حلم عودة السياحة للمنيا يتوقف على المتحف الأتونى !!!!

بقلم الآثارى

محمود محمد مندراوى

مفتش آثار المنيا

يقع المتحف الآتونى الى الشرق مباشرتاً من مدينة المنيا، وعلى الضفة الأخرى من النيل العظيم يطل علينا المتحف الآتونى الذى يعد أضخم وأجمل متحف يقام فى صعيد مصر، ويُعرض فيه آثار من حقبه تاريخيه هامه جداً فى مصر، ألا وهى فترة حكم اخناتون الملك الموحد ، الى جانب قطع من عصور أخرى من نتاج حفائر منطقة اثار مصر الوسطى والبعثات التى تعمل بها منذ عشرات السنين مثل البعثة الانجليزية فى تل العمارنة والتى تعمل فى المنطقة منذ أكثر من 30 سنة اكتشفت خلال عملها عشرات القطع الاثرية المخزنة فى مخزن الأشمونين بملوى .

وأيضا البعثة الأسبانية التى عملت فى البهنسا الى جانب الحفائر التابع لوزارة الآثار بنفس المنطقة وقد اكتشفت أيضا قطع أثرية هامه جدا من عصور مختلفة والقطع مخزنة الآن فى مخزن البهنسا المتحفى ببنى مزار.

وكذلك البعثة اليابانية فى طهنا الجبل والبعثة البلجيكية التى عملت فى تونة الجبل، وكثيراً من الاثار المستخرجة من البعثات المصرية والأجنبية التى يتكدس بها المخزن المتحفى فى الاشمونين والبهنسا الى جانب قطع اخناتون ونفرتيتي الموجودة فى المتحف المصري سوف تعرض فى المتحف الاتونى بالمنيا .

وكانت هناك محاولات من الأمين العام الأسبق للآثار الدكتور زاهي حواس بإعادة القطعة الفنية الرائعة لتمثال نصفى للملكة نفرتيتي زوجة اخناتون والمعروض في متحف برلين ف ألمانيا منذ عام 1912عن طريق عالم الآثار الألماني
لودفيج بورشاردت (Ludwig Borchardtوهو مصنوع من الحجر الجيري الملون إلا ان المحاولات باءت بالفشل فى رجوع التمثال بصفه نهائية لمصر على الرغم من أن التمثال ملك مصر بشهادة العالم اجمع .

ومن القطع التي ستعرض فى المتحف كما قلنا تماثيل ولوحات اخناتون وزوجته وأبنائه الموجودة بمتحف ملوي والمتحف المصري بالقاهرة إلى جانب بعض القطع المهمة مثل تابوت بيتوسيريس( Petosiris )كاهن الإله تحوت والذي وجد بمقبرته في جبانة تونة الجبل وكان كبير كهنة الإله تحوت فى المقاطعة الخامسه عشر فى العصر الرومانى ومقبرتة موجودة بتونة الجبل إلى جانب بعض القطع التي وجدت بمقبرته.

وأيضا من القطع التى ستعرض فى المتحف توابيت استخرجه من شارونة وتوابيت استخرجت من الشيخ عبادة الى جانب أقنعة من العصر الرومانى فى منتهى الجمال والروعة إلى جانب مومياوات عثر عليها فى الحفاير أهمها مؤمياء ايزادورة شهيدة الحب فى العصر الرومانى وبنت حاكم الإقليم التى انتحرت بسبب رفض ولدها الزواج من الضابط المصر وتعتبر اول قصه حب فى التاريخ تصل إلينا كاملة بعد قصة ايزيس وأوزوريس.

وأيضا بعض العملات الذهبية والبرونزية التى تعود إلى عصر الدولة اليونانية والرومانية والإسلامية مما عثر عليها فى حفائر المنطقة وأيضا ما ضبط عن طريق شرطة الآثار فى المحافظة .

وجاءت فكرة إنشاء المتحف الآتوني بهدف إظهار عظمة الحقبة التاريخية للملك إخناتون «أمنحتب الرابع» "1372-1355 ق.م" كما قلنا والتي تسمى بعصر العمارنة كما تم تصميم المتحف على شكل أشعة الشمس الممتدة من السماء يتكون من خمسة طوابق تشمل 14 قاعة عرض متحفية وقاعة مؤتمرات تتسع لنحو 800 شخصا ومدرسة لتدريس أعمال الترميم ومنطقة للبازارات ومسرح مفتوح ومرسى نهري للبواخر السياحية، حيث يقع مشروع المتحف على مساحة 25 فدانا على النيل مباشرة، بالضفة الشرقية بمدينة المنيا كما يحتوي على حديقة متحفية مزودة بنماذج أثرية

والمتحف الآتونى انشئ بتكلفة بلغت أكثر من300 مليون جنية وهو الآن فى طور المرحلة الأخيرة حيث استطاعت وزارة الآثار بالتعاون مع مسئولي متحف هيلدسهايم الألماني الذين سيتبنون حملة تبرعات لتمويل المرحلة النهائية للمتحف بقيمة 60 مليون جنية لتنفيذ الخطوط والتفاصيل الأخيرة للمتحف قبل الافتتاح أمام السياحة العالمية والمحلية قريبا أن شاء الله

وبافتتاح المتحف الأتونى سوف يحدث طفرة سياحية واقتصادية كبيرة جدا فى محافظه المنيا المرفوعة من على خارطة السياحة العالمية من بداية التسعينات من القرن الماضى على الرغم من أهمية الآثار الموجودة فى المحافظة والتى تعتبر من اكبر محافظات مصر فى عدد المناطق الأثرية الهامة.

وأيضا سوف يوفر المشروع فرص عمل كثيرة لأهالي المنيا منها من هو مباشر عن طريق التعيينات، ومنها ما هو غير مباشر عن طريق المعاملات والجذب السياحى ،الذى سينتج عنه حركة اقتصادية مزدهرة فى المحافظة نتيجة وصول السياحة مره أخرى إلى المحافظة ، وذلك عن طريق السياحة وتعاملهم مع البازارات السياحية والفنادق والمطاعم والسيارات الأجرة، وغيرة من الخدمات التى ستقدم للسياح مقابل العملة الصعبة مما سيوفر لمصر عمله أجنبية كثير و بطبيعة الحال سيعود على مصر كلها بالفائدة والخير إن شاء الله