جديد المدونة
Loading...
السبت، 22 فبراير 2014

Info Post

بقلم آثرية
ايمان عمار
مفتشه اثار المطرية

طقوس عيد "سـد" عيد اليوبيل الثلاثينى

تباينت الآراء حول أصل كلمة (sd)، فربطها البعض بالمعبود "ست"؛ وربطها البعض الآخر بذيل حيوان يعرف باسم (sd)، وهو حيوان من فصيلة الكلاب النابية؛ بينما رأى البعض أن كلمة (sd) تشير إلى قطعة من الملابس.

وقد ظهر هذا العيد منذ عصور ما قبل التاريخ استناداً إلى أقدم الدلائل، وذلك عندما كانت القبيلة تقتل حاكمها الذى صار ضعيفاً نظراً لكبر سِنِّه. ولم يلبث أن تطور الأمر مع بداية العصور التاريخية إلى محاولة إظهار الملوك لقوتهم بممارسة طقوس معينة فى هذا العيد.

وكان الاحتفال بهذا العيد يتم بعد مرور ثلاثين عاماً على تتويج الملك على عرش البلاد، إلا أن العديد من الملوك احتفلوا به وبطريقة مكررة فى فترات زمنية متقاربة، أو كلما دعت الحاجة إلى إثبات قوتهم الجسدية، وتدعيم عرشهم.

وكان الاحتفال بالعيد الأول يتم فى الشهر الأول من اعتلاء العرش، وبما يتناسب مع الاحتفال باعتلاء العرش . وقد احتفل "رعمسيس الثالث" بالعيد أربعة عشر مرة، بينما أقام "أخناتون" الاحتفال به مرتين على الأقل، وذلك على سبيل المثال.

وقد اختلفت الآراء حول الغرض من هذا العيد، فيرى البعض الاتفاق مع رأى "بليكر"

(Bleeker) فى كون الهدف من العيد هو تجديد القوة الكهنوتية للملك؛ وعلى هذا فإنه يطلق على هذا العيد (عيد الرداء)، استناداً إلى تفسير كلمة (sd) بأنها تعنى (قطعة من الملبس).

وهناك رأى آخر قديم بأن العيد يمثل إحدى طقوس احتفال الملك بتولى الحكم بعد مرور ثلاثين عاماً. وفى هذا الحدث كان الملك القديم يُدفن، ويعتلى الملك الجديد العرش، وهو ما كان يحدث فى عصور ما قبل التاريخ، ولكن الآن بشكل رمزى فقط.

فى حين يرى البعض أنه يمثل تخليداً لأحداث فى حياة الملك؛ ويرى "فرانكفورت" أن هذا العيد لم يكن مجرد ذكرى لتتويج الملك، بل كان تجديداً فعلياً للنفوذ والسيطرة الملكية، وتجديداً لشباب الحاكم.

وقد احتفل الملوك بهذا العيد رغبة منهم فى تجديد قوتهم وحيوتهم، ويجوز أن نطلق على الطقوس التى تُجرى فى هذا الاحتفال التسمية (طقوس التجديد)، حيث يرغب الملك من خلال هذه الطقوس فى المحافظة على قوة شبابه، والتأكيد على استمرارية السلطة.

وقد وصلتنا تفاصيل هذا الاحتفال من خلال بعض المصادر، والتى يأتى فى مقدمتها نقوش مقصورة معبد الشمس للملك "نى وسر رع"، ومناظر المعبد الكبير للملك "أمنحتب الثالث" فى "صـولب" ببلاد النوبة، وبردية "الرعامسة" الأدبية، ومناظر معبد "وسركون الثانى" فى "بوباسطة".

وقد قدم "كايزر" (Kaiser) دراسة لمناظر عيد "سـد" للملك "نى وسر رع"، ولخصها "بارتا" (Barta) فى النقاط التالية:

احتفال البداية؛ وأثاث الأسود؛ ومنظر حفل ومبايعة الموظفين للملك؛ وظهور "مين- وب واوت" فى هرولة "حب سـد"؛ وتقدمة الماشية؛ واحتفال حمل الملك بواسطة المحفَّة.

وقد وضع "ألتنميلر" (Altenmüller) تلخيصاً للطقوس الرئيسية فى العيد كالتالى:

• وضع تمثال الملك فى المقصورة.
• إقامة عامود الـ "ﭽـد" (Dd).
• تتويج الملك ومبايعته.
• الجرى حول السور.
• ذبح الأضاحى.

وفيما يلى نعرض شرحاً موجزاً لبعض هذه الطقوس.

إقامة عمود الـ "ﭽـد" (Dd).

وهى طقسة رمزية لإعادة تجدد الحياة من خلال إعادة الولادة. وقد وردت الإشارة إلى هذه الطقسة لأول مرة فى بردية "الرعامسة".
وتقام هذه الشعيرة مع شعيرة الجرى (الهرولة) حول السور فى عشية عيد "سـد". وقد أصبح ذلك اليوم يتطابق مع يوم 30 "كياك" (كيهك) بعد إقامة طقوس عيد "سوكر". بينما يرى (Uphill) فى هذه الشعيرة فى العيد بمثابة تجسيد للاستقرار والأمان للملكية المصرية، ورمز لإعادة الحياة ثانية.



الملك "تحتمس الثالث" يقوم بطقسة إقامة عامود "ﭽـد" أمام الربة "إيـزة".

طقسة الهرولة (الجرى) السريعة.

إحدى أهم طقوس العيد، وتتلخص فى قيام الملك بجرية سريعة (هرولة) خلف ثور بالقرب من سور البلاط الملكى عبر الحقول. وربما تقام هذه الشعيرة فى أحد الأيام الثلاثة المخصصة لزيارة المقاصير، واستقبال المبعوثين. وعادة ما يرتدى الملك فى هذه الطقسة

نقبة قصيرة تنتهى بذيل ثـور.
وأقدم تمثيل لهذه الطقسة جاء على ختم للملك "دن" من الأسرة الأولى؛ حيث صور الملك بتاج مصر السفلى وهو يجرى ممسكاً بالمذبة. وتهدف هذه الجرية (الهرولة) إلى إثبات أن الملك ما زال يتمتع بالقوة التى تمكنه من الجرى وراء حيوان قوى مثل الثـور، علاوة على امتلاكه للخصوبة، والتجدد، والحيوية.

ويصاحب هذه الطقسة لواء المعبود "وب واوت"، والذى يحمل بواسطة كاهن (أرواح السلف)، وخادم (أرواح "نخـن")، ويرمز هذا اللواء إلى مساندة وحماية الملك. كما أن هذه الشعيرة بمثابة تأكيد شرعى لسلطة الملك كحاكم لمصر وكوريث شرعى.



الملكة "حتشبسوت" تحتفل بعيد "حب سـد" على مقصورتها فى "الكرنك".

طقس رمى السهام الأربعة.

ويتم بهذه الطقسة إعلان تولى الملك، وذلك بإطلاق أربعة سهام فى الجهات الأربعة الأصلية؛ ولذلك فإنها تأتى فى ختام الاحتفال

بحث كامل عن السحر فى مصر القديمة

بحث كامل عن الأسكندر المقدونى

بحث كامل عن مقابر بنى حسن

بحث كامل عن دير سانت كاترين

بحث كامل عن الهكسوس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لـ الآثرى الفصيح
تركيب وتطوير | حراس الحضارة