بقلم
مروة على
مفتشة اثار المنيا اسلامى
هي اميرة مصرية اسمها الحقيقي أسماء، ولقبت بقطر الندي وذلك لجمالها الفتان وسحرها وذكائها وعلمها ،،، وجدها أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية فى مصر (254- 292 هـ ) و بانى مدينة القطائع ليتخذ منها عاصمة لمصر بديلة عن الفسطاط التى بناها عمرو بن العاص . و كان خمارويه واحدا من أربع و ثلاثين من الإخوة !!
وقد تمت خطبتها للخليفة ، وقدم لها الخليفة صداقا قدره ألف ألف درهم وبالرغم من ضخامة هذا الصداق في ذاك العصر، فإنه يعتبر جزءاً يسيرا مما أنفقه والدها، على تجهيزها من الأموال الطائلة، وبالرغم من عدم وجود تفاصيل شافية عن أوصافها الشخصية إلا أن جميع الروايات تشيد بجمالها الفتان، وكان والدها يهيم بها حبا ويحيطها بكل ما يتصوره الخيال من العز والترف.فقد أراد خمارويه أن ينافس الخلافة في مظاهر غناها وبذخها، ويقدم لنا مؤرخو هذا الزمن تفاصيل مدهشة
لا يكاد يصدقها عقل عن جهازها،
، وقد قيل إنه أنفق على تجهيزها ما يساوي ميزانية دولة بالكامل، حتي أن البعض قال بأن موافقة الخليفة العباسي على هذا الزواج كانت بهدف إفقارالدولة الطولونية لعلمه بما يتميز به خمارويه من بذخ.
ولم يقف هذا البذخ على تجهيز الأميرة فقط، بل اقترنت به صور أخرى من الإغراق الذي لم يسمع به، ذلك أن خمارويه بعد أن فرغ من إعداد الجهاز أخذ في التأهب لإرسال ابنته إلى زوجها الخليفة، وهنا نستطيع استرجاع قصص ألف
ليلة وليلة، لكي نتصور ما أحيطت به رحلة قطر الندى من مصر إلى بغداد من مظاهر الفخامة والترف، فقد أراد خمارويه أن يجعل من تلك الرحلة الشاقة،خلال هذه المسافة والصحراء الشاسعة، نزهة ممتعة، فأمر أن يبنى لها على رأس كل
(محطة) في الطريق بين مصر وبغداد قصرا ، مجهزاً بكل شيء.
وفي أواخر عام 281 هـ (894 م) خرجت قطر الندى من مصر في موكب عظيم،
، وعدد من الكبراء والحشم، والذي ذكره المؤرخون عندما وصفوا قافلة العروس ـ قطر الندى ـ وكيف حمّلت هذه القافلة ما لم تره عين أو تسمع به اذن، اربع قطع من الذهب عليها قبة من ذهب مشبك، في كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حبة من الجواهر لا تعرف لها قيمة.. دكة من الذهب، تضع عليها قدمها، كلما دخلت إلى حجرتها. مائة هاون من الذهب يدق فيها العود والطيب. ألف مبخرة من الذهب. ناهيك عن مئات الصناديق المحتوية على الملابس، والاقراط، والسلاسل الذهبية، وفصوص من الاحجار الكريمة. وفوق هذا وذاك امر خمارويه والي مصر أن يبني لابنته قطر الندى على رأس كل مرحلة من مراحل الطريق الطويل، فيما بين القاهرة وبغداد، قصرا تنزل فيه، معدا بكل ما تحتاجه العروس في سفرها من الراحة وأسباب الرفاهية، فتشعر وكأنها في كل قصر تنزل فيه بأنها لم تفارق قصرها في القاهرة. وحين وصل موكب العروس إلى بغداد ليلا بين آلاف الشموع والمشاعل، دخل موكب قطر الندى قصر الخليفة المعتضد زوجها فكانت هناك احتفالات أخرى لم تر بغداد مثلها، على امتداد تاريخها!
ووصل موكب الأميرة المصرية إلى بغداد في شهر محرم عام 282 هـ، وزفت إلى الخليفة المعتضد في شهر ربيع الأول من نفس العام، في احتفالات ،،وبالرغم من عدم وجود تفاصيل شافية عن أوصافها الشخصية إلا أن جميع الروايات تشيد بجمالها الفائق، وكان والدها يهيم بها حبا ويحيطها بكل ما يتصوره الخيال من العز والترف.
، وشغف الخليفة بزوجته الفتية، وسحره جمالها الفاتن وأدبها الجم ، و حظيت لدى الخليفة بكل الحب و الرعاية
ولم تمض أشهر قليلة على زفاف قطر الندى إلى زوجها الخليفة، حتى قتل والدها خمارويه، وكان قد خرج بعساكر من مصر إلى الشام استعدادا للحرب، ونزل بدمشق، فأقام بها مدة يسيرة، وفي ذات مساء قتله خدمه وهو نائم على فراشه، وذلك في أواخر سنة 282 هـ ، وذلك بعد حكم دام أكثر من 11 سنة، وكان موته
هو بداية النهاية للدولة الطولونية، إذ تولى ابنه “أبو العساكر” مقاليد
الحكم، لكنه قتل بعد شهور من توليه، ودبت الفتنة في الجيش الطولوني،،، وقد ارتبط اسم الخليفة المعتضد بزواجه من قطر الندي بنت خمارويه ، فقد كان زواجا بغرض سياسي من الدرجة الاولي حيث ان العلاقة بين دولة الخلافة و دولة الطولونيين كانت علي غير ما يرام
،وقد حاول خمارويه ان يفتح صفحة جديدة مع الخلافة صفحة يحل فيها الامن والسلام محل الخصام والنزاع ،وكان الطرفان يرغبان في ذلك ، لذلك تزوج الخليفة العباسي من قطر الندي في محاولة خفية منه لافلاس دولة الطولونيين لعلمه بمدي اسراف وبذخ ابيها وخاصة بذخه في اعداد جهاز ابنته ،،
أما عن الأميرة الجميلة قطر الندى، فقد عاشت بعد وفاة والدها عدة أعوام بقصر الخلافة، ثم توفيت في شهر رجب عام 287 هـ، بعد خمس سنوات فقط من زواجها، وكانت في الثانية والعشرين من عمرها، وهي ماتزال زهرة يانعة في
أوج تألقها، ودفنت بقصر الرصافة ببغداد، ومات الخليفة المعتضد بعد ذلك
بعامين.
بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة |
بحث كامل عن الأسكندر المقدونى |
بحث كامل عن مقابر بنى حسن |
بحث كامل عن دير سانت كاترين |
بحث كامل عن الهكسوس |
0 التعليقات:
إرسال تعليق