جديد المدونة
Loading...
الثلاثاء، 7 يناير 2014

Info Post

                                                روعة المدارس والمساجد الإسلامية   
                                  تختصرها  مجموعة السلطان حسن

 

بقلم الآثارى 
محمود محمد مندراوى 
مفتش آثار المنيا 
مقدمة :
كنت ابحث عن صور إسلامية للمساجد فى القاهرة ، فوجد صورة جذبتني جدا وأتضح لى بعد الدخول على الصفحة المعروض عليها الصورة فى النت ، مدى جمال وروعة المجموعة الكاملة للسلطان حسن والتى تضم المسجد والمدرسة وضريح او قبة ،كان مقرر ان يدفن فيها السلطان حسن ، فبدأت ان ابحث فى الكتب الموجودة عندي ،كتاب للدكتورة سعاد ماهر يتحدث عن جميع مساجد مصر وأوليائها الصالحين وقلت اننى بالتأكيد سوف أجد ضالتي فى هذا الكتاب الجامع ، فتصفحت الكتاب ولكن بدأت أحس بشغف لمنشأ المجموعة وروعة المعمار والهندسة والزخارف الموجودة بها ، فطالعت كتبا أخرى مثل الخطط للمقريزى ،وغيرة من الكتب التى تتحدث عن المجموعة ككل ، وقد جذبني صيغة كلام كل مؤلف قبل الحديث عن المجموعة معماريا بوصفها لا تقل جمالا وروعتا عن الأهرامات مما ذاد شغفي وحب تطلعي لمعرفة هذه المجموعة رائعة الجمال والابتداع كما أتضح لى بعد مطالعتها ، وقد اختصرت لكم بعض المقتطفات من تلك الكتب، ارجوا من الله ان تستفيدوا منها ، الى جانب مجوعة من الصور تظهر وتبرز مدى تقدم الفنون والعمارة فى العصر المملوكي ، فهذه المجموعة بحق غاية فى الجمال ورفعت الذوق الفنى والإحساس المرهف  للفنان المصرى المسلم، وارجوا ان تسامحوني فأن ليس بمتخصص فى الآثار الإسلامية فتخصصي الآثار المصرية ،ولكنى فى الفترة الأخيرة  شغفت بالآثار الإسلامية ومدى جمالها وتناسقها   .
                    

              


  
المجموعة مكونة من مدارس لتعليم الفقة على المذاهب الأربعة ،ومسجد ،وضريح
تاريخ الإنشاء:
أمر أنشاء  المجموعة كلها والتى تتكون من (مدرسة ومسجد )هو  السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، وكان يدعى فى البداية قمارى ،و  تولى حكم مصر وهو فى عامة الثالث عشر ، وقد سادت الفوضى والمجاعات فى بداية حكمه  ، كما يقول المقريزى فى كتابة   المعروف باسم الخطط المقريزية الجزء التاسع  وذكر ايضا المقريزى  ان الناصر  حسن كان مفرط  الذكاء عاقلاً، عنده رفق بالرعية .وبسبب الخلافات  التى كانت بين السلطان حسن وأمراء المماليك أمر ولأول مرة ان ابناء أهل مصر  هم جنود الجيش وذلك ليستعيض بهم عن الجنود الأترك الذين كانوا  قوام  الجيش المصرى 

                        ماكيت لمجموعة السلطان حسن بالقاهرة                         
   
وقد  بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية757هـ واكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363ميلادى ،فى عهد السلطان الشهيد أبو المعالى حسن ابن مولانا السلطان الشهيد الناصر محمد ابن قلاوون وهكذا هو أسمه على لوحة إنشاء باب المسجد  ،  قتل السلطان وعمرة واحد وثلاثون عام وذلك  قبل أنتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد ،وقد انفق السلطان حسن اموال كثيرة فى بناء تلك المجموعة حيث قيل انه رصد مبلغ لمصروفه في كل يوم 20 ألف درهم ونحو ألف مثقال من الذهب. 
المــــوقع  
يقع مسجد ومدرسة السلطان حسن بن الناصر قلاوون فى القاهرة  فى ميدان صلاح الدين بالقلعة،فى مواجهة مسجد الرفاعى ،وتطل واجهته الشرقية على ميدان الرماحة   ، وهو من أعظم وأجمل مساجد العالم أجمع بما فية من روعة وتناسق فى البناء والنقوش والزخارف ،والمجموعة خالية من جميع الجهات الأربعة

 
                                                                  خريطة للمجموعة


                                             منظر عام لمكان المسجد وموقعة

المهندس الذى أشرف على تنفيذ المجموعة:
ظل أسم المهندس الذى صمم مجموعة السلطان حسن مجهولا الى عام 1944م حيث أكتشف الآثارى حسن عبد الوهاب لوحة أنشاء المسجد وعليها اسم المهندس الذى قام برسم وتنفيذ المشروع ككل وهو محمد بن بليك المحسنى وقد كان من أمراء مصر فى عصر السلطان حسن وكان مقربا جدا الى السلطان لأنه وقف مع السلطان فى أيام محبسه ، ولكن المجموعة لم تكتمل ككل فى عصر السلطان حسن فأكمل بعض عناصرها مهندس يعرف باسم الطواشى بشير الجمدار وأسمه منقوش على اللوحة الإنشائية للباب 

 
                                               صورة لإحدى النوافذ

مساحة المسجد :

 يقول الأستاذ محمد رمزى المسجد كما قلنا هو من أروع  المساجد المملوكية خاصتا ومساجد العالم عامتا ، وتبلغ مساحته 7906 متر مربع ،على شكل مستطيل غير منتظم  الأضلاع ، بطول يبلغ 150متر  وعرض 68متر بارتفاع عند الباب  يبلغ 37,80متر تقريبا .وعلى جوانب صحن الجامع اربع ايونات معده لإقامة الشعائر الدينية .
وفى كل زاوية من زوايا المسجد باب يوصل الى أحد المدارس الأربعة ، وايوان الشرق هو من أكبر الايونات سقفه معقود عقداً ستينياً ، فوق نصف دائرى ، وهو أكبر عقد بنى على إيوان  فى مصر ، والثلاث ايونات الأخرى سقف على شكل نصف اسطوانة من الحجر .
وفى وسط الإيوان الشرقى محراب جميل  ،وعلى يمينه منبر من الرخام الأبيض ، وعلى جانبى المحراب بابان يوديان الى القبة العظيمة ، والتى تبلغ وزرتها 48 متر ،وبجانب القبلى الشرقى المنارتان العظيمتان والتى تبلغ ارتفاع كبراهم 81,60م

الواجهة الأمامية :
زينت الواجهة الأمامية والتى تقع فى الضلع الشمالى  بأنثى عشر حنية ، وكل حنية تحتوى على ثمان نوافذ .
                                         صورة للواجهة الأمامية
الباب الرئيسى :
ويقع المدخل الرئيسى فى الطرف الغربى من الواجهة الشمالية ، والتى تبلغ عرضها 20 م وارتفاعها  37,80م ، وينقسم المدخل الى ثلاث أقسام  الأوسط هو الأكبر ، وقد زينت تلك الأقسام بزخارف هندسية ،وفوق هذا المخل يوجد دلايات زينت بالرخام الأخضر ، عليها كتابات بالخط الكوفى (ان فتحنا لك فتحا مبيناً) وتزين تلك الدلايات الزخارف الهندسية الجميلة ،ويتوج المخل الرئيسى بست صفوف من الدلايات تبرز عن الواجهة بـ1,5م.
                    
                  
الواجهة الجنوبية  :
 ترتفع أربع طوابق  35م ،وبها المدرسة الحنبلية والحنفية،ويبلغ طولها 150 م  .
               
                                                 صورة توضح احد الأبواب  الخاصة بالمدارس
الواجهة الغربية
 اما الضلع الغربى للمدرسة فانه يطل على حديقة وساقية توصل المياه الى المدرسة  ،ومغسلة الأمير يشبك

الواجهة الشرقية :
 الواجهة الشرقية وتحوى القبلة يبلغ طولها 68م  ويقع خلفها القبة والمئذنتان ، وقد سقطت الشمالية منهما وجددها إبراهيم باشا
 
                                               صورة توضح رواق  القبلة  وما يشتمل

يؤدى الباب الرئيسى الى ثلاث ايونات يعلوهما مقرنصات ويتوسط سقف المدخلة قبة مكسية بحجر   أحمر
 
                                                             سقف المدخل

الصحن :
الصحن مربع الشكل تقريبا يبلغ 34,60×32,50م  ،أرضيته من الرخام يتوسطة فسقية للوضوء ،تعلوها قبة خشبية تقوم على ثمان أعمدة ،ويحيط بالصحن من الجهات الأربعة ايونات المدارس .
 
                                           صحن المجموعة يتدلى من اعلاها المشكاوات

إيوان القبلة
اكبر الايونات الموجودة حول الصحن إيوان القبلة وعلية زخارف بالخط الكوفي 
 




                                                صورة توضح إيوان القبلة والمنبر

ويتوسطه دكه  من الرخام للمبلغ ،على جانبى المحراب لوحتين نقشي بالخط الكوفى ،وهو من المحاريب الكبيرة كثيرة العمق ،وبجوار المحراب بابان يوصلان الى القبة
                          

 
                                            صور توضح جمال وروعة الزخارف فى المحراب
 

 
القـــــــبة
تقع القبة خلف جدار القبلة ,هى مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها 21م ،وبارتفاع الي نهاية القبة يبلغ 48م ،وقد زخرف مربع القبلة وعلى ارتفاع 8م توجد زخارف بالخط الكوفى ، وقد ملئت الجوانب بالمقرنصات الخشبية  المحلاة بنقوش مدهونة باللون الذهبى وقد وقعت تلك القبة عام 1661م وحلت محلها قبة ذات قطاع مدبب ، ويتوسط القبة تركيبة من الرخام عليها نقوش بالخط الكوفى ، وفى الضلع الشرقى من القبة يوجد محراب من الرخام الملون الدقيق الصنع .
                   
                                          صورة توضح المئذنة والقبة من الخارج
المشكاوات :
زينت مدارس السلطان حسن بمئات المشكاوات جميلة الصنع ولكن لم يبقى منها الآن إلا 34 مشكاة من الزجاج المموه بالمينا ، والتى تعتبر من روائع الفن الإسلامي
                  

                                           صورة توضح المشكاوات

فترة إغلاق المدرسة :
ظلت مدرسة السلطان حسن والمسجد معطلا فترة كبيرة من الزمان حيث أتخذها المماليك حصنا لهم فى الدفاع عن أنفسهم ضد أعدائهم بالقلعة
ولم تولى السلطان المؤيد  شيخ صرح  عام 825هـ امر باعادة تشغيل المدرسة والجامع ،وأعيد بناء السلم والذى امر بهدمة السلطلن المملوكى برقوق سنة 793هـ،والذى امر السلطان جقمق بهدمها مرة اخرى عام 842 هـ وذلك لمعاودة هجوم المماليك على القلعة من تلك السلالم ، وفى عهد السلطان ابو النصر اينال اعيد رفع القبة والتى كانت قد تصدعت ، وفى عهد الامير طومانباى يسنة 903هـ جدد الجامع والذى كان قد نهب فى هرب المماليك على بعضهم واعيد تشغيل المدرسة والجامع مرة اخرى .
وقد ظلت المدرسة اكثر من خمسين عام مغلقة فى حكم العثمانيين حتى عام 1200هـ حيث أصلحها سليم أغا واعاد تشغيل الجامع والمدرسة وازال الحوانيت التى بنيت فيها واعاد بناء السلم ومصطبة جديدة 
الضريح:
لم يدفن السلطان حسن فى الضريح الذى خصص له فى المجموعة ولكن دفن ابية بعد ذلك ، وقد اوقف على الضريح 60 شيخ يقرؤن القران كل يوم ، الى جانب أعمال الخير التى تعود على المتوفى يالخير ، ونختتم بالدعاء بالرحمة للسلطان حسن لانه خلف من ورائة أعظم بناء أسلامى فى العالم أجمع الا وهو مجموعة السلطان حسن بالقاهرة 


المراجع :
الخطط للمقريزى ج 9
مساجد مصر للدكتورة  سعاد ماهر الجزء الثالث
النجوم الزاهرة فى نجوم القاهرة الجزء الثالث لجمال الدين ابو المحاسن
حسن عبد الوهاب تاريخ المساجد المصرية

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة