ :
 كلمة كخ وتنطق كما هى- كما قلنا – بمعنى قذر .
أرجوز:
 كلمة ارجوز وهى مكونه من مقطعين فى اللغة القبطية القديمة( أر )بمعنى صنع  و(أجوس )بمعنى الكلام ومعنها يصنع الكلام او كلمنجى وهى ايضا ماخوره من المصرية فكلمة( ار)  تعنى يصنع وكلمة (جد) بمعنى كلام أو حديث ،والتى تطورت منها اراجوس فى القبطية .
أوبه:
 وكلمة أوبه وهى مأخوذة من القبطية اوبت بمعنى يحمل  والتى أخذت من المصرية (اتب) .
بـــــح :
كلمة بح والماخوذة من الكلمة القبطية (باه) بمعنى انتهى وهى فرعونية كانت تنطق أيضا بحبح وتعنى واسع فيقال (بحبح ايدك شوية) .
بـــــــــــخ (للتخويف):
 وكلمة بخ كلمة قبطية بمعنى العفريت وهى مكونة من مقطعين (بى) وتعنى الـ  وكلمة إخ بمعنى عفريت .
بعبع :
وكلمة بعبع مأخوذة من الكلمة القبطية بوبو وهو اسم عفريت مصرى استخدم فى العزائم السحرية القديمة واتخذوه لتخويف الأطفال .
هاع :
وكلمة هاع والتى يستخدمها الأطفال فى التعبير عن الفرح مأخوذة من الكلمة المصرية (حعى ) بمعنى فرح أو سعادة .
بلبوص (عريان):
وكلمة بلبوص  هى نفس الكلمة القبطية بالبوش بمعنى يحل  ما يستر العورة وهى من مقطعين الأول بال بمعنى يحل او يفك والثانية بوش بمعنى عورة الرجل أو المرأة .
نونو
نونووهو المولود الصغير ،أو حديث الولادة وهى كلمة منتشرة فى المجتمع المصرى كلة بجميع طبقاتة الاجتماعية .
تاتا (للمشى):
كلمة تاتا مأخوذة من القبطية تى تى وهى بنفس النطق بالمصرية بمعنى يمشى أو يدوس .
توتة :
 وكلمة توته وهى تنطق بالقبطية اى توته بمعنى انتى (توتة توتة فرغة الحدوده ) .

 وأستعير الجملة الأخيرة وأقول توتة توتة انتهيت من البحث  ، راجيا الله ان  تكونوا قد استمتعتم به ، وما كان من توفيق فمن الله وما كان من تقصير فمن نفسى ومن الشيطان 









المراجع
-اللغة المصرية القديمة للدكتور عبد الحليم نور الدين
-جاردنر
-أسرار الفراعنه لحسن خلف الله
-النصوص الملكية فى المقابر الفرعونية للدكتور / جمال عبد الرازق
-أصل الألفاظ العامية من اللغة المصرية القديمة سامح مقار
-اللغة المصرية القبطية الدكتور جوارجى صبحى 

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

4 التعليقات:

  1. بجد من اجمل ماقرات ..حقيقي ليك كل التحيه والتقدير

    ردحذف
  2. معلومات قيمه للغايه و تتيح فهم أشياء كثيرة كانت مبهمه من قبل ... شكر و تقدير لكاتب الموضوع

    ردحذف
  3. معلومات قيمه للغايه و تتيح فهم أشياء كثيرة كانت مبهمه من قبل ... شكر و تقدير لكاتب الموضوع

    ردحذف

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة