جديد المدونة
Loading...
الثلاثاء، 28 يناير 2014


بقلم الآثارى
محمود محمد مندراوى
مفتش آثار مصر الوسطى
مقدمة:
يقع مدينة وهرم ميدوم فى محافظة بنى سويف ، وهرم ميدوم من الأهرامات المهمة جدا فى مصر حيث يعتبر هرم ميدوم هو المرحلة الانتقالية ما بين الهرم المدرج والهرم الكامل ،فهو يعتبر أول شكل للهرم الكامل فى سلسلة أهرمات مصر العظيمة ،وسوف نتحدث فى إجاز عن أهمية الهرم وتاريخ بنائه وشكله المعمارى ،وملحقاته من سور يحيط بالمجموعة وطريق صاعد ومعبد جنائزى،فى السطور القادمة ان شاء الله .
حيث يقول (بيتر سنودون )فى كتابة المعروف باسم 40 هرما فى مصر ترجمة بهاء جاهين ص 44:
(الهرم فى ميدوم حطام جميل حتى  وان كان شكله الحالى لا يشبه هرما على الإطلاق، وقد شبهه ت.ج.ه جيمس حصن قلعة من العصور الوسطى )
وكان فى رأى المؤرخ العربى تقى الدين المقريزى انه يشبه جبلا مكونا من خمس طبقات عندما زاره المؤرخ وقتها
     



                                            مشهد لهرم ميدوم والتى تحيط به المزارع والحقول  

وكماء جاء فى كتاب التاريخ المصور لمصر القديمة لـ ( كارل ريو ردا)ترجمة ابتسام محمد عبدالمجيد ومراجعة د:محمود ماهر طاهر فى ص 28:
(يوجد هرم ميدوم الآن فى أسوء حالاته،  فقد دفن جزء منه فى باطن الرمال حتى أصبح كما لو كان مجرد بناء لجزع ، وقد تعرض الهرم للإهمال من أجل الاهتمام بالأهرامات التى أحدث منه )
أولا أهمية تاريخ الهرم ومشيده :
هرم ميدوم هو للملك( حونى) وهو أخر ملوك الأسرة الثالثة، صاحبت فكرة إقامة الجبانات الملكية على شكل الهرم ،وقد حكم الملك حونى  مصر حوالى 24عام ،وهو من بدء فى بناء هرم ميدوم ولكنه توفى قبل ان يتم  أتمام البناء ،والذى اتمه من بعدة الملك( سنفرو )ابن الملك( حونى ).
وكلمة حونى تعنى باللغة المصرية القديمة (الضارب) وكانت تكتب هكذا  

                                  
hny

ويقول الدكتور سليم حسن فى كتابة مصر القديمة الجزء الأول ص 282:
((اما آخر ملوك الأسرة الثالثة فهو الملك (حو) ويدعى (حونى )أيضا ومعناه (الضارب ) ،وقد أقام لنفسه هرما فى دهشور فى جنوب سقارة ،وهو حلقة الوصل بين الهرم المدرج والهرم الكامل،وقد جاء ذكره فى ورقة عثر عليها من عهد الدولة الوسطى تنص على ان حونى هذا هو السلف المباشر(سنفرو) مؤسس الأسرة الرابعة)).
ويقول الدكتور رمضان عبده فى كتابة تاريخ مصر القديمة الجزء الأول ص 195:
((اما حونى أخر ملوك الأسرة الثالثة، فقد عثر على هرمة  فى ميدوم جنوب سقارة بحوالى 50كيلوم متر ، وقد تزوج من مرسى عنخ وجاء أسمه فى بردية تورين ولوحة  سقارة ، وطبقا لبردية تورين نجد انه حكم24عام))
مما سبق يتضح لنا ان الملك (حونى) هو آخر ملوك الأسرة الثالثة ووالد الملك( سنفرو) ،أول ملوك الأسرة الرابعة


ويقول الدكتور رمضان عبده فى كتابة تاريخ مصر القديمة الجزء الأول ص 195:
((ولكن توفى-حونى-دون ان يتمه فأتمه الملك  سنفرو بعد ذلك ،وربما كان هذا هو السبب فى ارتباط اسم –سنفرو- بذلك الهرم وقد جاء على بردية بريس التى كانت عبارة عن تعليمات موجهة الى الوزير –كأيجمنى- ان الملك حونى قد توفى وتبعه سنفرو))
ومما سبق يتضح لنا وبالدليل القاطع من خلال بردية (بريس) ان من بنى الهرم هو الملك حونى ،ومات فى أثناء تشييد الهرم، فتبعه ابنه الملك سنفرو
ويقول عالم الآثار( جيمس بيكى) فى كتانه الآثار المصرية  فى وادى النيل الجزء الثانى ص 42ترجمة لبيب حنفى وشفيق فريد :
((وهرم ميدوم قد بناه سنفرو والد خوفو ،بأني الهرم الأكبر ،وهو يثير الاهتمام كأول هرم كامل ،ولو أنه قليل الشبه بالشكل الهرمى كما هو فى عرفنا الحالى ))


 أما عن أهمية الهرم فقد ذكر فى كتاب الأهرامات المصرية أسطورة البناء والواقع تأليف دكتور خالد عزب وأيمن منصور الطبعة الأولى 2000 ص291:
((لهذه المنطقة أهمية خاصة فى تاريخ العمارة المصرية القديمة، حيث يعتبر هذا الهرم المرحلة الأخيرة فى تطور الأهرام المدرجة ،وهو أيضا حلقة الاتصال الأخيرة بين الهرم المدرج والهرم الكامل)) .
ويرى بعض العلماء المحدثين ومن بينهم الدكتور زاهى حواس ان هرم ميدوم يعود بناءة وملكيته للملك سنفرو وليس حونى ، وهذا على العكس من إجماع العلماء والحفائر والوثائق  ان الذى بدء فى التشييد والبناء فى ذلك الهرم هو حونى نفسه وان سنفرو قام بإضافة ملحقات كثيرة للهرم حتى أتم مرحلته الأخيرة .



ثانيا أصل التسمية:
هرم ميدوم او هرم حونى فكلها أسماء لهرم واحد ،و هو المشهور الآن بهرم ميدوم ، وميدو تعنى باللغة المصرية القديمة (مر_تم) وهى تعنى (المحبوب من للإله آتوم )،وعند دخول الإسلام الى مصر وعربت مصر  حرف الاسم الى ميدوم
ويقول يقول بيتر سنودون فى كتابة المعروف باسم 40 هرما فى مصر ترجمة بهاء جاهين ص42:
أما مدينة ميدوم نفسها فظلت معروفة من فترة متأخرة من الأسرة الثانية عشر وذلك باسم( دييد سنفرو) او سنفرو مخلص .

ومنذ عهدا ليس ببعيد كان الأهالي يدعونه باحتقار بأنه ( الهرم الكاذب )
ولكن وكما قلنا الهرم من أهم أهرمات مصر لما يمثله من نقله معماريه من الهرم المدرج الى الهرم العادى .

ثالثا موقع هرم ميدوم :
يقع هرم ميدوم  الى الشمال من بنى سويف   بـ 38كيلو متر ،وعلى بعد من مركز  الوسطى  بحولى 25 كيلو متر ،وعلى أطراف الصحراء الغربية على هضبة مرتفع ،حيث يرى الهرم من أماكن بعيدة جدا عن المكان الذى يقع فيه الهرم .
حيث يقول السير (آلن جاردنر) فى كتابة مصر الفرعونية ص 95:
((أما أخر وأحدث الأهرامات -فى الأسرة الثالثة-التى يمكن أن يوضع فى المجموعة نفسها فيقع على بعد أميال جنوب سقارة فى ميدوم فى مكان لا يبعد كثيرا عن الفيوم ،وهو  يشبه اليوم برجا ضخما بعد أن نزلت عنه كل كسوته الخارجية، برجا ضخما بجوانب مائلة تعلوه دراجتان مرتفعتان  عند القمة )).
 ويقول الدكتور سمير أديب فى كتابة موسوعة الحضارة المصرية القديمة فى ص 807:
((تقع ميدوم فى شمال محافظة بنى سويف عند مدخل محافظة الفيوم، وعلى بعد 25 كيلومتر من الوسطى ،واهم آثارها هرم متوسط الحجم والارتفاع يعد من أعظم آثار مصر تأثيرا فى النفس وهو هرم ميدوم الذى بدأ تشييده الملك حونى ثم أتمه الملك سنفرو ))

                                   صورة لهرم ميدوم ليلا

رابعا عمارة وشكل الهرم :
لم يبدأ هرم ميدوم او هرم الملك حونى عند بداية تشييده بالشكل الهرم، بل كان عبارة  عن مصطبة ذات قاعده مربعة الشكل مدخلها الى الشمال
كما يقول عالم الآثار( جيمس بيكى) فى كتانه الآثار المصرية  فى وادي النيل الجزء الثانى ص 24ترجمة لبيب حنفى وشفيق فريد:
  وفى الأصل كان الهرم مكون من سبع مصاطب لم يبقى بها حاليا إلا أربع مصاطب فقط ،حيث يبلغ ارتفاع الهرم  45متر من بداية قاعدته الأولى الى قمته
ويقول احمد زحام فى كتابة الأهرامات الرحلة المستحيلة والصادر عن دار الهلال  ص 65:
((لم يقدر لهذا الهرم ان يكون هرما مدرجا حيث انه تم ملء الدرجات بالأحجار ثم غطى كل البناء بطبقة ناعمة من الحجر الجيرى ))
    

                                         رسم يوضح هرم ميدوم وغرفة الدفن وطبقاته

ويقول يقول( بيتر سنودون) فى كتابة المعروف باسم 40 هرما فى مصر ترجمة بهاء جاهين ص42:
 ((بينت الفحوص التى أجراها( لودفج بورشار )فى عشرينيات القرن الماضى  ،على ان الهرم تم تكوينه على ثلاث مراحل، فى البداية كان التصميم سبع درجات هى عبارة عن طبقات حادة  من حيث الانحدار ،متراصة فوق بعضها، وفيما بعد أضيفت طبقة ثامنة من غلاف من الحجر الجيرى الألمع من طره، ثم ربما بعد ذلك بعشرة سنوات أضيفة طبقه أخيره تم فيها من الجوانب وملء فجوات الدرجات ،مع وضع غلاف ثانى من حجر طره ومن المؤكد ان الهرم فى ذلك الوقت كان يثير الإعجاب بحق ، فلم تكن جوانبه ملساء فقط بل وصل ارتفاعه الى 95متر))
وكما ذكرنا أن هذا البناء لم يكن مقدرا له البقاء فالطبقتان الداخليتان لم يكن مربوطين ببعضهما البعض جيدا ، وانهار الغلاف الخارجى او الكسوة وآثاره موجودة الى الآن بجوار الهرم ، حيث نرى الهرم الآن محاطا بفوضى من الرديم والكثبان الرملية .






المدخل والممر :
 والمدخل يقع على ارتفاع 25متر  من الناحية الشمالية، ينحدر منه ممر الدخول لمسافة تبلغ   57 متر،  وقد يكون أن لهذا الممر بابا من الخشب  لأغلقه عن نهايته السلفى، حيث لا يزل مكانة واضحا الى الآن  ،ثم يسير قليلا الى الاتجاه الأفقي ، فى ممر يبلغ طوله 10 امتار ، ثم نجد فى نهاية الممر بهوين صغيرين على صوره دهليز ،ثم يتحول الى بئر عمودى يصل الى غرفة الدفن  كما جاء  فى كتاب  الأهرامات المصرية أسطورة البناء والواقع تأليف دكتور خالد عزب وأيمن منصور الطبعة الأولى 2000 ص295

                                          الممر 


حجرة الدفن :
تقع حجرت الدفن فى مستويين مختلفين حيث ان نصفها فى باطن الأرض بينما النصف الآخر فوق الأرض داخل جسم المصطبة نفسه
ثم تتابع البناء وإضافة الملحقات فوق المصطبة الأولى، الى ان أتم سبع مصاطب أو درجات ، وبتلك الدرجات أتخذ ت المقبرة الشكل الهرمى الكامل ، ومن هنا ترجع أهمية تلك الهرم ،حيث بإضافة الكساء الخارجى المكون من  الحجر الجير والذى لم يتبقى منه الآن شئ ، أصبح بذلك الكساء أول هرم كامل يبنى فى التاريخ متساوي الأضلاع ،حيث كانت كل محاولات الأهرام السابقة عبارة عن بناء متدرج الطبقات  ،ومقياس تلك الغرفة من الشمال الى الجنوب 5,90م ، ومن الشرق الى الغرب2,65م

                                 غرفة الدفن بهرم ميدوم

وقد تهدمت أربع درجات من الهرم ولم يبقى منه الآن سوى ثلاث درجات وتبلغ ارتفاع تلك الثلاث درجات 115 متر فقط ، وقد عثر بترو عام 1891 على أجزاء من تابوت خشبى كان يظن انه يخص الملك سنفرو والذى أتم البناء  وليس الملك حونى
وقد قامت بعث جامعة بنسلفانيا بإشراف مستر( ألن رو )بفتح الهرم للمرة الثانية عام 1929 :1930،وقامت بتنظف الممر المؤدى لغرفة الدفن وكذلك الحجرات الأمامية وحجرت الدفن نفسها ، ولم يتم العثور على اى توابيت فى غرفة الدفن ،والحجرة   جدرانها تتكون من الحجر الجيرى


سقف حجرة الدفن :
يتكون سقف حجرة دفن هرم ميدوم بأنه على شكل قبة،و الذى يستقر أعلاه    دعائم من الخشب، ويتكون من سبع درجات بارتفاع 5,5م .
ويقول عالم الآثار( جيمس بيكى) فى كتانه الآثار المصرية  فى وادي النيل الجزء الثانى ص 24ترجمة لبيب حنفى وشفيق فريد :
((غير أن وجد بعض أسماء بعض الفرق التى كانت تنطوي تحت لواءها العمال العاملون بالهرم وقد سبق ان عثر بترى على بلطة من النحاس عليها اسم احد فرق الصناع وهو (كم هو محبوب تاج سنفرو ) .))

                                            صورة لسقف حجرة الدفن

ونجد فى السقف الثقوب التى عملت لوضع عروق الأخشاب التى كانت مستخدمه أيام البناء , ومازلنا نجد فى واحد منها جزء من احد العروق الخشبية، والتى تشابه أخشاب الأرز التى عثر عليها داخل هرم سنفرو المنحنى فى دهشور ، وهى على الأرجح معاصرة لأخشاب هذا الهرم.

خامسا الطريق الصاعد :
وتعريف الطريق الصاعد هو الطريق الذى كان يمتد من الهرم الى معبد الوادى وكانت تقام فيه الاحتفالات بعد ان يخرج  تابوت الملك من معبده الجنائزى متجها الى الهرم والتابوت كان يحمله بعضا من الكهنة ، وكهنة آخرين يحملون البخور على جانبى الطريق ، والكاهن الأعظم يقوم بإنشاد الأناشيد والنصوص الدينية فى أثناء مرور موكب تابوت الملك من المعبد الى الهرم على الطريق الصاعد، ومن خلف الكاهن مجموعة من الكهنة المرتلين والمرددين، الى جانب الرقص الدينى الإيقاعي الذى كان جزءا من الشعائر الدينية وقتها ،وكانت تقوم به راقصات مخصوصات لهذا العمل ، كل هذا كان يؤدى فى الطريق الصاعد أثناء مرور التابوت من المعبد الى الناحية الشمالية من الهرم حيث الباب والممر لغرفة الدفن بباطن الهرم  .
والطريق.  
وكما جاء فى كتاب الأهرامات المصرية أسطورة البناء والواقع تأليف دكتور خالد عزب وأيمن منصور الطبعة الأولى 2000ص298:
((وهذا الطريق كان يحيط بها جداران مقوسان فى جزئهما الأعلى ،والطريق نفسه كان مرصوفا وليس له سقف ويصل هذا الطريق فى نهايته السفلى الى معبد الوادى ))


سادساً  المعبد الجنائزى للهرم   :

يقع   المعبد الجنائز  الى الناحية الشرقية من هرم الملك حونى او هرم ميدوم ، وهذا المعبد كان له أهمية كبيرة حين أكتشفه بترى حيث كان المعبد حينها أقدم معبد جنائزى  مكتشف حتى ذالك العصر عام 1891 ميلادى
ويقول عالم الآثار (جيمس بيكى )فى موسوعة الآثار المصرية فى وادى النيل الجزء الثانى :
((وقد أسفرت أعمال- بترى- التى قام بها عام 1891م فى هذا الموقع عن كشف فى غاية من الأهمية ،ونعنى به المعبد الجنائزى للهرم وهو أقدم المعابد التى اكتشفت الى ذلك الوقت ))
ولكن سرعان ما فقد هذا المعبد أهميته بعد التوفيق الذى صادف عالم الآثار  (فيرث )فى أعمال حفائره فى منطقة الهرم المدرج بسقارة، والذى كشفت لنا عن أقدم معبد جنائزى  كامل  لمجموعة هرم سقارة، والذى يرجع تاريخ إنشائه الى الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة صاحب هرم سقارة المدرج .

والمعبد عبارة عن مبنى صغير يصل اليه عن طريق ممر خالى من النقوش الا  بعض الخرابيش والتى يطلق عليها حديثا اسم الجرافتى ، وهى عبارة عن كلمات ليس لها معنى قام بكتابتها الرحالة  والمؤرخون من جميع بلدان العالم والذي زاروا المكان فى العصور القديمة ، والذين لم يعرفوا ان خرابيشهم هذه سوف تكون جزء من تاريخ المعبد فيما بعد، بعض النظر على ان ما فعله جرما عظيما فى حق الآثار وقتها  .
  وبعض الخرابيش من عصر الملك(تحتمس الثالث) من  ( الأسرة الثامنة عشر) تسجل زيارة الكاهن والكاتب (عاخبر- رع- سنب) لمعبد سنفرو ليرى المعبد الجميل للملك سنفرو فوجده كما لو أن السماء كانت مستقره فيه والشمس تشرق فيه ليت السماء تمطر ماءاً وليتها تسقط بخوراً من سقف المعبد.
معبد الوادى :
وقد قام بترى بعدة  حفائر فى المنطقة باحثا عن معبد الوادى ولم  يجد له اى اثر الا انه أثناء الحفائر عثر على مجموعتين من الودائع المختلفة، دل على ان معبدا كان قائما يوما ما فى هذا المكان ( كتاب بيترى –ميدوم وسقارة ص 8) مما يدل ان معبد الوادى كان موجود  فى تلك المنطقة والقريبة جدا من الوادى ولكن الاكتشافات الحديثة أثبتت ان المعبد يقع تحت مستوى المياه الجوفية بالكامل  مما تصعب معه عمليه الحفر واكتشاف أجزاء المعبد.
وكما جاء فى كتاب  الأهرامات المصرية أسطورة البناء والواقع تأليف دكتور خالد عزب وأيمن منصور الطبعة الأولى 2000ص297:

(عندما عثر بترى على المعبد كاد يكون كاملا تماما، ومحفوظا حفظا جيدا ،وما زال سقف هذا المعبد بحاله جيدة )

سابعاً السور الخارجى :
كان يحيط بالمجموعة الهرمية كلها من الخارج سورا كبيرا مبنى من الطوب اللبن لم يتبقى من إلا أجزاء قليلة متناثرة من مكان الى آخر حيث امتداد السور حول المجموعة الهرمية
وأخير    يقول بيتر سنودون فى كتابة المعروف باسم 40 هرما فى مصر ترجمة بهاء جاهين ص43:
(( لكن هرم ميدو توجهه من الشرق الى الغرب وينفتح على شمس الشروق ويتصل بالحقول الخصبة للوادى بواسطة ممر مرتفع ،وهذا التغيير لم يكن صرعه جديدة، بل كان له مغزى لاهوتي، فبعد البدء فيه على انه سلالم الى السماء ،تم تحويله الى منحدر أملس ،كانت قشرته ألامعه تعكس وترسم ضوء الشمس ، ولم يعد الهرم نسخة طبق الأصل من البلاط الملكى يتيح للفرعون أن يمارس مدى الأبدية نفس طقوس ملكه فى الأرض، بل صار نقطة انطلاق لرحلته اليومية فى مركب الشمس بجوار رع))
فهرم ميدوم من الأهرامات التى كان لها شكلا جميلا وقتها تنعكس على غلافه الأملس أشعة الشمس مما يجعل للأشعة  بريقا وجاذبية خاصة ومما يضمن للفرعون الخلود فالشمس هى رمز المعبود (رع) رمز الأبدية.

أخيراً أعمال الحفائر والاكتشافات  فى  هرم ميدوم :
تعددت البعثات والجامعات التى عملت فى تلك المنطقة ، والذى بدأت الحفائر بها من القرن التاسع عشر حيث قام عالم الآثار المشهور (ماسبيرو )بأجراء حفائر فى المنطقة ،وكان ماسبيرو أول من دخل الهرم ، وقد سبق ماسبير فى العمل فى المنطقة أعمال( برنج وفيز) فى عام 1839ميلادى ولكن لم تكن أعمال لها قيمة علمية .
وفى عام 1890ميلادى اكتشف  بترى أجزاء من تابوت خشبى- كما قلنا-داخل حجرة الدفن وكان يظن انه لسنفرو
واستمرت الحفائر لبترى ووينريت   عام 1891 ميلادياً وتم الكشف عن معبد الوادى ، وقد نشر بترى لهذه الحفائر كتابين فيهما كل المعلومات عن المنطقة
وفى عام 1927 قام العالم بورخارت بفحص هرم ميدوم ،وكتب عنه مقالأ يحوى على أدق الرسوم التخطيطية لهذا الهرم
وفى عام 1930 ميلادى قامت جامعة بنسلفانيا بحفر تلك المنطقة، وركزت على المعبد والأجزاء المحيطة بالهرم ولم تهتم بالهرم نفسه.
والى الآن تقام أعمال حفر غير منظمة، وعلى فترات، فى المنطقة تحتاج الى عمل دقيق ومنظم، لكى تكشف لنا المنطقة عن كل أسرارها التى تخبئها فى باطن الأرض ولم تخرج بعد للتاريخ والإنسانية .















المراجع :
1-الأهرامات المصرية أسطورة البناء والواقع تأليف دكتور خالد عزب وايمن منصور الطبعة الاولى 2000
 -Shafer, Byron E., ed (1997). Temples of Ancient Egypt2-
3- كتاب 40 هرما فى مصر ابيتر سنودون ترجمة بهاء جاهين
4-كتاب التاريخ المصور لمصر القديمة لكارل ريو ردا ترجمة ابتسام محمد عبد المجيد ومراجعة د|محمود ماهر طاهر
5- موسوعة الدكتور سليم حسن مصر القديمة الجزء الأول
6- كتاب تاريخ مصر القديمة الجزء الأول  للدكتور رمضان عبده
7- الآثار المصرية فى وادى النيل الجزء الثانى لجيمس بيكى ترجمة لبيب حنفى وشفيق فريد
8-كتاب مصر الفرعونية للسير الن جاردنر
9- موسوعة الحضارة المصرية القديمة د|سمير اديب
10- كتاب الاهرامات الرحلة المستحيلة لـ احمد زحام

11- كتاب ميدوم وسقارة لـ بيترى 

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

2 التعليقات:

  1. شكرا جزيلا على المعلومات الوجيزة القيمة المثبتة بالمصادر و التي نفتقدها اليوم في عمليات نشر المعلومات

    ردحذف

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة