بقلم الآثارى
محمود محمد مندراوى
مفتش اثار المنيا
1378:1352قبل الميلاد
أمنحتب الرابع او اخناتون هو ملك مصرى دعى الى توحيد الالهه المصرية
القديمة فى اله واحد لا شريك له ، كانت حياتة عبارة عن صراعات مع كهنة امون من جهه
ومن جهه اخرى وتاملات ومن اخرى دعوة
لمعبودة الجديد اتون والذى انشئ له عاصمة جديدة عرفت باسم اخت اتون
كانت حياة الملك الفيلسوف الوحد لغزا كبير وذلك بسبب ندرة ما وصل الينا منه
لما قام به كهنة اامون من تدمير للمعابد والعاصمة الجديدة للاله اتون وايضا ما قام
به السفاح حور محب من قشط وطمس كل ذكر لإخناتون لذلك تلك الفترة عندما نكتب فيها
ونتحدث عنها قائلين ربما او يجوز او فى الغالب ولان التاريخ لم يصل الينا كاملا من
تلك الفترة بل وايضا زور كهنة امون التاريخ ولفقوا لاخناتون تهم تتهمه بالشذوذ
الجنسى وغير من الاخلاق الغير حميد .
وتحت عنوان الامبراطورية السيادة العالمية والتوحيد كتب لنا العالم المصرى
الكبير دكتور سليم حسن جزءا كاملاا من فى موسوعتة مصر القديمة والتى شملت كل تاريخ
مصر مما يدل على اهمية تلك الفترة بالنسبة للتاريخ المصرى القديم
وفيما يلى استعراضا عاما لحياة اخناتون ونشئتة والظروف التى احاطت به وبما
كان يدعوا اليه
تمثال
للملك اخناتون موجود بالمتحف المصرى
نشأة اخناتون :
(كما قلنا انه امنحتب الرابع ابن الملك امنحت الثالث من امه الملكة تى والتى كانت لها دورا مهم فى التاريخ المصرى
القديم حيث انها اعتلت عرش مصر بعد موت امنحتب الثالث كوصية على ابنها الملك
اخناتون والذى كان لا يزال صغير .
ويقول الدكتور سليم حسن فى موسوعتة مصر القديمة الجزء الخامس الصفحة 253
و254عندما تحدث عن نظرة عامة فى حياة
اخناتون ونشأته:
لاشك ان الولد هو سر ابيه فهذا اخناتون ابن الملك
امنحتب الثالث قد ورث عن ابية حبة للنساء وولعة بالاجنبيات منهن من دلفن من
الاميراطورية المصرية وقد افرض لهن جناحا خاصا فى قصره يزوره كلما برح الشوق او
دفعة الهوى وانك لتجد فى قصرة الذى تركه فى أخت آتون (افق اتون) منظرا يجذب
الابصار اليه لجماله وغرابته ؛يمثل حورا عينا كأمثال اللؤلؤ المكنون فى مقصورات
خاصه بهن فى القصر الملكى قد توفرن على التزين والتجميل افرادا وجماعات ،فمن تزجيج
وتكحيل الى تطرية وترجيل وبعضهن يتمايلن راقصات واخرى يتواثبن عازفات واذا امعنت
النظر فى زينتهن ولباسهن وطرق تصفيف شعرهن وفى الآتهن الموسيقية عرفت ان جمهرتهن
من الاجنبيات وردن الى قصر الامير من سوريا وغيرها ومن البلدان التى تدين بالولاء
لمصر )(1)
مما سبق يتضح لنا الحياه التى كان يعيشها امنحتب
الرابع من طرف ونعيم ورثة من والدة الذى
كان مغرما بالنساء والذى تزوج الملكى تى وهى ليست من دم ملكى وكان يحبها حبا جما
حيث نرى فى الاثار الواردة عنهم كيف كان يغدق عليها بالألقلب النياشين والهداية
القيمة النفيسه ، وقد اعتلت حكم مصر كما قلنا كوصية على الملك امنحت الرابع او
اخناتون لان اخناتون حين مات الملك امنحتب الثالث والده كان لا يزال صغير لم يتعدى
الثلاث عشر عام لذلك حكمت الملكة تى السنين الاولى من حكم اخناتون ،وقد اشتهرت تلك
الملكة بانها شديدة الزكاء والحنكة
السياسية وهذا ما ورثة اخناتون منها الى جانب ان ورث والده كما قلنا فى الطرف
وايضا الفروسية والقتال والصيد
اعتلائة العرش
يعتقد ان اخناتون قد شارك والده فى الحكم وهو
صغير وقد ذاعت شهرتة فى ارجاء العالم القديم فعرف باسم صاحب البدعة وهذا لتغيير
دينة وعاصمتة واسمه ، وقد توفى امنحتب الثالث وامنحتب الرابع لا يزال صغير فجعلوا
الوصاية لامه المحنكة فى السياسة والمؤامرات وغيرة من كيد النساء
وبمجرد أعتلاء امنحتب الرابع الحكم غير ديانة
المعبود أمون الديانة الرسمية للبلاد المصرية وقتها الى جانب المعبودات الاخرى الى
عبادتة المعبود اتون وقام بعدة اصلاحات دينية ؛ وقد رمز الى معبودة الجديد بقرص
الشمس المشع ؛ ويقول الدكتور سليم حسن فى موسوعتة مصر القديمة الجزء الخامس صفحة
258:
(ان اخناتون كان يبغض امون فكان يمحوا اثارة
ونقوشة اينما وجدها بل محى اسم والدة لانه كان فيه اسم امون (امنحتب)ثم ولى وجهه
للاله الاخرى ففعل بها مثل ما فعل فى امون وزاد بانه لغى صيغة الالهه فى الجمع فى
كل المعابد)
، وفى الحقيقة ان الانقلاب الدينى بدأمنذ عهد
تحتمس الرابع وليس اخناتون وهناك دلائل على ذلك والدليل لوحة اثرية وجدت بجانب ابو
الهول صور فيها الملك تحتمس الرابع جد اخناتون وهو يتعبد للمعبود اتون ، وان ذلك
الانقلاب اتى نتيجة تدرج فى الانقلاب وليس مرة واحده
ويقول كارل ريورد فى كتابة التاريخ المصور لمصر
تحت عنوان الهرطه الكبرى
بعد وفاة الملك امنحتب الثالث اعتلى العرشة ابنه امنحتب الرابع الذى احدث
تعديلات هائله فى المجتمع المصرى لا يمكن تصورها انذك والتى كانت لها تدعيتها
لقرون طويلة باعتباره مصلحا اجتماعيا وصانعا للسلام العالمى .(2)
بعد ان اعتلى الملك امنحتب الرابع العرش كما احدث تغيرات فى الديانة وفى المجتمع
حتى وانه غير العاصمة القديمة طيبة وهى مركز الاشاع الدينى فى مصر مما اثر على ثروتها كما سنتحدث عنها
بالتفصيل الصفحات التاليه وهذا ادى الى ثورة كهنة امون على الملك اخناتون وذلك لتناقص
ثروات المعبد بسبب الدينه الجديدة
وكان الملك اخناتون منذ نعومة
اظافرة يميل الى التأمل فى الطبيعة والنظر اليها
ويحب العزلة مما دعى علماء الاثار ان يطلقوا عليه اسم الملك الفيلسوف لشدة
تأمله ووعية العلمى والدينى فهو يعتبر اول من دعى الى الهه واحد من ملوك العالم
القديم
وتظهر لنا نصوص اتون واو المعروفة بأنسيد أتون مدى الرقى الفكرى الذى وصل
اليه اخناتون فى عقيدة الجديدة وتدل ايضا اناشيد اتون على مدى عمق وفلسفة اخناتون
ومدى اختيارة للكلمات الجامعة الموضحة
للمعنى
لوحة
تمثل الملك اخناتون وهو يتعبد مع عائلتة لاتون
ويقول علماء الاثار ايضا ان هناك تداعيات جعلت من الملك امنحتب الرابع يغير
اسمة الى اخناتون ويغير عاصمتة من طيبة الى اخت اتون او افق الشمس تل العمارنة
حاليا بمحافظة المنيا شرق النيل وايضا تغييرة للمعبود الرسمى للمملكة المصرية
القديمة امون رع الى اتون والذى لم يصورة ولم يصنع له اخناتون صنم على الرغم من ان
اتون كان معروفا فى المملكة المصرية القديمة ولكن كان من ضمن الآلهة وليس سيدها
وكان أيضا يصور فى شكل الصقر المصر الشهير
وهذا كله كان له اسباب فى رئ علماء الآثار كما يذكر لنا كارل ريورد
ويقول كارل ريورد فى كتابة التاريخ المصور لمصر تحت عنوان الهرطه الكبرى
صفحة 51 ايضا :
هناك بعض التكهنات حول الأسباب الحقيقية التى دعت اخناتون لاعتناق هذا
الفكر الراد يكالى المتشدد وإحداث مثل تلك التغيرات فى الفكر والعادات السائدة فقد
يتعلق الامر بكهنة طيبة اتباع امون الذين حظوا بسلطات ونفوذ كبيرة فاقت احيانا
سلطات الحاكم نفسة ولم يعرف بعد ان كانت قرار امنحتب الرابع باختيار اله اخر بعيدا
عن امون يرجع الى اعتقادة التام باعتناق ديانة التوحيد ام هى مجرد ذريعة لكى يتمكن
من الحد من نفوذ كهنة امون ام كلاهما معا .(4)
زواج إخناتون :
كما قلنا ان اخناتون قد خلف والده فى حبة للنساء فقد تزوج الملك امنحتب
الرابع وهوفى سن الثانية عشر من الملكة
نفرتيتى والتى لم تكن من نسل الملوك او من
البيت الملكى الذى كان يجبر الاخ من الزواج باختة لكى يؤطئ حكم مصر ويصبح شرعيا
وهذا الزواج لم يكن قاصرا الا على الملك دون غيرة من العامة وبهذا فقد قلد الملك
اخناتون ابوه الملك امنحتب الثالث فى الزواج من نسل غير ملكى وهذا ما يدعم قولنا ف
البداية ان الولد سر ابيه.
ويقول الدكتور رمضان عبده فى كتابة مصر القديمة الجزء الثانى فى الصفحة
168عند الحديث عن زواج امنحتب الرابع :
(وعلى ايه حال فقد تولى امنحتب الرابع
العرش وكما فعل ابوه نجد انه قد تزوج وعمرة اثنا عشر عاما وعلى الرغم من وجود
فتيات كثيرات ممن يحملن لقب الاخت الا انه لم يتبع العادة القديمة والتى تلزم
الملك من الزواج بالاخت الكبرة الورثية الشرعية للملك بلل اختار زوجة لم تمت بصله
للعائلة الملكية وكانت تسمى نفرتيتى ويبدؤ انها كانت بنت احدى كبار رجال
الدولة والذى كان يدعى آى والذى سوف يحمل
لقب فيما بعد اسم اى حما الملك اما عن امها فقد توفيت وكانت الزوجة الثانية لاى
وتسمى تى وكان يطلق عليها اسم المرضعى الكبرى او الام المرضعة
الكبرى)(5)
وكانت الملكه نفرتيتى والتى ساعدت الملك اخناتون فى كثيرا من معتقداتة ونشر
فكره كانت صغيرة السن ايضا تبلغ من العمر ثلاث عشر عام حين تزوجها الملك اخناتون وقد انجبت الملكة
نفرتيتى وهى فى سن السابعة عشر من عمرها وقد كان مولودها الاول بنت
تمثال الملكة نفرتيتى
وقد تزوج الملك اخناتون ايضا
فيما بعد من اجنبيات وذلك لولاء ابائهم
للملك اخناتون واللمملكة المصرية القديمة فنجده قد تزوج باميرة ميتانية تسمى (تادوهيبا)ابنه اخت جالوهيبا
الاولى التى تزوجت من ابية الملك امنحتب الثالث فكما قلنا ان الود سر ابيه
اما عــن اولاد أخنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتون
فقد كان لاخناتون قبل ان ينتقل الى مدينة اخت اتون وهو فى مدينة طيبة كما قلنا بنت واحدة وكانت تدعى مريت اتون
, اما فى الفترة ما بين بناء اخت اتون والانتقال منها فقد رزق ايضا بابنتين وهما
مكت اتون وقد توفت قبل إخناتون وقبرها معروف فى تل العمارنة وعنخس ان با اتون والتى تزوجها الملك توت عنخ امون والذى اثبت
الدرسات التى اجريت حديثا على مؤمياء الملك توت عنخ امون ودراسات وتحاليل d n a ان توت عنخ امون هو ابن الملك إخناتون ولكن من زوجه غير الملكة
نفرتيتى وقد تزوج اختة لكى يحق له ان يرث
العرش من بعد ابيه ،وقد ذكرت اصضا الاثار الواردة من تلك الفترة ان الملك اخناتون
قد تزوج من ابته عنخس ان با اتون وقد انجب منها طفله وقد سمتها على اسمها مضاف
اليها لقب الصغيرة ،وقيل ايضا ان إخناتون قد رزق ببنت رابعه وكانت اسمها نفر نفروآتون
تاشيرى وقد ادعت لنفسها صفة الملكة عند حدوث الصراع على الحكم بعد موت ابوها الملك
إخناتون
وتدل ايضا الاثار الوارده كما يقول الدكتور سليم حسن فى كتابة مصر القديمة
صفحة 281 :
ان إخناتون كان له بنتان اخرييان وهما نفر نفرورع ,وسنب ان رع وهنا نلاحظ
ان اخناتون فى اخر ايام حياتة لم يتمسك بلقب اتون كما كان يفعل فى بداية حياتة
وهذا يدل على انه لم يكن متعصبا للفظة اتون
تؤطيد الحكم :
بعد ان بلغ الملك اخناتون سن ترك الوصية والتى كانت تتولها امه الملكة تى أعتلى
عرش مصر منفردا قرر وبعد مرور خمس سنوات وهى السنوات الالى من حكمة والتى قضاها فى
طيبة قرر ترك العاصمة القديمة طيبة واتجه الى عاصمة جديدة لم تتدنس بعبادة اله غير
المعبود الواحد اثون كما يدعى اخناتون وفى الوقت نفسة غير اسمه من امنحتب الرابع
الى اخ –ان-اتون والتى تعنى باللغة المصرية القديمة المفيد لاتون او الملائم لاتون
او الصورة المشعة لاتون
وقد شيد الملك اخناتون فى
عاصمتة الجديدة معبدين (6) كان كلا منهما ليس له سقف وذلك لكى تصل اشعة الشمس
المقدسة والتى كانت تمثل الالهه الاعظم اتون وتصل الى جميع نواحى المعبد وهذ ايضا
ما كان موجود فى معبد اتون فى طيبة
اتون ومدرسة العمارنة فى الفنون :
كما قلنا ان المعبود اتون فى عهد اخناتون لم يصنع له تمثال او صنم فقد كان
يمثل او يرمز له( بقرص الشمس المشعة والتى تخرج منها اشعة تنتهى بكفوف تمسك فى معظم الاحيان بمفتاح
الحياه) (7)
وكما قلنا ايضا ان المعبد لم يكن له سقف لوصل اشعة الشمس الى كافة من
فى العبد
واهبة لهم الحياة والخير
وقد نشئت مدرسة جديدة فى الفن عرفت بمدرسة اتون او مدرسة اخناتون او كما
عرفت فيما بعد بفن العمارنة
ويقول الدكتور عبد الحليم نور الدين فى كتابة اثار وحضارة مصر القديمة صفحة
335:
(هى فن العمارنة او فن اخناتون ان بوادر هذه المدرسة الفنية قد ظهرت قبل
اخناتون وفى عهد ابيه امنحتب الثالث على اقل تقدير كما ان ربطها بتل العمارنة غير
دقيق لان هذه المدرسة ظهرت فى طيبة طول فترة
اخناتون بها وقبل انتقاله الى تل العمارنة كما استمرت فى طيبة بعد موت
اخناتون )(8)
وقد تميزت تلك المرسة بمميزات عديدة وهى اقرب شبة للمدرسة الواقعية والتى
كانت تصور الانسان على طبيعتة التى هو عليها عن رسم او حفر التمثال بما يحملة من
مميزات وعيوب وكانت المدرسة الاتونية تاخذ العيب وتبرزه بشكا مبالغ فيه كما يظهر
فى تمثال الملكى نفرتيتى وفى احد عينيها وهذا التمثال موجود فى متحف برلين بالمنيا
وهو احى التحف المسروقة من مصر ، وكانت ايضا المدرسة الاتونية تصور الاشخاص بطريقة
غريبة جدا لم يسبقها اى فن او اى مدرسة فنيه فيما قبل الا وهى ان الشخص يأخذ
الشكلين الذكورى والانثوى فى جسد واحد
وهذا واضحا فى تماثيل اللك اخناتون والذى ظهرت له ارداف كبيره مصل ارداف
السيدات وشفاه غليظة ولم يظهر ممشوق القوام كمثل سابقيه من الملوك الذين حكموا مصر
والجدير بالذكر هنا ان اخناتون من اول يوم اخذا فى تطوير المدرسة الاتونية
فى الفن وقد امر جميع فنانين العمارنة باتبع نفس الاسلوب الاتونى عند التصوير او
النحت ولهذا ظهرت العاصمة الجديدة بشكل متميز ومختلف عن اى مدينة مصرية قديمة
وكل هذا بسبب الدعوة الجديدة
والتى كما اثرت فى الفنون والعمارنة وغيرها اثرت ايضا فى الجانب الفكرى والادب
ويقول السيريل ألدريد فى كتاب
الفن المصرى القديم ترجمة احمد زاهر امين صفحة 216 و217 :
(اثرت الدعوة الجديدة فى الادب
والفنون فحاولت ان تتخلص من قيود التقاليد لكى تساير دعوه التحرر فتخففت الاداب عن
الاسلوب القديم وشاعت فيه لغة الحديث السهلة وفتح اخناتون قصرة للفنانين فى هيئة
بشرية خالصة وبواقعية تامة وصورة ومعه اسرتة فى حياتهم اليومية بما فيه من الفرح
والحزن ولا يوجد فى الفن المصرى ما يشير الى العلاقات الاسرية افضل من صورة
اخناتون ونفرتيتى وبناتة )(9)
وهذا ما ميز المدرسة الاتونية
عن باقى المدارس فحياة الملك الخاصة كانت حكر عليه وعلى اسرتة لا يظهر منها شئ
للعامة وتعتبر سر من اسرار الدولة فلم يظهر اى ملك من ملوك مصر القديمة بمصل ما ظهر
وصور به اخناتون وهو يداعب بناتة ويقبلهن وكذلك علاقة الود والصفاء الجميلة التى
كانت تسود البيت الملكى المتمثل فى الملك اخناتون والملكة نفرتييى وبناته
تمثال للملك اخناتون وهو يقبل احدى بناتة
وعلى الرغم من ان بعض الاقويل
بسبب هذا التمثال قد اتهمت اخناتون بالشذوذ الجنسى الى جانب بعض اللوحات الاخرى
منها لوحه تمثل الملك اخناتون مع
كبير كهنة اتون فى وضع غير الخلاقى لم يشهده التاريخ المصرى ابدا ،ومصل هذه
المشاهد والصور هى من افترات كهنة امون على اخناتون بعد موتة لكى
يشوهوا صورة اخناتون امام العامة والتى كانت قد اقبلت على الدين الجديد
بشكل رهيب وسريع وكانت تحب الملك اخناتون وتقدرة
وفى اوخر عهد اخناتون وصل الفن او المدرسة الاتونية مراحل متقدمة جدا من
التطور والرقى وقد تأصر الفن تأثرا واضحا بجمال الطبيعة المصرية وكثرة مناظرها
الجميلة المبدعة
ويقول نقولا جريمال فى كتابة تاريخ مصر القديمة صفحة 297 ترجمة ماهر جويجاتى مراجعة الدكتورة زكية طبوزاده
(شاعت فى اواخر عهد اخناتون الدرسات الفنية نقلا عن الطبيعة فصممت باسلوب
هادى يتسم بالصفاء وقد تم الكشف فى موقع العمارنة فى مرسم النحات تحوتمس عن العديد
من الرسومات الاولية وقوالب وصور شخصية لافراد العائلة الملكية ونذكر منها على
سبيل المثال تمثال نفرتيتى بمتحف برلين وهو يعبر عن مدى تمكن الفنان فنه وعن
مشاعره المرهفة وتخلصة كليا من الجموح الى المبالغة والتى كانت سادة فى السنوات
الاولى من حكم اخناتون وسيترك هذا المجال الفنى اثرة على الفنون اللاحقة )(10)
دور الملكة نفرتيتى مع اخناتون :
كما قلنا ان عامة الشعب كانت تحب وتقدر الملك اخناتون وزوجتةنفرتيتى والتى لم تفارق الزوج لحظة من
حياتها فعلى الرغم من بهاء ومدينة وجمال مدينة طيبة الا ان الملكة نفرتيتى ضحت بكل
هذا وذهبت مع اخناتون الى عاصمتة الجديدة اخت اتون والتى تقع فى الصحراء ولا
يعرفها احد وعلى الرغم من كل هذا ذهبت الملكة نفرتيتى مع زوجها اخناتون الى تلك
المدينة الجديدة والتى لا يعرفها احد فى بر مصر كلها
وقد ساعدت الزوجة الملكة نفرتيتى فى نشر ديانتة وعقيدتة الجديدة فنجد
فى كل صور ورسومات الملك اخناتون الملكه
نفرتيتى جنبا الى جنب مع الملك اخناتون سواء كان فى الاحتفالات الدينية او
الاحتفالات الخاصة والتعبد وغيرة من مشاهد الحياة الاخرى
وقد ساد نوعا من الود والحب بين الملكة نفرتيتى والملك اخناتون وهذا ما وضحتة
النقوش والرسوم التى وصلت الينا فنرى فى احدى المناظر الملك اخناتون وهو
يحاور زوجتة نفرتيتى بشئ من الحب والاحترام وفى مشهد اخر نرى الملكة وهى
امام الملك وهما يتسامران وقد وضعت الملكة نفرتيتى احدى بناتها على رجلها فى مشهد
اسرى رائع يحمل فى طياتة الكثير من العبر والتفهم الواضح ما بين الملك والملكة
والاحترام المتبادل
صورة
تمثل الملك اخناتون وزوجتة وههما يتحدثان ومعهما احدى بناتهم
مدينة الافق (أخت اتون )العاصمة الجديدة :
بعد ان ظل اخناتون السنين الاولى من حكمة فى مدينة طيبة بدء التفكير فى
انشاء عاصمة جديدة فقرر الانتقال بعد عامة الربع من تولية الحكم الانتقال الى
مدينة اخت اتون (تل العمارنة ) والتى رئ فيها الملك الموحد اخناتون انها لم تدنس
بعبدات الهه متعددة بعد كما وضحنا فى البداية
وقد اختار الموقع الجديد الى الشرق من النيل فى مكان واسع ورحب وقام بتحديد
عاصمتة الجديدة بحدود ولوحات عرفت فيما بعد بلوحات
ويقول نقولا جريمال فى كتابة تاريخ مصر القديمة صفحة 288و 289 ترجمة ماهر
جويجاتى مراجعة الدكتورة زكرية طبوزاده
( فى العام الرابع من حكمة انتقل الملك مع الملكة الى الوقع الذى كشف عنه
اتون ذاتة والذى سيصبح عاصمة البلاد الجديدة واطلق عليها اخت اتون وتعنى افق الشمس
وشرع فى العام التالى فى انشاء منشائته الجديدة وكان الموقع الجديد عباره عن دار
فسيحة فى حضن جبال شامخة على بعد حوالى 10 كيلو مترات من جنوب ملوى من البر الشرقى وتمتد الدار ليصل انبساطها
الى حوالى 25 كيلو من الشيخ سعيد شملا حتى الشيخ عبد الحميد جنوبا انه مكان بكر
يشبه تل الرمال بهليوبوليس والذى كان نقطة الانطلاق لخلق الكون ووضع الملك علامات
حدود حول هذا المكان وصلت الى اربعة عشر
علامة احدى عشر على البر الشرقة وثلاثة على البر الغربى وكان على المدينة ان تكون المقابل لمدينة طيبة
من حيث طبيعتها واسماء منشائتها كما ستصبح
هليوبوليس جديدة بفضل جبانتها الملكية )(11)
كما قلنا ان اخناتون اراد بالخروج من طيبة الخفاظ على نفسة وعلى معتقدة
الجديد فى ان يموت فى المهد وذلك بسبب صراعات كهنة امون والذى وصل قمتة فى العام
السادس من حكم اخناتون
كما يقول الدكتور سليم حسن فى موسوعتة مصر
القديمة الجزء الخامس صفحة 271:
(لم تكن فكرة نقل العاصمة اخت اتون ناشئة من غضب او ضغينة فى صدر اخناتون
على كهنة امون وسكان طيبة بل الغضب وحب المحافظة على النفس نصيب كبير فى هذه
الحركة ولكن الدافع الحقيقى من هذه الحركة هو انشاء بيئة مناسبة ومواوى امن لمذهب
اتون ومعقلا حصينا فى كل جزء من اجزاء الامبراطورية لنشر دعوتة فى هدوء وسلام ذلك
لان إله مصر لم يكن إله مصر فحسب بل إلها يشمل سلطانة كل العلم )(12)
وقد نقل اخناتون جميع افراد عائلتة الملكية بما فيهم الام الملكة تى والذى
ظلت ست سنوات فى تل العمارنة قبل ان تموت ،وايضا فقد اخذ الملك اخناتون فى مدينتة
الجديدة الحكومات والمنظمات الادارية والتى كان مقرها فى طيبة الى جانب صفوة القوم
والحاشية الذين يقفون بجوار الملوك فى اى شئ سواء كان خطئ ام صواب وانتقلوا جميعا
الى المدينة الجديدة اخت اتون
وقد قام أخناتون بأنشاء مدينتة على حسب مقتضيات طبيعة الارض وليس كما يريد
فمن جهه يريد أخناتون الاحتفاظ بلارض الخصبة على الشاطى للزراعة وفى نفس الوقت
يريد وفير المياه فى مكان الانشاءات فى الجبل والسهل الصحراوى .
ويقول الدكتور سليم حسن ان كل ما كان يحتاجة اخناتون لانشاء مدينتة هو
المواد الخام والايدى العاملة فمن الواضح انه قد قام برسم وتصميم مدينتة وعمل
الدراسات اللازمة قبل البدء فى بناء أخت اتون بفترة
وقد كان تصميم المدينة من تصميم الملك إخناتون نفسة كما انه كان سعيدا
ببناء مدينتة الجديدة المقدسة والتى لم تدنس من قبل بعبادة الالهه المشتركة
والتماثيل وقد ظهر هذا جليا فى مشاهد احدى اللوحات حيث ظهر الملك اخناتون راكبا
عربتة الحربية وهو يحتفل بين الناس وهناك نص طويل فى لوحات الحدود يدل على فرح
اخناتون بأنشاء مدينتة (لقد وقف جلالته امام الاب حور اتون وأضاء عليه اتون
بالحياه وطول العمرة والقوة فى جسدة كل يوم
وقال جلالته اتون بكل اصحاب الملك الوجهاء والعظماء وضباط الجنود.........
فى كل البلاد ) الى اخر النص والذى ظهر فيه ابتهاج الملك إخناتون بأنشاء
مدينتة ومدينة المعبود آتون
، وقد قام إخناتون بلأحتفال بتشييد مدينتة الجديدة بأحتفلات ضخمة جدا تتناسب مع عظمتة
وقد حدد اخناتون عاصمتة باربع عشر لوحة عرفت بلوحات الحدود احدى عشر منها
شرق النيل وثلاث غرب النيل وفى احد تلك اللوحات كتب اخناتون (لن اتجاوزا حدود لوحة
اتون من الجهه الجنوبية ولم اتجاوزا لوحه اخناتون من الجهه الشمالية )
وهذا ما يأكد على ان إخناتون قد أخذ على نفسه عهدا بلا يغادر عاصمتة
الجديدة اخت اتون طول حياتة
وقد أختار الملك اخناتون لانشاء
مدينة الجديدة مجموعة متميزة من الصناع المهرة من مهندسين ومعماريين وبناة ونجارين
وحدادين وغيرهم من المهن المهمة وايضا اختار
الفنانين المبدعين والذى يشهد لهم بالذوق الفنى الرفيع فى طيبة
وقد قيل ان اخناتون لكى يعمر مدينتة الجديدة اخت اتون قد قام باجلاء اكثر
من 20 الف مواطن من طيبة العاصمة القديمة الى اخت اتون العاصمة الجديدة حتى يعمروها
وتصبح عامرة واهله بالسكان
وقد امر اخناتون ببناء معبد جديد فى العاصمة الجديدة للاله اتون الى جانب
القصر الملكى والذى كان يقع بالقرب من النيل والتى كشفت عن اطلاله البعثة
البريطانية فى تل العمارنة تحت قيادة الدكتور بارى كمب والتى تعمل فى المنطقة من عشرات
السنين
اطلال مدينة اخت اتون
وقد كانت المدينة جميلة ومتناسقة الشوارع حيث تقطعها الشوارع من الشمال الى
الجنوب فى ثلاث شوارع رئيسية يقطعها فى زووايه قائمة شوارع اخرى تخترقها من الشرق
الى الغرب ، وقد راعى مهندسين اخت اتون
انسجام المبانى مع بعضها البعض ،وقد قسمت المدينة الى حى للعمال وحى اخر لعلية
القوم والموظفين
وقد كانت البيوت فى مدينة اخت اتون تتكون من حديقة واسطبل ومطبخ وقسم للخدم
ام المنزل نفسة فقد كان يتألف من حجرة رئيسية ترتفع عن باقى الحجرات تفتح فيها
ابواب لحجرات اخرى وسلم يؤدى الى السطح مبنى من الطوب اللبن الذى تحمية الاخشاب من
التلف والكسر
نهاية إخناتون
وانتهاء عقيدتة :
ذاع صيت إخناتون فى ارجاء العالم القديم كله كما توضح لنا الرسائل التى
عثرت عليها البعثة الانجليزية والتى لها الفضل هى والبعثة الالمانية فى الكشف عن
مدينة الافق واظهار معالمها وتاريخها والرسائل تعرف باسم رساثل العمارنة والتى
توضح لنا مدى امتداد وشهرتة اخناتون فى العالم القديم ،وايضا بدء الخوف يدب فى قلب
كهنة امون بسبب المعبود الجديد والذى اقبل عليه العامه قبل الخاصة وخاصتا انه لا يلزمهم بنفقات كثيرة كما كان يفعل كهنه امون
مع العامة ، فبدأت تنقص موارد المعبد الكبير فى الكرنك وفى اونو والتى كانت تقدر
رؤس الماشية فيه بمئات الالوف الى جانب الهداية والعطايا الذهب والفضة والاحجار
الكريمة التى كان يغدق بها الملك على المعبد وكبراء القوم وايضا من الفتوحات فى
تلك العصر واالتى فيها امتدت المملكة المصرية الى اقصى مدى لها مما جعل الغنائم
كثيرة والتى كان يهب الملك جزءا منها للمعبد، وايضا الاراضى التى استقطعها الملوك
للمعبد والتى كان يرعها ويزرعها العبيد والفلاحين
، الى جانب ما كان يقدمة العامة من غلال ومواد غذائية عند التقرب الى
معبودهم ، كل تلك الثروات تناقصت فى ايام إخناتون وذلك بسبب عقيدتة الجديدة وكما
قلنا انه كان باعضا لامون فى بداية حياتة مما جعل الموارد والثروات فى تناقص شديد
،ومن اجل هذا السبب وهو فى رئى السبب الاول فى ثورة كهنة امون على إخناتون حيث قام
الكهنة بتحريض العامة والخاصة على الملك إخناتون
وعلى عقيدتة الجديدة فصاروا اولا فى طيبة وقاموا باحراق معبد اتون هناك
وسلبوا كل خيراتة ومن بعدها انتقلت الثورة الى تل العمارنة فراح الكهنة يهدمون
المعابد ويحرقون القصور وينهبون الثروات التى كانت فى العاصمة الجديدة ، بل
والاكثر من ذلك فقد عمد السفاح حور محب على محو جميع اثار الملك اخناتون وقام فى
بعض الاعمال والتماثيل المهمة بأزالة اسم اخناتون وكتب اسمه مكانها مما يجعل
المصادر فى تلك الفترة ضعيفة مبنية كما
قلنا فى البداية على ربما ويجوز ومن الممكن ، وقد قاموا ايضا حور محب بتحريف
النصوص الوارده من إخناتون ليظهر إخناتون فى مظهر سيئ امام العامة وقد حرف النصوص
بغرض ان تظهر العقيدة الاتونية كاى عقيدة قديمة تدعوا الى الشرك ، وقام بتشوية
التماثيل الخاصة بالملك اخناتون والغريب هنا والجدير بالذكر ان بعض علماء الآثار
قالوا ان إخناتون هو من أمر فنانيه
وصانعيه بفعل ذلك
ويقول الدكتور محمد بيومى مهران :
(وعلى اى حال فما ان توفى الملك (اى) حتى خلا الطريق امام القائد حور
محب ومن ثم قام بحملة رهيبة ضد الآتونية
وبدأحور محب فى ان يأكد شرعية فى حكم مصر خلفا للملك (اى) )
وقد ساءت حاله مصر الاقتصاديه وسادتها الخلافات والتطوترات فى اوخر عصر
الملك إخناتون مما جعل الآشوريين فى سوريا
يستغلوا الفرصة لصالحهم لكى يستقلوا عن مصر ، وهذا الى جانب الصراعات الداخلية بين
كهنة امون واخناتون وكهنة اتون منجهه اخرى والتى استمرت الى مده طويلة لم تهدئ الى
بعد القضاء على العقيدة الاتونية فى ثورة الكهنة
ويقال ان اخناتون قد ظل عده سنوات
بعد تلك الثورة ولكن ليس فى الحكم الى ان توفى ولا نعرف اين جثمانة الى الان حيث
أختلف علماء الآثار فى أمر جثمان الملك إخناتون فبعضهم قال ان كهنة امون قد قاموا
بإحراق جثته والبعض الآخر يرى ان إخناتون كان
نبيا من السماء وحين حدثت تلك الثورة من كهنة امون رفعة الله الى السماء
كما فعل مع سيدنا ادريس عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام ولكن هذا الدليل غير مدعم بالادلة الاثرية
الواضحة الى الان وبعض العلماء قالوا ان اخناتون قد وتوفى ومقبرتة فى مكان ما فى
مدينتة أخت اتون ( تل العمارنة ) الى الان وبعضهم يرى ان إخناتون قد هرب الى
الصحراء وأقام مقبرتة هناك ورغم كل ذلك
وذاك الى ان هناك حقيقة واحده هى الظاهرة وهى ان جثمان ذلك الملك الفيلسوف الموحد
لم يعثر عليها الى الان ولم يرد ذكر مقبرتة ولا مكانها فى آيا من التاريخ المصرى عامتا
او تاريخ العمارنة خاصتا
المراجــــــــــــــــــــــــــــــع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)كتاب موسوعة مصر القديمة لسليم حسن الجزء الخامس الصفحة 253و 254و255
(2) كارل ريورد كتاب التاريخ المصور لمصر تحت عنوان الهرطه الكبرى ص
51
(3) تاريخ الفن المصرى تأليف محرم
كمال الآمين المساعد بالمتحف المصرى عام 1937
(4) كارل ريورد فى كتابة التاريخ
المصور لمصر تحت عنوان الهرطه الكبرى صفحة 51 ايضا :
(5) كتابة مصر القديمة الجزء الثانى فى الصفحة 168 للدكتور رمضان عبده رئيس
قسم الاثار المصرية والاشاد السياحى بكلية الاداب جامعة المنيا
(6) (1) كتاب العمارة القديمة للدكتور انور شكرى صفحة 326
(7) الهه المصريين لوالاس بيدج ترجمة محمد حسين يوسف صفحة157
(8) كتاب اثار وحضارة مصر القديمة صفحة 335للدكتور عبدالحليم نور الدين
(9) كتاب الفن المصرى القديم ل
السير يل الدريد ترجمة احمد زهير صفحتة 216و217
(10) ) نقولا جريمال كتاب تاريخ مصر القديمة صفحة 297 ترجمة ماهر جويجاتى مراجعة الدكتورة زكية طبوزاده
(11) ) نقولا جريمال كتاب تاريخ مصر القديمة صفحة 297 ترجمة ماهر جويجاتى مراجعة الدكتورة زكية طبوزاده
(12)موسوعة سليم حسن مصر القديمة الجزء الخامس صفحة 271
بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة |
بحث كامل عن الأسكندر المقدونى |
بحث كامل عن مقابر بنى حسن |
بحث كامل عن دير سانت كاترين |
بحث كامل عن الهكسوس |
0 التعليقات:
إرسال تعليق