جديد المدونة
Loading...
الخميس، 19 ديسمبر 2013

Info Post
لوحات "حـورس" السحـرية
     هى لوحات صغيرة الحجم، زودت بما يشبه الحَمَّالة عند طرفها الأعلى. وكان العنصر الرئيس الممثل فيها هو تصوير المعبود "حورس" ممسكاً ببعض الحيوانات الضارة والشريرة التى يُخشى من أذاها.
     وهى لوحات منبثقة عن لوحات للمعبود "شـد"، ثبت وجودها منذ عهد "أخناتون"، وكانت تحفظ فى منازل "تل العمارنة"، وهو ما يمثل دليلاً واضحاً على شعبيتها. ويمثل عليها المعبود "شـد" (المنقذ)، وقد انتصر على الحيوانات الكاسرة؛ ثم حدث بعد ذلك نوع من التطابق بين "حورس" و"شـد".
 
إحـدى لوحـات "حـورس" السحـرية
تظهره فى هيئة الطفل، ويمسك فى كلتا يديه بالثعابين، والعقارب، والأسود.

    وقد ظهرت لوحات "حورس" فى عصر الدولة الحديثة (الأسرة التاسعة عشرة). وقد شاعت وانتشرت فى العصور المتأخرة، وخاصة فى العصر البطلمى، والعصرين اليونانى والرومانى، وظلت حتى العصر القبطى.
   وذلك رغم أن فكرة لوحات "حورس" السحرية ترجع إلى عصور أقدم، حيث عثر على بطاقة ترجع إلى عصر الأسرة الأولى، صور عليها الملك "دن" وهو يركب القارب، ويمسك الحربة، ويطعن فرس النهر (رمز الشـر).

 
تميمة تتخذ هيئة لوحات المعبود "شـد". متحف "اللوفـر" رقم N 524 
   وتعتبر تلك اللوحات علاج سيكولوجى، حيث كانت الطلاسم والأدعية الدينية والتعاويذ المنقوشة عليها من أهم وسائل طرد الشر بكل أشكاله. وهى ليست لمنفعة أخروية فقط، بل لمنفعة دنيوية أيضاً. فقد كان يُعتقد أنه إذا ما لدغ ثعبانٌ شخصاً، فإنه تُسكب المياه على هذه اللوحات، ويشرب المصاب المياء فيُشفى من اللدغة. وقد وجد فى بعض اللوحات تجويف تتجمع فيه المياه بعد سكبها.
   ويرجع السبب فى اختيار "حور- شـد" إلى قدرته السحرية، كما أنه ابن المعبودة "إيزيس" ربة السحر. وكذلك فإن كلمة "شـد" (Sd) معناها (المنقذ، أو: المنجى).
   وعادة ما يصور المعبود "حورس" فى منتصف اللوحة، واقفاً على تمساح أو أكثر، ويحمل فى يده ثعابين أو عقارب، أو غزلان وأسود وسباع.  وغالباً ما توجد بعض المعبودات التى تشاركه فى هذا المنظر، وأحياناً يندمج معه المعبود "بـس" فى اللوحة نفسها، وذلك لضمان أكبر قدر من الحماية. إذاً فإن الغرض الأساسى من اللوحات وما عليها من نقوش هو الحماية من الحيوانات الضارة، مثل الثعابين، والعقارب، والتماسيح، والسباع.
   وبخلاف لوحات "حورس"، كانت توجد أيضاً أنواع أخرى من اللوحات السحرية؛ فاللوحة فى حد ذاتها -سواء أكانت نذرية أم جنازية- هى تتبع قواعد السحر الودود. ومن بين هذه اللوحات ما عُرف اصطلاحاً باسم (لوحات الآذان) ؛ وهى نوع من اللوحات النذرية التى كانت توضع فى معابد المعبود المحلى، أو فى أماكن الحج والزيارة.
   وهناك أنواع دارجة من هذه اللوحات تلحق اسم المعبود بأذن أو عدة أزواج من الآذان (قد يصل عددها إلى حوالى مائتى لوحة)؛ وأحياناً يحدث مثل ذلك الربط ببعض العيون.
  وكانت هذه اللوحات تشاهد بصفة خاصة داخل معابد الأرباب (الذين يستمعون إلى الصلاة)، ليست كمجرد نذور تعبر عن الصُّمِّ أو العِميان الذين تم شفاؤهم كما يتصور البعض، ولكنها كانت تقوم بتنشيط وإثارة أذن المعبود بواسطة الرسم السحرى.
   وقد صنعت هذه اللوحات من مواد عديدة، وبأشكال مختلفة، وكانت سمتها الأساسية هى الآذان. ونجد الآذان -باعتبارها عضواً مخلوقاً للسمع- مرسومة للتأكيد على قدرة الرب على الاستماع لصلوات الشخص أو طلباته؛ فعندما يتحدث شخص فى أذن شخص آخر فإنه يكون متأكداً من أن الشخص المعنِىَ سيتلقى حديثَه ويتأثر به، وهذه هى الفكرة الأساسية فى (لوحات الآذان). فالكلمات لن تضيع فى طريقها من فم الشخص إلى آذان المعبود. فالتأكيد ينصب أساساً على السمع باعتباره السمة الأساسية للرب؛ إذ السمع والاستجابة يلعبان دوراً هاماً فى العلاقة بين الإنسان وربه. 
   فالرب الذى يوجَّه إليه الحديث فى "لوحة الآذان" هو الرب الذى يسمع؛ إذ أن السمة الأساسية مشمولة ضمناً فى هذه العبارة؛ فالرب ليس هو موضوع اللوحة فى حد ذاته، بل هو الرب المستمع، وهو الشريك فى عملية الاتصال بين المتحدث وبين من يستمع إليه. وكثيراً ما تم الربط بين السمع والرؤية عند الرب الواحد، ويسمى حينئذ بـ (الرب ذى العيون الواسعة، والآذان العديدة).
   وقد تعددت الأغراض المرجوة من "لوحات الآذان"، فهى دليل على الامتنان لمعبودات محددة، وكذلك لتقديم الدعوات والابتهالات، والمطالب العامة، وأخيراً لتوجيه بعض الكتابات من أجل التأثير على إرادة معبودٍ ما فى المستقبل.
(الموضوع منقول من موقع مصريات)

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة