بقلم الأثارى
محمود محمد مندراوى
مفتش آثار المنيا
عرف عن المصرى روحه المرحة
وشخصيتة المبتسمة دائما فى العهود القديمة
والحديثة أيضا فنلأحظ ان فى قمة الأزمات
والمواقف الصعبة يخرج علينا المصرى بلأبتسامة والضحكة الساخرة من وضع سائد كئيب
سواء كان هذا الوضع السائد وضعا أجتماعيا او وضعا سياسيا او حتى وضعا دينيا ولكن فى أحيان قليلة
فنرئ المصرى مثلا فى قمة الأحداث
الملتهبه فى ثورة 25يناير فى ميدان التحرير تحت وابل من الرصاص وبلطجة أجهزة
الدولة وقتها والقتل المتعمد الكثير والذى كان ينتظرة الثوار فى اى وقت وفى اى
مكان من القناصة التى كانت تعلوا أسطح
المنازل العالية المحيطة بميدان التحرير
يخرج علينا معلنا خفة دمه بوجهه المبسم المشرق
دائما فنرى أحد الشخاص قد حمل يأفطة مكتوبا عليها (أبوس ايدك ترحل بقى
أديلى اسبوع ما استحمتش) مستهزءا بالوضع
السياسى الذى كان موجود
وأخر كتب يقول :
(انا مش متعلم
انا يمكن جعان
لكن انا مش غبى
ولا أنسان جبان )
متحديا الموت الذى كان يحاصره فى تلك الفترة من جميع الجهات
وعندما أراد ان لا يحكمة الجيش رفع فى مظاهراتة الافتات والرسومات الرافضة
لحكم الجيش بطريقة ساخرة
فرفع احدهم صورة لحذاء الجيش كاتبا تحتها
( لا لحكم البيادة)
وأيضا عندما غضبوا على الأخوان المسلمين
كتبوا فى تظاهره لهم ( ممنوع دخول الأخوان ) كل هذه أمثال على خفة دم المصرى حتى
فى أشد الظروف وأصعبها
والحقيقة أن تلك الأبتسامة الساخرة فرعونية
المنشاء والتى تسمى اليوم فى علم فنون الرسم (الكريكاتير ) وهى رسومات هزيلية ترسم أشخاصا مشهورين فى وضع
مضحك مبالغه احيانا فى ملامحة الشخص او تحرف
فى شخصية ومميزات المستهزء به ساخرتا منه
فهذا الفن متوارث من أجدادنا الفراعنة حيث ان الفراعنة هم اول من عرفوا فن
الكريكاتير ورسموه ونقشوه على مقابرهم وعلى أوراق البردى سأخرا من الملك تأره ومن
الوزير تارتا اخرى ومن الحكام ومن الحياة الاجتماعية ومن المرأه مع العلم ان
المصرى القديم كان يقدر المرأه ويحترمها ويقدس حياتة الزوجية ومن كل شيئا حوله تاركين
لنا أمثلة رائعه متمثلة على الجدران واوراق البردى لهذا الفن التمثيلى الهزلى
فنجد فى احد النقوش هذا أستهزء بوضع أجتماعى للأثرياء فرسم المصرى القديم سيدة فى وليمة ما وقد أفرطت فى شرب الخمر فرسمها وهى تقئ فى
الحال والى جوارها احد السيدات التى
تحاول مساعدتها
وكان الملك له النصيب الأكبر من السخرية فى هذا الفن فنجده مثلا قد صور أحد
الملوك على هيئة كلب وهو يستقبل القرابين
وقد أستخدم المصرى القديم الحيونات بكثرة فى تلك الرسوم الساخرة فنجده رسم
على احدى الشقفات ( كسر الفخار) قطتين أحدهما من نوع أصيل عريق تجلس على
أريكة وقد بلغ بها حد التأنق حدا كبيرا
والأخرى مثلها ذليله تقوم على خدمة القطة
العريقة
ونجدة قد سخرا من الأعداء ايضا فصور حاكم النوبة وبجوارة زوجتة وقد ظهر على
ساقيها مرض يعرف بداء الفيل حيث تصاب
الساق فيه بتورم كبير جدا وهذا أستهزاءا بالنوبيين فى ذلك الوقت والذين كانوا فى
ثورات دائمة ضد المملكة المصرية الى ان وصل بهم الحال أعتلاء عرش مصر
وأيضا المصرى القديم هو مصدر إلهام والت ديزني فى
أختراع شخصية القط والفار (توم –وجيرى ) والذى يعشقهم الكبير قبل الصغير فى شتا
أنحاء المعمورة فأول من صورهم فى صراعهم الأزلى هو المصرى القديم فنجده قد صور
قائدا للفئران يركب عربة حربية يجرها
كلبين وسط جموع من الفئران موجها هذا القائد أسهمه الى القطط التى
تسهر على حراسة الحصن والدفاع عنه
وايضا نجد الفنان المصرى القديم قد رسم على ورقة بردى رسم كروكى هزلى
لمجموعة من القطط تسهر على خدمة فأر جالس على مقعد ممسكا كأسا بيده
وفى الواقع لم يكن الغرض الأول من تلك الرسوم الضاحكة الأستزاء بل كان
غرضها الأول هو أصلاح عيوب المجتمع المصرى القديم فنجده قد رسم مجموعة من الثعالب
ترعى الماعز ومجموعة من الذئاب ترعى
الأوز على بردية من العصر المتأخر
ومن تلك الفنون الساخرة وصل المصرى القديم الى أختراع أول فيلم كارتونى
عرفة التاريخ وهذا ما سنعرضة فى مقال قادم أن شاء الله تعالى
بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة |
بحث كامل عن الأسكندر المقدونى |
بحث كامل عن مقابر بنى حسن |
بحث كامل عن دير سانت كاترين |
بحث كامل عن الهكسوس |
0 التعليقات:
إرسال تعليق