جديد المدونة
Loading...
الاثنين، 23 ديسمبر 2013

Info Post

  

                                              بحث كامل عن
                      دير السيدة العذراء مريم (سمالوط-المنيا)
                          أحتفالية شعب بأكملة
بقلم الآثارى :
محمود محمد مندراوى 
مفتش آثار المنيا

مقدمة
فى بدايات الصيف من كل عام وبعد عيد القيامة بشهر بالكمال والتمام ،تعج قرية جبل الطير بملايين الزائرين من مصر ومن العالم ايضا ، مسلم ومسيحى ،كبير وصغير ،رجالا ونساء ، والسر فى هذا ان هذا الموعد هو موعد دخول السيدة العذاء الى قرية جبل الطير فى عند زيارتها الى مصر هربا من الرومان والذين ارادوا قتل السيد المسيح عليه السلام ،فلم تجد السيدة العذراء مريم بنت عمران غير مصر كملجئ أمن من بطش الرومان ،وكما هى عادت مصر فتحت للعائلة المقدسة ذراعها واحضانها الدافئة ،فأستقبلتهم وأحسنت وفادتهم ، وفيما يلى سوف نستعرض تاريخ المكان،وسبب تسميتة ،واهم الآثار الموجودة به.

  المكان والموقع :
الى الشمال من محافظة المنيا وعلى بعد 25 كيلو متر من الضفة الشرقية للنيل ، شرق مركز سمالوط تماما ، يقع دير السيدة العذراء مريم ، ومن  أعلى الجبل وعلى قمتة المرتفع عن الارض بحوالى 100متر ، يطل الدير على الوادى الفسيح ونهر النيل الخالد   بمشاهدة الرائعة وطبيعتة الخلابة ، ويتميز الدير بأنه من أكبر اديرة مصر ،وازحمها عددا سكانيا ،وفى رائ الخاص تفوق أهمية دير السيدة العذراء كلا من دير المحرق ودير ابو سراجة ،من حيث الأحتفالات والأعداد التى تتوافد على الدير فى أيام أحتفالاتة كل عام.
                           
                          
                                                                 الدير من الوادى

ويقول الدكتور محمد رمزى فى كتابة القاموس الجغرافى  للبلاد المصرية من عصر الفراعنة حتى عام 1945 عند الحديث عن قرية  دير جبل الطير فى الجزء الرابع صفحة240:
هذا الدير من الأديرة القديمة ،ورد فى قانون الدواوين مع ابومنا بأسم دير الطير،وذكرة المقريزى عند الكلام عن الديورة فى قسمة الأخير من الخطط،وكان الدير وعزبتة من توابع  طهنا الجبل الى ان فصل منها بزمام خاص فى تاريخ 1268هـ ،وبهذا أصبح ناحية قائمة بذاتها .
سبب التسمية :
دير جبل الطير او دير السيدة العذراء كلها مسميات لاسم واحد ومكان واحد ، وقد سمست القرية القرية بجبل الطير لان مجموعات الطيورالمسماه بطيور  (البوقيرس) المهاجرة كانت تحط فى هذا الجبل ، وكان الجبل لا يرى من كمية الطيور الواقفة عليه للاستراحة ومعاودة السفر والهجرة مره اخرى من اوربا لافريقيا ومن افريقيا لاوربا  مرتين فى العام الواحد، وكانت تنقر هذه الطيور بمنقيرها فى الجبل تاركة علامات فيه من اثر النقر، فكانت تستخلص من الصخور الكالسيوم   ، وهذه الطيور كانت بيضاء بشكل ابو قردان مما كان يجعل الجبل أبيض فى تلك الفترة من كمية الطير التى عليه ، وكل طائر من تلك الطيور يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتى الموت ، وهذا ما ذكرة تقى الدين المقريزى
وسمى بدير السيدة العذراء –كما قلنا – لان السيدة العذراء مرت على هذا المكان فى رحلتها المقدسة الى مصر وأختبئت فى معارة هناك وتلك المغارة تقع الان داخل الكنيسة الاثرية .
وقد اطلق ايضا على الدير مجموعة من الاسماء منها دير الكف  ، فقد ذكر انه هناك صخرة كادت ان تسقط على العائلة المقدسة  وهم فى طريقهم من النيل الى اعلى الجبل ، بعد خروجهم من البهنسا والتى ظلوا فيها عدة ايام فى اثناء رحلتهم ،الا ان السيد المسيح اشار اليها او قام بدفعها عنهم ، تاركا فى الصخرة علامة لكفة الشريف ،وهذة الصخرة لا تزال موجودة وتعرض فى المتحف البريطانى، وهذه الصخرة تبلغ  70 سم × 50 سم ، ولهذا اطلق على الدير اسم دير الكف 
وايضا دير البكارة حيث كانت توجد بالدير بكرة كانت تستخدم فى الصعود للجبل والنزول منه، ونسبة إلى أهميتها فى المكان سمى الدير بالبكارة كما ذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية

تخطيط الدير:
يضم الدير عددا كبير من المنازل العامرة بالسكان والأهالى ، حيث ان دير السيدة العذراء لم يقتصر على الرهبان القساوسة فقط ، بل سكنة الأهالى للتبرك بالمكان ، وبسبب موقع الدير الفريد فوق سفح الجبل ، حيث يطل من الناحية الشمالية على قرية بنى خالد ، ومن الناحية الجنوبية على قرية العابد ، ومن الناحية الغربية نهر النيل والوادى الفسيح ومن الناحية الشرقية الصحراء الشرقية بجمال طبيعتها وبأحجارها الجيرية الجميلة حيث كانت تسمى المنطقة  فى العصور القديمة بأسم (محاجر المرمر ) ، وتتراص المنزل فى الدير بشكل منظم تتجه شوارعها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، وأهم ما يميز تلك الشوارع انها شوارع ضيقة يخرج من بين ثنايا منازلها عبق التاريخ ،وبساطة الشعب المصرى العريق ووحدة كلمتة ، ووحدة شعبة مسلم ومسيحى ، حيث تحتضن تلك المنازل فى فترة الأعياد جميع الزائرين للمكان مسلم كان او مسيحى فتجد المنزل الواحد يعج بعشرات السكان لا تستطيع ان تفرق من المسلم ومن المسيحى ، ولكن هناك شئ واحد تستطيع ان تميزة من اول نظرة هو ان تعرف وتتأكد انه شعب قبطى متراحم متماسك .

                                                      صورة لترابط الشعب فى أحتفالية الدير بالعذراء

تضم قرية دير جبل الطير مجموعة من الكنائس ، منها اثنان جدد، حيث يتميزوا بقبابهم الجميله وعمارتهم البسيطة ، وقد بنيت الكنيستين لكل يخف الضغط من على الكنيسة الآثرية ، ولكن دون جدوى حيث لا تكاد الكنيسة تخلو من الزائرين طول ايام السنة  ،ومن الناحية الشرقية  للدير يوجد بعض المحاجر الاثرية والتى ترجع الى العصور الفرعونية تظهر فيها آثار المعول والفؤس ، وتشم فيها عرق المصرى المكافح ، حيث وكما قلنا كانت المنطقة تعرف قديما بأسم محاجر المرمر الى جانب قرية السرارية وهى ايضا قرية قديمة تضم بعض المناطق الآثرية والتى سوف نتحدث عنها فى مقال منفصل .
ومن الناحية الغربية باسفل الجبل توجد سلالم توصل من الوادى الى الدير فى أعلى الجبل ،ذكر المؤرخ على باشا مبارك فى كتاب الخطط التوفيقية أنه يوجد دير قديم يقع على سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط ويضم سلمَى درج أحدهما بالناحية البحرية والآخر بالناحية القبلية، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، والسلالم القبلية تبلغ 166درجة منحوتة فى الصخر، اما السلالم الشماليه فهى غير مستعمله الى الان على الرغم من وجودها  مكتملة ،
                      
                         
    
                              الكنيسة الآثرية

على الرغم من اهمية الكنيسة الآثرية الا عندما بدأت الحديث عنها لم اجد لها مراجع على الأطلاق اللهم الا بعض الكلمات والسطور القليله فى بعض الكتب التى تتحدث عن الادير فى مصر ، مما زاد الموضوع تعقيد ، ولولا روايات القس متى لى عن الكنيسة ، وتعرفى لبعض الكتب لكان الامر أكثر صعوبة وما  كان هذا البحث سيخرج للنور .
وفى السطور القادمة سوف نتحدث عن عمارة وفنون الكنيسة الآثرية فى دير السيدة العذراء وتاريخها

اولا موقع الكنيسة من الدير:
الكنيسة الآثرية  تقع فى الجانب الغربى من الدير ، حيث تطل  الكنيسة مباشرتا على النيل ، ويحيط بالكنيسة الاثرية من الناحية الجنوبية والناحية الشرقية ، وهذه المدافن مدافن قديمة ترجع الى العصور الفرعونية ، وقد اعيد استخدامها فى العصور المسيحية الاولى وفى العصر الحديث تبركا من مسيحيين المنيا وسمالوط بقدسية المكان ، ولكن فى الوقت الحالى تم تجهيز منطقة اخرى للمقابر تقع الى الجنوب من الدير .


                                                                منظر الوادى من أعلى


ثانيا تاريخ الكنيسة ومن أنشئها :
ترجع الكنيسة الى عام القرن الرابع الميلادى ، وتحديدا فى عام 328ميلاديا ، حيث قامت الملكة هيلانة ام الملك قسطنطين الاول  بأعطاء الأوامر ببناء الكنيسة فى المنطقة التى مرت واستراحت فيها السيدة العذراء ، بعد ان زارت الملكة هيلانة المكان وعرفت من سكان القرية ما حدث للسيدة العذراء وابنها المسيح فى تلك المكان واين اختبئت البتول ورضيعها ، حيث كانت استراحة السيدة العذراء فى تلك المنطقة فى كهف صغير ، ،واستمرت اقامة العائلة المقدسة فى هذا المكان ثلاث أيام ثم انتقلت جنوبا ، وعندما علمت الملكة هيلانة بكل هذا امرت وعلى الفور ببناء الكنيسة والتى نحتت فى الصخر على نظام الكنائس  الأرثوذكسية فى تلك الفترة فى اوربا ،

وقد بنيت الكنيسة فى نفس الوقت التى أعطت فيها ايضا الملكة هيلانه الاومر ببناء كنيسة بيت لحم ، مما يدل على أهمية الكنيسة وأهمية المكان بالنسبة للملكة هيلانة  وبالنسبة للمسيحيين الأوائل .

  ثالثا الكنيسة وطريقة بنائها :
 كما قلنا ان السيدة هيلانة قد امرت ببناء الكنيسة فى مكان الغار التى اختبئت فيه العائلة المقدسة ، ولكن كانت هناك مشكلة وهى ان المغارة يوجد بجوارها جبل كبير ، مما يحول ببناء الكنيسة بالطوب الحجرى او بالطوب الاحمر والذى تشتهر به المبانى فى العصر الرومانى ،  وهنا لم يقف المهندس المصرى طويلا فى التفكير والبحث عن حلول ، فأجداد نفس المهندس هم من قاموا بحت المعابد والمقابر فى الجبال فى العصور الفرعونية والتى ليست ببعيده عن ذلك التاريخ ، فنحتت الكنيس بالكامل فى الصخر

                                                                      الكنيسة من الخارج
                              

رابعا عمارة الكنيسة من الداخل :
كما قلنا ان الكنيسة منحوتة بالكامل فى الصخر ، وتتميز بانها مبنية باحجار غير مستوية منحوتة فى الصخر.

1-مداخل الكنيسة :
يوجد للكنيسة مدخلين عليهم بابيين ، المخل الاول يقع فى الناحية الجنوبية المجاورة للمقابر القديمة ويوجد علية باب خشبى من ضلفتين ،مطعم بالزخارف القبطية الجميلة ويحليه اربع صلبان فى كل ضلفة    فى الوسط ، اما الباب الثانى فيقع الى الناحية الغربية من الكنيسة ، المطلة على   النيل والوادى ، حيث يوجد امام المخل لقان دائرى ، المزين بأحجار منحوتة آثرية قيمة جدا ،بها صور للسيد المسيح عليه السلام والرسل والكرمة والسمك كما توجد بقايها بالدور العلوى للكنيسة

                                                                      باب الكنيسة
اما مدخل الكنيسة الأصلى فكان يقع أعلى المغارة والتى تقع بجوار الهيكل الرئيسى للكنيسة 

2- صحن الكنيسة :
عند دخول الزائر من الباب الجنوبى للكنيسة يجد  ممرا يصل الى داخل الكنيسة مرسوم على الحائط المواجهه للباب صورة مصنوعة ومرسومة  من الفسيفساء الملون   
  
                                                                   لوحة من الفسيفساء
                                                          

اما صحن الكنيسة منحوت فى الصخر يتكون من صحن اوسط به 12 عمود منحوتة ايضا فى الصخر، وعلى تلك الأعمدة توجد بعض الكتابات القبطية ومعظم الكتابات نقشها الزوار الاوائل من المسيحيين القدماء للكنيسة ،وفى تلك الأعمدة الضخمة توجد المعمودية منحوتة فى بدن العمود  لا يوجد لها مثيل فى اى من كنائس العالم ، ومن حول تلك الاعمدة توجد الأروقة الجنوبية والشمالية والغربية ، وتوجد بها مقاعد من الحجر للاستراحة بجوار الحوائط .


3- الهيكل :
والى الناحية الشرقية لصحن الكنيسة يوجد الهيكل ، وهو منحوت ايضا فى الصخر ، مزخرف ببعض الأكتاف من الجانبين ، عبارة عن عمودين لهما تاجان من اشكان التيجان الأيونية ، ويحلى الهيكل زخارف خشبية مصنوعة بطريقة الاربيسك او العاشق والمعشوق ، تظهر فى زخارف الهيكل الخشبية صور  للصليب واشكال هندسية

                                                                        الهيكل
                                                    
4-السقف والطابق العلوى  :
كانت الكنيسة مكونة من طابق واحد الى الاربعينات من القرن الماضى ، وكان سقفها مصنوع من الحجر ، ولكن ازيل السقف الحجرى وصنع بدلا منه سقف من الاسمنت المسلح وأضيف الى الكنيسة طابق ثانى ،يضم بعض الايكونات الاثريةوالمخطوطات الآثرية النادرة والتى تحتفظ بها الكنيسة ، وبالدور الثانى للكنيسة شرفة تطل على صحن الكنيسة بأثنى عشر مشربية

                                                                     الشرف العلوية
                                       
5-قبة الكنيسة :
تعلو القبة صحن الكنيسة ، وللقبة ثمان شبابيك لا يحليها اى زخارف ،  ويعلو هذه القبة صليب كبير من الخارج

6- المغارة :
وتعتبر المغارة هى اقدم مكان فى الكنيسة الآثرية ،ومن أجل تلك المغارة قامت الملكة هيلانة بأعطاء الأوامر ببناء الكنيسة فوق تلك المغارة ، والمغارة عبارة عن شق ضيق فى الجبل لجئت اليه العائلة المقدسة ، واختبئت به ثلاث ايام كاملة ، ويوجد بداخل المغارة الآن حامل خشبى توضع عليه الشموع ،والتى يضيئها الزوار كنوع من النذور

                                                          المغارة

7- الحجاب الآثرى :
الحجاب الاثري ( حامل الايقونات ) ويوجد في الكنيسة بقايا الحجاب الاثرى كان مكون من حجاب من الصخر منحوت علية صورة 12 تلميذ وبعض الرموز القبطية ، وبسبب بساطة الناس كان يقوم البعض باخذها علي سبيل التبرك منها ، واثناء تجديد الكنيسة في عهد البانب ساويرس قام بتجميع بقايا الحجاب فوجد حوالى 7 قطع من صور للتلاميذ امنحوته علي الصخرة وبعض الرموز القبطية ، ووضعها في الباب الغربي للكنيسة ، وقام بعمل الحجاب الخشبي الحالي
الايقونات القبطية :
ايقونة السيدة العذراء ، ايقونة القديسة دميانة و الاربعين عذراء ، ايقونة القديس العظيم مارجرجس ، يرجع تاريخ هذه الايقونات الي 1554 للشهداء وقام برسم هذه الايقونات الفنان انسطاسي القدسي او الرومى وقد اخذ ايقونة السيدة العذراء من الايقونة التى رسمها القديس لوقا الطبيب. ويوجد ايقونة اخرى للعذراء مريم والسيد المسيح ولكن فن بيزنطى تظهر فيه السيدة العذراء وهى تحمل الطفل يسوع علي يمينها .


                               شكر خاص:
شكر خاص للقس متى حيث أن حوارى هذا كان فى أيام مرض زوجتة الأخير قبل موتها(قدس الله روحها) ومع هذا فقد أحسن أستضافتى وأكرم نزلى ، فله من كامل الشكر والتقدير بعد 16 عام من أجراء البحث ، سألين الله ان يجعله عونا للوطن والأمة بأثرها
                                            بحث من أعداد
                                       محمود محمد مندراوى
                                        تحت أشراف الدكتور
                                           وجدى رمضان
                             رئيس قسم الآثار المصرية بجامعة المنيا

المراجع
-روايات القس متى عندما حاورته عام 1997م ،لعمل بحث عن الكنيسة الآثرية ،والبحث موجود بقسم الآثار كلية الأداب  بالمنيا يحمل أسمى ،تحت أشراف الدكتور وجدى رمضان

- ميلاد شرقاوي بخيت، الكنائس الصخرية في مصر، رسالة ماجستير غير منشورة (القاهرة، 2008(

-
أبو المكارم، تاريخ أبي المكارم عما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والأديرة، إعداد المتنيح الأنبا صموئيل

-الدليل الى الكنائس والاديرة القديمة من الجيزة الى اسوان أعداد قسم العمارة القبطية بمعهد الدرسات القبطية

- القاموس الجغرافى للدكتور محمد رمزى الجزء الثالث

-المكتبة القبطية نت


بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة